وقفة في غزة لإحياء ذكرى سفينة "مافي مرمرة" التركية

وكالة الأناضول للأنباء
غزة
نشر في 31.05.2016 00:00
آخر تحديث في 31.05.2016 15:41
كالة الأناضول للأنباء كالة الأناضول للأنباء

شارك العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، في وقفة لإحياء ذكرى سفينة "مافي مرمرة" التركية، التي قتلت قوات من البحرية الإسرائيلية عشرة ممن كانوا على متنها بينما كانت متوجهة، نهاية مايو/ أيار 2010، لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2006.

وفي الوقفة التي نظمتّها هيئة الإغاثة التركية الإنسانية في غزة (IHH)، قرب النصب التذكاري لشهداء سفينة "مرمرة" في ميناء غزة، رفع الفلسطينيون لافتات وضع عليها صور وأسماء الضحايا الأتراك.

وقال مدير مكتب هيئة الإغاثة التركية في قطاع غزة، محمد كايا، في كلمة له خلال الوقفة: "نحيي اليوم ذكرى شهداء سفينة مرمرة الذين ضحوا من أجل قضية فلسطين، ورفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر".

وأضاف: "سفينة مرمرة رمز لتوحيد الشعوب المسلمة في كافة أنحاء العالم".

وتابع كايا: "إن الشهداء الأتراك تركوا كل شيء في الدنيا،من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل".

ودعا كايا الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق الوحدة الوطنية من أجل تحرير فلسطين واستعادة مدينة القدس من الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبه قال غازي حمد، وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة، خلال كلمة له: "حادثة سفينة مرمرة أسست نموذج للتضحية والفداء من أجل فلسطين".

وأضاف: "الشعب والحكومة التركية قدموا لفلسطين وغزة الكثير، وننتظر منهم أكثر لدعم القضية الفلسطينية".

وشنت إسرائيل في مثل هذا اليوم من عام 2010 (31 مايو/أيار)، هجوماً على سفينة "مافي مرمرة"، ضمن أسطول مساعدات عُرف باسم "أسطول الحرية" أبحر بهدف كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة.

وأدى الاعتداء الإسرائيلي الذي شنته قوات خاصة من البحرية على السفينة التي كانت في المياه الدولية، إلى مقتل 10 متضامنين أتراك وإصابة 56 آخرين.


وكانت "مافي مرمرة" أبحرت من مرفأ لارنكا القبرصي بعد رحلة طويلة واستعدادات دامت لعدة شهور، من قبل منظمات إغاثية دولية وتركية منها "هيئة الإغاثة الإنسانية" التركية وحملت على متنها 750 ناشطًا من 37 دولة معظمهم من تركيا، ومساعدات إنسانية للمحاصرين.

وما أن بدأت السفينة الاقتراب من شواطئ غزة حتى قامت تلك القوات بفرض طوق عليها واقتحامها عسكرياً؛ ما أدى إلى مقتل 9 ناشطين أتراك يومها، فيما توفي الناشط التركي العاشر "أوغور سليمان سويلماز"، متأثراً بجروحه في إحدى مستشفيات العاصمة أنقرة، يوم 23 مايو/أيار 2014، في حين تم اعتقال النشطاء الذين كانوا على متنها قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد يومين.

وبررت إسرائيل اقتحامها للسفينة بأنها أبحرت دون الحصول على إذن رسمي، وأدت تلك الحادثة إلى توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

وطالبت تركيا إسرائيل بالاعتذار بشكل رسمي، وهو ما فعلته الأخيرة، وفي الوقت الحالي تشترط أنقرة لاستئناف العلاقات مع تل أبيب تقديم تعويضات لضحايا سفينة "مرمرة الزرقاء"، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

ونُقل ملف الاعتداء على السفينة إلى المحافل القضائية الوطنية والدولية، في تركيا والولايات المتحدة وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وغيرها من البلدان، كما تم نقل الملف على الصعيد الدولي إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.

كما رُفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل تتعلق بالاعتداء على "مافي مرمرة" في النيابة العامة بولاية اسطنبول يوم 28 مايو/أيار 2012، وضمت الدعوى المرفوعة قائمة بأسماء 490 شخصًا من 37 دولة.

وبالرغم من عدم وصول السفينة إلى شواطئ غزة، إلا أن الاحتجاجات الدولية التي أعقبت الحادثة، دفعت إسرائيل نحو التخفيف من حصارها الذي فرضته على القطاع براً وبحراً منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، في يناير/كانون ثان 2006، وشددته منتصف يونيو/حزيران 2007.

وقبل عام 2010، لم تكن إسرائيل تسمح سوى بدخول 10 شاحنات محملّة بالبضائع إلى قطاع غزة، عبر معبر "كرم أبو سالم"؛ المعبر الوحيد الذي اعتمدته بعد إغلاقها أربعة منافذ تجارية منتصف العام 2007، عقب تشديدها الحصار على القطاع.

غير أنه وبعد منتصف 2010 وعقب حادثة "مرمرة" سمحت إسرائيل بزيادة عدد الواردات لتصل 200- 300 شاحنة يومية، حسب اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة.

>