سفير أنقرة بمقديشو: تركيا "دولة رائدة" في الاستثمار والدعم الإنساني بالصومال

وكالة الأناضول للأنباء
مقديشو
نشر في 04.09.2016 00:00
آخر تحديث في 04.09.2016 10:51
سفير أنقرة بمقديشو: تركيا دولة رائدة في الاستثمار والدعم الإنساني بالصومال

قال السفير التركي لدى مقديشو "أولغن بيكر"، إن بلاده أصبحت "دولة رائدة" في مجالي الاستثمار والدعم الإنساني في الصومال، بنحو 500 مليون دولار، مشيراً إلى تركيز أنقرة على دعم مختلف المجالات في "بلد بدأ يتطلع إلى مستوى لافت من الاستقرار والتطور"، بعد معاناته من صراعات داخلية.

وفي حوار خاص مع الأناضول، أفاد "بيكر"، أن تركيا ركزت على جوانب عدة لدعم الصومال، منذ أول زيارة أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2011، كالتعليم والصحة والبنية التحتية، تنفيذاً لوعود، قدّمها الأخير بالوقوف إلى جانب المجتمع الصومالي.

وأوضح "بيكر" أن الهيئات التركية الحكومية والمستقلة، أنفقت نحو 400 مليون دولار لدعم الصومال في المجال الإنساني والبنية التحيتة، بما فيها تشييد شوارع على مسافة أكبر من 23 كم، داخل العاصمة، فضلاً عن بناء مدارس ومستشفيات تعد الأحدث في شرق إفريقيا.

ومضى قائلا "هناك مشاريع أخرى ستنطلق خلال العام الجاري، وتتمثل هذا المشاريع في بناء مجمع البرلمان الصومالي الحالي على طراز خاص وبناء شوارع جديدة داخل وخارج العاصمة على مسافة 10 كم".

وحول المشاريع الاستثمارية، التي تخطط تركيا لتنفيذها في الصومال، لفت "بيكر" إلى أنه منذ عام 2011 والمستثمرون الأتراك يدرسون الجوانب التي يمكن استثمارها في الصومال، حيث تبلغ الاستثمارات التركية في مقديشو حالياً، نحو 100 مليون دولار، شملت جوانب مختلفة استفاد منها الشعب الصومالي.

وأكد أن تركيا تنوي إعادة بناء أكبر مصنع سكر في مدينة جوهر (شمال)، المطلة على نهر شبيلي، أطول نهر في الصومال، المدمَّر منذ 25 عاماً، بغية زياد الإنتاج المحلي وإعادة المصانع في البلاد، التي دمرت بفعل الحروب الأهلية، إلى جانب إعادة ترميم سدود نهر شبيلي، لمنع الفيضانات وضمان استغلال المزارعين مياهه طوال العام دون انقطاع.

ورجح "بيكر" بدء مشروع "مصنع السكر" فور انتهاء الدراسة، موضحاً أن "المشروع سيوفر وظائف لمئات الصوماليين الذين يعانون من البطالة، في بلد بدأ يتطلع إلى مستوى لافت من الاستقرار والتطور".

وعن الجهود الرامية لدعم الصومال عسكرياً، قال "بيكر" إن تركيا تقف إلى جانب الصومال من أجل خروجه من أزمته الأمنية، حيث دربت الآلاف من القوات الحكومية، وستدرب آلاف آخرين، من خلال مركز تدريب عسكري، سيتم إنشاؤه قريباً في ضواحي مقديشو، مشيراً أن كل دفعة عسكرية ستخضع لأربع سنوات من التدريب ما سيساهم في أداء مهامهم الوطنية.

وأضاف السفير، أن القوات الحكومية مرّت من سنوات عصيبة، حيث تفتقر إلى بعض التدريبات اللازمة والمعدات العسكرية، وسيشكل المركز أهمية كبيرة من الدفاع الوطني.

وأوضح أن تركيا أطلقت مشروعاً لمصنع إنتاج الملابس العسكرية، يعد الأول من نوعه، يتوقع افتتاحه في الأيام القادمة، وسيضمن توفير الزي العسكري لجميع أقسام القوات الصومالية، مما يسمح للبلاد من الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من إنتاجية الزي العسكري.

وتعتمد الصومال منذ انهيار الحكومة المركزية 1991 على دول الخارج، من أجل توفير الزي العسكري للقوات الحكومية، ما يشكل عقبة أمام قوات مقديشو، من حيث تنوع الزي العسكري، وتشابهه، وتداوله في الأسواق المحلية، دون ضابط، حيث تستخدمه حتى الجماعات المناوئة للحكومة.

وحول الدعم التي أبدته الصومال، ليلة محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، منتصف يوليو/ تموز الماضي، أعرب السفير عن شكره للصومال حكومة وشعباً على وقوفهم إلى جانب أشقائهم الأتراك، للدفاع عن الديمقراطية ضد الإرهابيين، وهذا الدعم يعكس مدى العلاقة المتينة بين الشعبين.

وبخصوص الدور التركي في العمل على إنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بغرفتيه الأولى (الشيوخ) والثانية (البرلمان)، التي تشهدها الصومال، نهاية سبتمبر/أيلول الجاري، قال "بيكر" إن هذه الانتخابات هي الأقرب من الديمقراطية منذ 1991، حيث ستحظى بمشاركة أكثر من 14 ألف شخص بدلاً من الاعتماد على 132 من شيوخ القبيلة الذين كانوا ينتخبون أعضاء البرلمان، والذين كانوا بدورهم ينتخبون رئيس البلاد.

وختم السفير حواره بالقول "تركيا ستلعب دوراً هاماً في إنجاح هذه الانتخابات، والتي ستمهد أيضا لانتخابات شعبية ومباشرة في عام 2020".