مؤتمر باريس حول القضية الفلسطينية.. محاولة لكبح جماح ترامب قبل أيام من توليه

وكالات
اسطنبول
نشر في 15.01.2017 00:00
آخر تحديث في 15.01.2017 19:32
مؤتمر باريس حول القضية الفلسطينية.. محاولة لكبح جماح ترامب قبل أيام من توليه

يعقد في باريس، اليوم الاحد، مؤتمر ذو طابع رمزي كبير حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، في اجواء من التوتر الشديد بعد اعلان ادارة الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب خطتها نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس.

وسيؤكد اكثر من سبعين بلدا ومنظمة وهيئة دولية (الامم المتحدة والجامعة العربية واللجنة الرباعية...)، من جديد رسميا أن حل الدولتين، اسرائيلية وفلسطينية، هو الطريق الوحيد الممكن لتسوية واحد من اقدم النزاعات في العالم. فيما يتغيب الممثلون الاسرائيليون والفلسطينيون عن الاجتماع.

ويندرج المؤتمر الذي اعتبرته اسرائيل "خدعة"، في اطار مبادرة فرنسية اطلقت قبل عام لتعبئة الاسرة الدولية من جديد وحث الاسرائيليين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين.

ويرتدي هذا الاجتماع طابعا رمزيا مع تراجع آفاق حل الدولتين بسبب الوضع على الارض الذي يشهد استمرارا للاستيطان الاسرائيلي وأعمال عنف وتشددا في الخطاب وتزايد الشعور بالاحباط.

ولن يتم تمثيل الفلسطينيين أو الإسرائيليين في الاجتماع. وسترسل القوى الغربية رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن الحل القائم على وجود دولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو السبيل الوحيد للمضي قدما وستحذر من أن خططه لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد تعطل جهود السلام. وقبل خمسة أيام فقط من أداء ترامب اليمين فإن هذا المؤتمر يوفر منبرا للدول كي ترسل إشارة قوية إلى الزعيم الأمريكي المقبل.

وتعهد ترامب بانتهاج سياسات موالية لإسرائيل بشكل أكبر ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب والموجودة فيها منذ 68 عاما إلى القدس مرسخا تقريبا المدينة كعاصمة لإسرائيل رغم الاعتراضات الدولية.

وقال دبلوماسي فرنسي كبير "سيكون قرارا من جانب واحد يمكن أن يصعد التوترات على الأرض. "قبل خمسة أيام من أن يصبح رئيسا من المهم أن تعيد 70 دولة إلى الأذهان (ضرورة) الحل القائم على دولتين في الوقت الذي يمكن أن تنفذ فيه إدارته إجراءات مثيرة للجدل ربما تؤدي إلى تفاقم الأمور." وقالت فرنسا إن الاجتماع لا يهدف إلى فرض أي شيء على إسرائيل أو الفلسطينيين وإنه لا يمكن حل الصراع إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين .

وتؤكد مسودة بيان اطلعت رويترز عليها القرارات الدولية القائمة وتحث الجانبين على إعادة إعلان التزامهما بحل الدولتين والتنصل من المسؤولين الذين يرفضونه ويطلب من الأطراف الرئيسية "الامتناع عن الخطوات المنفردة التي تصدر حكما مسبقا على نتيجة مفاوضات الوضع النهائي." وقال دبلوماسيون إنه ربما تكون هناك إشارة إلى خطط ترامب.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال فترة إدارة الرئيس باراك أوباما لتصل إلى أدنى مستوى لها الشهر الماضي حينما امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض بشأن قرار للأمم المتحدة يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت إنه كتب إلى ترامب محذرا من أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ربما يؤدي إلى القضاء على عملية السلام وتجريد الولايات المتحدة من دورها كراع أمين للعملية بل وربما أيضا يؤدي إلى تراجع الفلسطينيين عن اعترافهم بإسرائيل.

وحاولت فرنسا التي يوجد بها أكبر تجمع للجاليات المسلمة واليهودية في أوروبا إحياء عملية السلام على مدى العام الماضي. وهي تعلم -في ظل الغموض الذي يحيط بدور الإدارة الأمريكية المقبلة في أزمة الشرق الأوسط- أهمية دفع الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وعدم استمرار الوضع الهش الراهن على ما هو عليه.

كما أن للدول العربية مخاوفها الخاصة بشأن العلاقة التي سيقيمها ترامب معها وتتخذ خطا حذرا. وقال دبلوماسي من منطقة الشرق الأوسط مقره في باريس إن كل هذه الأمور ما زالت سابقة لأوانها وإنه يجب منح الإدارة الأمريكية الجديدة مزيدا من الوقت لتقييم الخطوات التي يجب عليها اتخاذها.

ويفترض أن يؤكد مؤتمر باريس التزامه حلا تفاوضيا وسيذكر في بيانه الختامي بالوثائق الدولية المرجعية حول النزاع وخصوصا قرارات الامم المتحدة، بدون أن يدخل في التفاصيل او يحدد اطرا دقيقة لتسوية النزاع. وقال دبلوماسي فرنسي "اذا فعلنا ذلك فسنواجه مطبات".

فالاسرة الدولية، وان كانت تؤكد من جديد التزامها حل الدولتين، فهي ليست موحدة في موقفها. فسواء داخل الاتحاد الاوروبي او بين الدول العربية، هناك بعض البلدان التي لديها اولويات اخرى او لا تريد اثارة استياء الادارة الامريكية المقبلة.

وقال الدبلوماسي الفرنسي ملخصا الوضع "يبدو لنا من المهم في الاجواء الحالية أن يؤكد سبعون بلدا من جديد أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن. الامر بهذه البساطة وليس اكثر من ذلك".

واستبعدت مصادر دبلوماسية عدة أن تدرج نتائج مؤتمر باريس بعد ذلك في قرار جديد لمجلس الامن الدولي، كما قالت اسرائيل معبرة عن قلقها.