بوركينا فاسو.. الجيش ينقلب على الرئيس والغموض سيد الموقف

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 24.01.2022 20:57
رجل يحمل العلم الوطني دعماً للعسكر رويترز رجل يحمل العلم الوطني دعماً للعسكر (رويترز)

أفادت مصادر أمنية باعتقال رئيس بوركينا فاسو روك مارك كريستيان كابوريا على أيدي عسكريين تمرّدوا على سلطته في "محاولة انقلابية" بينما أكّدت مصادر حكومية أنّه أفلت منهم قبل وصولهم إليه.

وقال مصدران أمنيان الاثنين إنّ "الرئيس كابوري ورئيس البرلمان والوزراء باتوا فعلياً في أيدي الجنود" في ثكنة سانغولي لاميزانا في واغادوغو.

لكنّ مصدراً حكومياً أكّد أنّ رئيس البلاد فرّ من مقرّ إقامته الأحد "قبل وصول عناصر مسلّحة أطلقت النار على سيارات موكبه"، مشيراً إلى أنّ "الوضع يلفّه الغموض".

وما زاد الوضع غموضاً هو أنّه حتى ظهر الإثنين لم يصدر أيّ تصريح سواء من جانب العسكريين المتمردين أو من جانب محيط الرئيس.

من جهته ندد حزب كابوري بمحاولة "اغتيال فاشلة" لرئيس الدولة.

- رسالة على تويتر -

وعلى حسابه في موقع تويتر، نشر كابوري عصر الإثنين رسالة، تعذّر في الحال التحقّق ممّا إذا كان هو شخصياً قد كتبها أم لا، دعا فيها "أولئك الذين حملوا السلاح لإلقائه لما فيه مصلحة البلاد العليا".

وأضافت الرسالة أنّ "تناقضاتنا تحلّ بواسطة الحوار والإنصات لبعضنا البعض".

وكان عسكريون في العديد من ثكنات البلاد تمرّدوا الأحد، مطالبين بإقالة كبار قادة الجيش وبإعطائهم "الوسائل المناسبة" لمحاربة الجهاديين الذين يشنّون منذ 2015 هجمات لا تنفك تزداد حدّة.

والإثنين قالت دول غرب أفريقيا إنّها تتابع "بقلق بالغ" تطوّرات الوضع في بوركينا فاسو غداة "المحاولة الانقلابية".

بدوره أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الإثنين عن إدانته "للمحاولة الانقلابية" في بوركينا فاسو، مطالباً الجيش بضمان سلامة الرئيس وأعضاء حكومته.

وقال الاتّحاد الأفريقي في بيان إنّ رئيس المفوضية "يدين بشدّة المحاولة الانقلابية ضدّ الرئيس المنتخب ديموقراطياً" روك مارك كريستيان كابوري.

وأضاف أنّه "يدعو الجيش الوطني وقوات الأمن في البلاد إلى الالتزام الصارم بمهمتهم الجمهورية، أي الدفاع عن أمن البلاد الداخلي والخارجي".

وطالب رئيس المفوضية أيضاً الجيش وقوى الأمن بضمان السلامة الجسدية للرئيس وأعضاء حكومته.

من جهته دعا الاتحاد الاوروبي الى الافراج "الفوري" عن رئيس بوركينا فاسو.

والرئيس كابوري الذي يتولّى السلطة منذ 2015 وأعيد انتخابه في 2020 على أساس وعوده بأن يعطي الأولوية لمكافحة التطرف، بات موضع احتجاج متزايد من السكان بسبب أعمال العنف وعجزه عن مواجهتها.

وأتى هذا التطوّر في وقت تزداد فيه الهجمات في منطقة بوركينا فاسو كما في النيجر ومالي المجاورتين.

ميدانياً، شاهد مراسل لوكالة فرانس برس صباح الإثنين على مقربة من منزل الرئيس في العاصمة ثلاث سيارات وقد اخترقها الرصاص، في حين بدت على إحداها آثار دماء.

وأفاد المراسل أنّ عشرة جنود مقنعين وملثمين كانوا يتمركزون صباح الاثنين امام مقر إذاعة وتلفزيون بوركينا التي تبث برامج ترفيه.

وسُمع إطلاق نار في وقت متأخر الأحد قرب مقرّ إقامة الرئيس في العاصمة فيما أفاد شهود عيان بأنهم رأوا مروحية تحلّق فوق المكان.

وتخرج تظاهرات غاضبة منذ أشهر في عدد من مدن بوركينا فاسو للتنديد بعجز السلطة عن التصدي لهجمات المتطرفين المتكررة، ويتم تفريقها او حظرها عموما من قبل شرطة مكافحة الشغب.

- دعم للمتمردين -

وطوال يوم الأحد قدم متظاهرون دعمهم للمتمردين ونصبوا حواجز في عدة مناطق من العاصمة قبل ان تفرقهم الشرطة كما أفاد مراسو وكالة فرانس برس.

وسمع إطلاق النار على مدى ساعات الأحد في عدة ثكنات في بوركينا فاسو بينها ثكنة سانغولي لاميزانا، وبابا سي والقاعدة الجوية في واغادوغو.

وحصل تمرد أيضا في كايا وواهيغويا في شمال بوركينا فاسو حيث تتركز غالبية هجمات متطرفين بحسب سكان ومصادر محلية.

وتتكرّر الهجمات التي تستهدف مدنيّين وعسكريّين بشكل متزايد وتتركّز غالبيّتها في شمال وشرق البلاد.

وقتل حوالى 2000 شخص، وفق حصيلة فرانس برس، فيما أجبر العنف حوالى 1,5 مليون شخص على الفرار من منازلهم في السنوات الأخيرة، وفق وكالة الطوارئ الوطنية "كوناسور".

بوركينا فاسو الواقعة في غرب إفريقيا وليس لديها منفذ مائي، من أفقر دول العالم، ولم تتمتّع بكثير من الاستقرار منذ استقلّت عن فرنسا عام 1960.