ترامب يسدد ضربة جديدة إلى "نافتا" ويدعو لتوقيع اتفاقين منفصلين مع كندا والمكسيك

وكالات
اسطنبول
نشر في 02.06.2018 00:00
آخر تحديث في 02.06.2018 22:38
ترامب يسدد ضربة جديدة إلى نافتا ويدعو لتوقيع اتفاقين منفصلين مع كندا والمكسيك

سدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربة جديدة الجمعة إلى اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي تجري معاودة التفاوض بشأنها بصورة عسيرة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إذ اعتبر من الافضل توقيع اتفاقين منفصلين مع كل من البلدين على حدة.

وقال ترامب في تصريح مفاجئ أدلى به في حديقة البيت الأبيض "لا مانع لدي في رؤية اتفاق منفصل مع كندا حيث يكون لنا نوع معين من المنتجات، وآخر مع المكسيك". وأضاف "أنهما بلدان مختلفان كثيرا".

وردد في هذا السياق أن نافتا "اتفاق سيئ للولايات المتحدة". وقال "إننا نخسر الكثير من المال مع كندا ونخسر ثروة مع المكسيك".

وطرح ترامب هذا الاقتراح الجديد وسط مواجهات تجارية تجري على نطاق العالم، وتصاعدت مع فرض الإدارة الأميركية مؤخرا رسوما جمركية مشددة على واردات الصلب والألمنيوم (25% و10% على التوالي) من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، رغم أن هذه الدول من الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة.

ومع إعلان الخميس فرض هذه الضرائب على واردات المعادن، بدا من المستبعد التوصل إلى اتفاق نافتا جديد، وأقر وزير التجارة الأميركي ويلبور روس بأنه لم يعد هناك "تاريخ" محدد لإنجاز المحادثات الجارية.

وشدد روس على أن إدارته تعطي الأفضلية لإبرام اتفاقات ثنائية عوضا عن نظام تعددي يشهد "مناقشات لا تنتهي".

ويعمل المفاوضون الأميركيون والكنديون والمكسيكيون منذ آب/أغسطس الماضي على صيغة جديدة لهذا الاتفاق الساري منذ 1994 والذي دعا ترامب إلى تعديله.

ويعتبر ترامب أن نافتا قضى على العديد من الوظائف الأميركية وتسبب بنقل مقار شركات السيارات الأميركية إلى المكسيك حيث الأجور متدنية.

وأكد ترامب أمام صحافيين أن الولايات المتحدة تخسر "أكثر من مئة مليون دولار في السنة مع المكسيك ومليارات مع كندا".

والواقع أن الرئيس الأميركي بالغ كثيرا في تقدير العجز التجاري الأميركي تجاه المكسيك والذي بلغ في 2017 سبعين مليار دولار، وهو غالبا ما يتحدث عن العجز في تبادل السلع، علما أن ميزان المبادلات يبقى لصالح الولايات المتحدة على صعيد الخدمات.

أما مع كندا، فإن الولايات المتحدة تسجل فائضا تجاريا (+2 مليار دولار) إذ تعوض حصيلة تبادل الخدمات بفارق كبير عن عجز بقيمة 23 مليار دولار على صعيد السلع، بحسب الأرقام الرسمية الأميركية.

وقبل أسبوعين فقط، بدت الدول الثلاث التي تواجه ضغوطا شديدة لإنجاز مراجعة اتفاق نافتا، متفائلة إذ أعربت عن أملها في التوصل إلى "اتفاق جيد جدا" بحسب تعبير أوتاوا.

لكن مع مراوحة المناقشات مكانها، قام ترامب منذ الربيع بربط مصير المفاوضات حول نافتا بمسألة فرض الرسوم الجمركية المشددة على الصلب والألمنيوم، ومنح إعفاء مؤقتا من هذه الرسوم، انتهت مدته الخميس من غير أن يجدده.

وكندا هي المزود الرئيسي للولايات المتحدة بالصلب.

وصعد ترامب نبرته غداة إعلان أوتاوا تدابير ردا على الإجراءات الضريبية الأميركية.

واعتبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو هذه الضرائب المشددة "غير مقبولة" مشيرا إلى أنها تشكل "إهانة للشراكة الأمنية القائمة منذ زمن طويل بين كندا والولايات المتحدة وإهانة لآلاف الكنديين الذين قاتلوا وقضوا بجانب اشقائهم في السلاح الأميركيين".

وردت أوتاوا عمليا بإعلان رسوم جمركية على منتجات أميركية بقيمة 16,6 مليار دولار كندي (12,8 مليار دولار اميركي).

وأقر وزير المالية الكندي بيل مورنو خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع عقد في ويسلر بكندا، بأنه "من الواضح أن المناقشات ستكون صعبة".