مع "كنوز القرآن"... أمريكيون يكتشفون الوجه الحقيقي للإسلام

وكالة الأناضول للأنباء
واشنطن
نشر في 27.10.2016 00:00
آخر تحديث في 28.10.2016 00:28
مع كنوز القرآن... أمريكيون يكتشفون الوجه الحقيقي للإسلام

يواصل معرض المصاحف والخطوط القرآنية في واشنطن استقبال زواره من كافة الشرائح، الذين وجدوا فيه فرصة لمعرفة حقيقة الإسلام وتراثه المتنوع في الوقت الذي تتنامى فيه ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) في الغرب.

المعرض، الذي يحمل عنوان "فن القرآن: كنوز من متحف الفنون التركية والإسلامية"، وهو الحدث الأكبر من نوعه في الولايات المتحدة، فتح أبوابه في 22 أكتوبر/تشرين الأول ويستمر حتى 20 فبراير/ شباط المقبل.

ويضم المعرض عدداً من نفائس الخطوط والنقوش القرآنية، التي أعارها متحف التاريخ التركي والإسلامي بإسطنبول بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية لقاعة "آرثر إم ساكلر" في مجمع متاحف "سميثسونيان" بواشنطن.

واعتبر عدد من الزوار أن هذه المبادرة خطوة لعرض صورة غير معروفة للكثيرين عن التاريخ الإسلامي وتطور فنون الخط والزخرفة الإسلامية، الأمر الذي يعكس صورة من الوجه الحقيقي للإسلام وتعاليمه.

وقال عون، وهو شاب مسلم يبلغ من العمر 22 عاماً، إن ما جذبه للمعرض على وجه الخصوص هو "تاريخ القرآن، وكيف كُتب في الماضي، وكيف تطورت هذه الكتابة مع مرور الزمن".

وأضاف للأناضول أن المعرض "يمثل وجهاً مختلفاً للإسلام، وينسف الصورة المشوهة التي تعرضها بعض نشرات الأخبار هذه الأيام، ويساعد الناس على إدراك أن تعاليم القرآن هي السلام والمحبة".

وبحسب بيان صدر في وقت سابق عن متاحف "سميثسونيان"، فإن "المعرض يحكي القصص الفريدة لبعض المخطوطات المعروضة، وصُناعها ومقتنيها، كما سيتعلم الزوار كيف تم نقل القرآن من مرحلة المشافهة إلى النص (المكتوب)".

وأضاف البيان أن المعرض يضم أكثر من 60 مخطوطة قرآنية قادمة من دول مختلفة من العالم العربي، إضافة إلى تركيا وإيران وأفغانستان، وآسيا الوسطى.

وأشار إلى تفاوت أعمار المصاحف المعروضة ما بين ألف سنة خلت والقرن السابع عشر الميلادي.

ريكاردو (وهو مسيحي مهتم بالتاريخ العثماني، عمره 54 عاماً)، يقول إنه "سبق وقرأ القرآن الكريم"، معرباً عن "انبهاره" بالمعرض الإسلامي، وقال: "إنه يقربني من استقراء الثقافة الإسلامية بمختلف أوجهها".

ولفت ريكاردو إلى أن عرض هذه الجوانب من الحضارة الإسلامية "يقرب من وجهات النظر المختلفة ويساعد على فهم أكبر للثقافة الإسلامية".

من جهته، قال ديفيد ستانلي (64 عاماً)، إن زيارته للمعرض تأتي للإطلاع على "فن الخط العربي، ومعرفة المزيد عن الإسلام".

وأضاف أن "المعرض فتح أمامه أبواباً لمعرفة تاريخ الخط والمصاحف القرآنية وكشف الكثير من الجوانب التي كانت مبهمة بالنسبة إليه عن الدين الإسلامي وتاريخ الخطاطين".

وخلال افتتاح المعرض، أعلن يلدريم علي كوش، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "كوش" القابضة (تركيا)، أن الفعالية التي ترعاها الشركة، تأتي رداً على تشويه صورة الإسلام السلمية والمتسامحة.

وأوضح كوش، في مؤتمر صحفي عقده في قاعة المعرض في واشنطن، أن "الإسلام هو دين السلام والسماحة، والنظرة الحالية إلى الإسلام بعيدة عن الواقع... لن ندع المتطرفين يتلاعبون بديننا".

ويتوقع المنظمون أن يصل زوار المعرض إلى حوالي 200 ألف شخص. وإلى جانب المواد الرقمية التي يوفرها المعرض، يتيح موقعه الرسمي الإطلاع على بعض النسخ القرآنية والمخطوطات والرسوم التوضيحية.

ويضم المعرض مصحفاً كاملاً من نسخ محمد بن أمير علي الحسني عام 1516، من العهد الصفوي، في تبريز بإيران، وآخر يعود إلى عهد التيموريين (نسبة إلى تيمورلنك)، كُتب في هرات بأفغانستان، على يد شمس الدين محمد الهراوي.

كما يضم المعرض صفحة مخطوطة من القرآن يعتقد أنها قدمت من منطقة الشرق الأدنى، وتعود إلى القرن التاسع الميلادي، من فترة الحكم العباسي.

واشتمل المعرض كذلك على مصحف كامل من نسخ عبد الله الصيرفي، من مدينة تبريز الإيرانية وتعود إلى عام 1330 ميلادية من الفترة الإلخانية لحكم المغول في تلك المنطقة.

إلى جانب صحيفة من القرآن تعود إلى آواخر القرن التاسع أو مطلع القرن العاشر الميلادي، أثناء حكم العباسيين؛ إضافة إلى بعض من سور جزء عم، يعتقد أن ناسخها هو أحمد بن الشيخ السهروردي، وتمت زخرفتها على يد محمد بن أيبك في الفترة الإلخانية بمدينة بغداد، في العراق (1307-1308 م).

وبحسب إدارة المعرض فقد شهد اليوم الأول لافتتاحه توافد أكثر من ألفين ومئتي زائر.

وإضافة إلى عروض النسخ القرآنية النادرة، يتخلل المعرض ورش عمل للأسر حول فن الزخرفة القرآنية، وندوات عن الفنون القرآنية المختلفة، من بينها تجويد القرآن، ومحاضرة عن العلاقة بين الإسلام والفن التشكيلي في إندونيسيا، وحوار تحت عنوان "أهل الكتاب: قصص الأنبياء".