انتقادات واسعة لتصريحات ترامب وموقفه أمام بوتين

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 17.07.2018 00:00
آخر تحديث في 17.07.2018 10:44
الزعيمان في المؤتمر الصحفي أمس AP الزعيمان في المؤتمر الصحفي أمس (AP)

تعرض لقاء القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي أمس لانتقادات حول المواضيع التي طرحها الزعيمان خلاله لا سيما ترامب.

فقد انتقد وزيرة خارجية السويد، مارغو والستروم، الرئيس ترامب، وقالت في تصريح للتلفزيون السويدي "الجانب الأمريكي لم يقل شيئا حول ضم روسيا القرم بشكل غير شرعي".

ولفتت الوزيرة إلى أن ترامب لم يوجه أي انتقاد إلى روسيا وأضافت: "نؤيد خفض حدة التوتر المتصاعد من خلال الحوار، لكن للأسف لم يتم طرح أي مشكلة خلال هذا الاجتماع".

بدوره قال وزير الخارجية السويدي الأسبق، كارل بيلدت، إن "ترامب بدا ضعيفا لدرجة مقلقة أمام الرئيس الروسي، بينما ظهر بوتين متمكنا من كل شيء".

وأردف أن ترامب لم يوجه أي انتقاد حيال السياسة الروسية ولم يتفوه بكلمة بشأن أوكرانيا، ولا شيء بخصوص ما يجري في سوريا.

وكان الرئيس دونالد ترامب رفض في ختام لقائه مع فلاديمير بوتين الاثنين إدانة موسكو في قضية التدخل في حملة الانتخابات الرئاسية. وقال الرئيس: "لا أرى أي سبب" يدفع للاعتقاد بأن الروس قد تدخلوا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، في إشارة إلى أنه مقتنع بنفي رجل الكرملين القوي، أكثر من اقتناعه باستنتاجات أجهزة الاستخبارات الأميركية.

وفي ختام قمتهما الأولي، شدد ترامب وبوتين على رغبتهما في الحوار، مع التكتم الشديد حيال القضايا المثيرة للجدل خصوصا أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

التدخل في الانتخابات:

اللافت جدا أن الرئيس الأمريكي حرص على تسليط الضوء على نفي محاوره التدخل، بدلا من التركيز على استنتاجات الاستخبارات في بلاده.

وقال إن "الرئيس بوتين ينفي بشدة" مثل هذا التدخل، قبل أن يندد بالتحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر. وأضاف أن "هذا التحقيق كارثة (...) كان له تأثير سلبي على العلاقات بين القوتين النوويتين الأبرز في العالم".

وتابع "لم يكن هناك تواطؤ. الجميع يعرف ذلك (...) لقد قمنا بحملة رائعة وهذا هو السبب في وصولي إلى الرئاسة".

وكان التحقيق حول التدخل الروسي لصالح ترامب في الحملة الرئاسية لعام 2016، وجه قبل القمة بثلاثة أيام الاتهام إلى 12 من عناصر الاستخبارات الروسية باختراق أجهزة كمبيوتر الحزب الديموقراطي.

ويبدي ترامب الذي يتولى السلطة منذ 18 شهرا منذ زمن طويل الأمل في إقامة علاقات شخصية مع بوتين الممسك بزمام السلطة في روسيا منذ عام 2000.

وقبل فترة قصيرة من المصافحة الاولى، كتب ترامب تغريدة تثير الدهشة كونها من رئيس اميركي؛ حيث عزا سوء العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى "أعوام من الغباء من جانب الولايات المتحدة" وإلى "الهجمات المستمرة" ضده من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.

وزير الخارجية الأمريكي الأسبق:
من جانبه، انتقد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، مساء الاثنين، تصريحات ترامب بعد القمة.

وقال كيري، في بيان: "اشتغلت في تدبير الحياة العامة لمدة 6 عقود، ولم يسبق أن رأيت رئيسًا أمريكيًا يقوم أو يقول ما قاله الرئيس ترامب اليوم، هذا شيء مؤسف لا يمكن الدفاع عنه".

وشدد على أن "المشكلة لا تمكن في لقاء أحد الخصوم، فقد عقدت العديد من الاجتماعات مع روسيا وكان الكثير منها بناءً لأمريكا، إذ حتى لو كانت لدينا خلافات عميقة، فهذه هي الدبلوماسية".

في مقابل ذلك، أضاف الوزير الأمريكي الأسبق: "استسلم الرئيس ترامب لتضليل بوتين بخصوص الهجمات على الديمقراطية الأمريكية، وقال إنه لا يرى أي سبب لتدخل روسيا في انتخاباتنا".

وأردف أن "العرض المروع اليوم هو بالضبط السبب الذي جعل روسيا تختار التدخل".

وتابع: "تصريحات ترامب ليست كلمات رئيس ينقل قضية أمريكا إلى العالم، ناهيك عن أن يهتم بأوروبا أو سوريا، ويفهم نهج بوتين المعروف جيدا بمهاجمته للديمقراطيات من أجل تعزيز مصالحه".