الجامعة العربية تعتبر قوات التدريب التركية شمال العراق "تهديدا للأمن القومي العربي"

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 25.12.2015 00:00
آخر تحديث في 25.12.2015 12:32
الجامعة العربية تعتبر قوات التدريب التركية شمال العراق تهديدا للأمن القومي العربي

طالبت الجامعة العربية في اختتام اجتماع طارئ لوزراء خارجيتها، تركيا بسحب جميع قواتها من الأراضي العراقية على الفور، معتبرة أن التواجد التركي في معسكر تدريب بعشيقة قرب الموصل، "اعتداء على السيادة العراقية، وتهديدا للأمن القومي العربي".

وجاء في اجتماع وزراء الخارجية العربية الخاص بالعراق، أمس الخميس، في القاهرة، والذي ترأسته الإمارات العربية المتحدة، بصفتها الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، مطالبة تركيا بسحب قواتها فورا من الأراضي العراقية دون قيد أو شرط، على اعتبار أن التواجد التركي يزيد من حالة البلبلة في المنطقة.

البيان الذي صدر في اعقاب الاجتماع، الذي حضرته السعودية وقطر، الأقربان الى الحكومة التركية، جاء بعد أن أعلنت تركيا عن سحب القوات التي أرسلتها مؤخرا الى بعشيقة، وقوامها 150 جنديا، والتي كانت المهيج الرئيسي للزوبعة التي نشأت حول التواجد التركي في معسكر بعشيقة، والذي تؤكد تركيا أنه بدأ منذ عامين ونصف، لأغراض تدريب قوات البشمركة الكردية وتقويتها في الحرب ضد تنظيم داعش، الذي يسيطر على الموصل.

وتخشى تركيا من أن تمدد تنظيم داعش والفشل في مواجهته في شمال العراق، قد يعرضها الى تهديد مباشر، في حال تقدم التنظيم شمالا، باتجاه حدودها، وهو ما عبر عنه داوود أوغلو، في تصريح سابق، مؤكدا على حرص تركيا دعم العراق في مواجهة التنظيم، تجنبا لتمدد التنظيم الى الحدود العراقية التركية. وكان داوود أوغلو قد أكد الاسبوع الجاري في تصريح له أن القوات التركية ستبقى في شمال العراق حتى تطهيرالمنطقة من داعش.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، يوم الأحد الماضي، انها "تواصل عملية نقل قوات الحماية التركية الى خارج محافظة الموصل، بشكل يتوافق مع ضرورات الحرب ضد داعش، وذلك مراعاة لحساسية الموضوع لدى الجانب العراقي، الذي كان وجود هذه القوات سببا في تقطع التواصل معه".

يشار إلى أن تركيا كانت قد قامت في الرابع من ديسمبر/كانون الاول الجاري، بإرسال 150 جنديا وما يقارب الـ 20 آلية عسكرية لتبديل قواتها الموجودة في معسكر بعشيقة منذ ما يقارب العامين ونصف، لأداء مهمات تدريبية لقوات البشمركة الكردية ودعمها في الحرب على تنظيم داعش، بناء على طلب إدارة كردستان العراق. وعلى إثر ذلك، طالب الرئيس العراقي حيدر العبادي بانسحاب تام للقوات العسكرية التركية من الموصل. وتقدمت الإدارة العراقية الى مجلس الأمن لدعوة تركيا للانسحاب "الفوري وغير المشروط" للقوات التركية.

وفي الرابع عشر من الشهر الجاري، قامت تركيا بانسحاب جزئي من معسكر بعشيقة. وهو ما اعتبرته العراق خطوة غير كافية، مجددة مطالبتها بالانسحاب الكامل. وفي السادس عشر، تعرضت القوات الموجودة في عسكر بعشيقة التدريبي الى هجوم من قبل تنظيم داعش، ما أدى الى اصابة أربعة جنود اتراك، ومقتل جنرال عراقي.