واشنطن تنتقد انسحاب موسكو من الجنائية الدولية لكنها ترفض سلطة هذه المحكمة

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 18.11.2016 00:00
آخر تحديث في 18.11.2016 21:10
واشنطن تنتقد انسحاب موسكو من الجنائية الدولية لكنها ترفض سلطة هذه المحكمة

انتقدت الولايات المتحدة موقف روسيا بعد أن انسحبت من المحكمة الجنائية الدولية، لكنها في الواقع لا تقبل هي أيضاً سلطة هذه الهيئة القضائية التي تحدثت خلال الأسبوع الجاري عن تحقيق ضد عسكريين وجواسيس أمريكيين في افغانستان.

واتهمت واشنطن موسكو بارتكاب أفعال "غير مقبولة" في "انتهاك للقانون الدولي" في سوريا؛ لكنها رفضت هذا الأسبوع نتائج أولية كشفت عنها المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية حول "جرائم حرب" محتملة ارتكبها على ما يبدو في أفغانستان في سنوات الـ2000 جنود أمريكيون ورجال وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).

وعلى غرار روسيا، وقَّعت الولايات المتحدة في 17 تموز/يوليو 1998 "نظام روما" المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية. لكن أياً من القوتين لم تصدق على النص.

وبعد انسحاب عدد من الدول الإفريقية في الأسابيع الأخيرة (جنوب إفريقيا وبوروندي وغامبيا)، وجهت موسكو ضربة إلى المحكمة بإعلانها سحب توقيعها من "نظام روما".

وكانت واشنطن انتقدت قرار الدول الإفريقية، لأنها تدعم تحقيقات المحكمة في "جرائم الحرب والإبادة" التي توجهها المحكمة لتلك البلدان.

وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الازدواجية مرة أخرى بانتقاداتها المبطنة لقرار روسيا.

وانسحبت الولايات المتحدة من "نظام روما" في أيار/مايو 2002، في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الذي زج بالجيش الأمريكي في أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر.

وتحدثت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بالتحديد هذا الأسبوع عن تحركات مشتبه فيها لعسكريين ورجال استخبارات أمريكيين في أفغانستان. وقالت في تقرير يستند إلى أبحاث أولية، إن القوات الأمريكية قد تكون ارتكبت جرائم حرب في أفغانستان بتعذيب معتقلين بين عامي 2003 و2004.

وأنهى باراك أوباما الذي تولى الرئاسة خلفاً لبوش في أواخر 2009، برنامج عمليات الاستجواب السرية للمعتقلين؛ واعترف في كانون الأول/ديسمبر 2014 أن الولايات المتحدة مارست "التعذيب" بناء على تقرير لمجلس الشيوخ. وبذلك يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تملك عناصر اتهام ضد واشنطن.

لكن تسليم واشنطن لعناصرها إلى القضاء الدولي أمر مستبعد.

وتقول إليزابيث إيفنسن، من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن "إعلان روسيا انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية ليس أمراً جديداً (...) فموسكو لم تكن يوماً جزءاً منها". إلا أنها رأت أن هذا القرار يكشف "الألم الذي تسببه روسيا لشعبها".

لكن هل الولايات المتحدة غير المنتسبة إلى المحكمة ولا تعترف بسلطتها والمتهمة هي أيضاً بارتكاب "جرائم حرب"، تتمتع بالصدقية عندما تدين روسيا؟

يقول المسؤول في "هيومن رايتش ووتش"، فيليب بولوبيون، إن "عدم توقيع نظام روما لا يعني أن الولايات المتحدة تفعل الشيء نفسه الذي يفعله الروس في سوريا".

بمعنى أن أذى الولايات المتحدة أقل بكثير مما تتسبب به روسيا من أذى.