مهندس تركي يحاول إحياء التراث العثماني بصناعة قوارب السلاطين

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 13.06.2016 00:00
آخر تحديث في 13.06.2016 14:12
مهندس تركي يحاول إحياء التراث العثماني بصناعة قوارب السلاطين

هارون شاهين مهندس تركي تخصص في صناعة "قوارب السلاطين"، التي تحظى باهتمام كبير من المستثمرين المحليين والأجانب في قطاع السياحة، كونها تجسّد تاريخ قوارب سلاطين الدولة العثمانية التي استُخدمت سابقًا كوسيلة مواصلات بحرية بمدينة اسطنبول.

قال شاهين، وهو خريج كلية العمارة الداخلية والتصميم من جامعة "قوجه إيلي"، للأناضول: "قبل نحو عامين أنشأت مصنعًا في ولاية قوجه إيلي، في شمال غربي البلاد، لعمل قوارب السلاطين، في خطوة ترمي إلى إحياء التراث العثماني ونشره على نطاق واسع، والمساهمة في الاقتصاد التركي".

وأضاف شاهين: " تشهد القوارب التي نصنعها، إقبالًا خاصًا من المستثمرين الأجانب العاملين في قطاع السياحة؛ وتصميمها يتم وفقًا للمظهر التقليدي الرائع الذي تتمتع به قوارب السلاطين التاريخية"، لافتًا أن بعض هذه القوراب "تعمل بمحركات كهربائية، وأخرى بالديزل".

وأوضح المهندس التركي أنه أنتج نحو 20 قاربًا خلال العامين السابقين، وأن قاربين اثنين منها يجري استخدامهما حاليًا في مضيق "البوسفور" بمدينة اسطنبول، لافتًا إلى أن إنتاج القارب الواحد "يستغرق ما بين 4 و6 أشهر، ويختلف ذلك بحسب الأحجام".

وتابع شاهين: "قمنا بتحديث وتعديل نماذج القوارب التاريخية بحيث تحافظ على هيكلها الأساسي، ولدينا حالياً طلبات كثيرة سيستغرق تصنيعها نحو عامين".

وأكد شاهين أن شركته تستعد لتوقيع عقد بيع مع شركة سياحية في "دبي" بالإمارات العربية المتحدة (لم يذكر اسمها)، وإنتاج قوارب خاصة لها.

وأشار شاهين أن عددًا من "قوارب السلاطين" التي قاموا بإنتاجها في المصنع، تُعرض حاليًا في عدّة ولايات تركية، وعلى رأسها أنطاليا، وأسكي شهير، وشانلي أورفة، وقهرمان مرعش التي تشهد زيارات من السياح المحليين والأجانب.

ونوّه بأن "قوارب السلاطين في العهد العثماني كانت تتمتع بميزات خاصة، إذ كانت القوارب وقتها ذات مظهر فاخر جدًا، وكانت تستخدم كوسائل نقل بين ضفتي مضيق البوسفور باسطنبول؛ وتركت أثرًا كبيرًا على مستوى العالم في المرحلة التي شهدت فيها قوة الدولة العثمانية ذروتها".

ولفت المهندس التركي إلى وجود 4 متاحف حول العالم تضم "قوارب السلاطين" في الوقت الراهن، من بينها المتحف البحري بمدينة اسطنبول، الذي يضم 14 قاربًا، قائلًا: "سنبذل ما بوسعنا لنشر هذا التراث العثماني في أنحاء العالم، وأعتقد أن هذا سيكون بمثابة شكر لتاريخنا وأجدادنا".

ويشير مؤرخون أتراك إلى أن القوارب في العهد العثماني كانت تستخدم بمدينة اسطنبول لأغراض مختلفة، فكان بعضها مخصصًا لنقل الركاب من الشطر الآسيوي إلى الأوروبي والعكس، وبعضها كان يستخدم لإجراء رحلات في مضيق البوسفور، وتنظيم فعاليات ترفيهية وغنائية وشعرية في ذلك الوقت.

وكانت تلك القوارب تُلقّب في القرن التاسع عشر وفقًا لأصحابها وأماكن استخدامها في الدولة العثمانية، وكان بينها تسلسل هرمي تتصدّره القوارب المخصصة لنقل السلاطين، وزوجاتهم، وأبنائهم، لتكون رمزًا لقوة وعظمة الدولة في تلك المرحلة.