هل تمتلك روسيا معلومات سرية حساسة ومحرجة عن ترامب؟

وكالة الأنباء الفرنسية
اسطنبول
نشر في 11.01.2017 00:00
آخر تحديث في 12.01.2017 01:29
هل تمتلك روسيا معلومات سرية حساسة ومحرجة عن ترامب؟

أبلغ مسؤولو الاستخبارات الأمريكية الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأسبوع الماضي بأن روسيا قد جمعت لسنوات معلومات محرجة عن حياته الشخصية والمالية، حسبما أوردت وسائل الإعلام الأمريكية الثلاثاء عشية المؤتمر الصحافي الأول لترامب.

وعلق ترامب على ذلك في تغريدة "معلومات كاذبة - بحملة سياسية مغرضة".

من جهته، امتنع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما عن الرد وقال انه "لا يعلق على معلومات سرية".

لكنه أعرب عن الأمل في أن يواصل الكونغرس وإدارة ترامب العمل من أجل كشف المسوؤلين عن فضيحة القرصنة المعلوماتية في الولايات المتحدة.

وكانت شبكة "سي إن إن" وغيرها من وسائل الإعلام كشفت الثلاثاء عن وجود ملف من 35 صفحة هي عبارة عن معلومات جمعها ودونها عميل سابق من جهاز الاستخبارات البريطانية تعتبره الاستخبارات الأمريكية ذا مصداقية، بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2016 لصالح معارضين سياسيين لترامب.

وتابعت وسائل الإعلام ومن بينها "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قدموا للرئيس المنتخب ملخصا من صفحتين عن الملف، وعرضوا عليه تقريرهم الذي رفعت عنه السرية جزئيا الجمعة واستعاد مجمل عمليات القرصنة المعلوماتية والتضليل الإعلامي الروسي في الولايات المتحدة.

ويعتبر عرض هذا الملخص على ترامب واوباما والعديد من المسؤولين في الكونغرس دليلا على الأهمية التي توليها الاستخبارات الأمريكية لهذه المعلومات.

ونشر موقع "بازفيد" الملف المؤلف من 35 صفحة الثلاثاء لكنه أوضح أنه غير قادر على التحقق من صدقيته. كما أن مصادر رسمية لم تؤكد صحته أيضا. ويتضمن الملف الذي بدأ بالانتشار في الأوساط السياسية والإعلامية في واشنطن منذ أسابيع خصوصا:

- معلومات يبدو أنها محرجة لترامب من بينها وجود تسجيل فيديو ذي مضمون جنسي صوره عناصر من الاستخبارات الروسية سرا خلال زيارة قام بها ترامب إلى موسكو في عام 2013 بهدف استخدامه لاحقا لابتزازه.

- معلومات حول تبادل مفترض لمعلومات استخباراتية طوال سنوات عدة بين ترامب ومقربيه والكرملين.

ونفى مايكل كوهين، محامي ترامب ونائب رئيس المؤسسة التي تملكها أسرة الرئيس المنتخب، صحة المعلومات التي تتضمن مرات عدة وبالتفصيل رحلة قام بها كوهين نفسه إلى براغ أواخر آب/أغسطس ومطلع أيلول/سبتمبر للقاء مسؤولين روس. وكتب كوهين على تويتر "لم أذهب إلى براغ في حياتي".

وأثار الكشف عن هذه المعلومات رغم جوانب الغموض التي تتضمنها قلقا في واشنطن خصوصا في الكونغرس.

وعلق السناتور الديمقراطي كريس كونز على شبكة "سي إن إن" "إذا تأكدت هذه الادعاءات بحصول تنسيق بين حملة ترامب وعملاء روس، فهي صدمة فعلا وسيكون الأمر كارثيا".

من جهته، دعا براين فالون، المتحدث السابق باسم هيلاري كلينتون، زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إلى السماح بتشكيل لجنة تحقيق خاصة في المسالة.

وكانت حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية شابتها شائعات بوجود علاقات بين مقربين من ترامب والنظام الروسي خصوصا حول الدور المريب على ما يبدو الذي لعبه كارتر بيج المستشار في السياسة الخارجية والقريب من موسكو.

وكان الزعيم السابق للديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، هاري ريد، الذي اطلع على معلومات مصنفة سرية، أعرب عن قلقه لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" جيمس كومي في آب/أغسطس وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكتب ريد في 27 آب/أغسطس "من الواضح الآن أن لديكم معلومات خطيرة عن وجود علاقات وثيقة وتنسيق بين دونالد ترامب ومستشاريه المقربين والحكومة الروسية"، وطالب الـ"إف بي آي" بفتح تحقيق حول القضية.

ورفض كومي لدى سؤاله الثلاثاء تأكيد أو نفي إطلاق مثل هذا التحقيق.

وتجمع أجهزة الاستخبارات الأمريكية على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر شخصيا بشن حملة قرصنة وتضليل إعلامي لتقويض حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي كان يشعر إزاءها بعداوة شخصية منذ كانت وزيرة للخارجية (2009-2013) ولدعم حظوظ ترامب بالفوز.

وكان خليفة أوباما الذي انتخب في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دعا خلال حملته إلى التقارب مع روسيا ورفض مرارا ما تؤكده الإدارة الأمريكية الحالية بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

أما الكرملين، فينفي الاتهامات بالتدخل جملة وتفصيلا.

ومن المتوقع أن تلقي هذه التطورات بظلالها على قسم من المؤتمر الصحافي الذي سيعقده ترامب صباح اليوم الأربعاء في نيويورك وهو الأول له منذ انتخابه.