مدفع رمضان.. تقليد يتوارثه الكويتيون منذ العهد العثماني

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 08.06.2016 00:00
آخر تحديث في 08.06.2016 13:30
مدفع رمضان.. تقليد يتوارثه الكويتيون منذ العهد العثماني

لا يزال مدفع رمضان في الكويت، منذ أن أطلقت أولى ذخائره في البلاد عام 1907، يحتفظ بوظيفته ورونقه خلال شهر رمضان المبارك، ليحيي في كل عام تقليدًا تراثيًا قديمًا اندثر في معظم بلدان العالم الإسلامي، بسبب عوامل التطور والحداثة.

وتحولت لحظة إطلاق المدفع الرمضاني الشهير، الموجود في قصر نايف، في العاصمة الكويتية، إلى أشبه باحتفال تراثي يبث عبر برنامج تلفزيوني على الهواء مباشرة، ويحرص جمهور من الكويتيين على المشاركة فيه.

وبدأ الكويتيون في استخدام المدفع، لمعرفة وقتي الإفطار (المغرب) والإمساك (الفجر)، منذ عام 1907، في عهد الشيخ مبارك الصباح (حكم البلاد من 1986 إلى 1915).

ويقول المؤرخ الكويتي عادل السعدون، في كتابه (موسوعة الأوائل الكويتية)، إن "علي بن عقاب بن علي الخزرجي، هو أول من أطلق مدفع رمضان في الكويت، وقد تعلم استخدامه من العثمانيين".

ويضيف "السعدون" في كتابه، إنه "في عهد الشيخ مبارك الصباح، عُهد إلى بن عقاب، إطلاق المدفع وقتي الفطور والسحور، حيث كان يطلق طلقتين في كل وقت، ثم أصبحت طلقة واحدة، خلال فترة حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح (حكم من 1921 حتى 1950)، وفي المناسبات كالأعياد تطلق سبع طلقات، وعند زيارة الحكام والضيوف الكبار تطلق 21 طلقة ترحيبية".

وكان المدفع الرمضاني، موجودًا في موقع يسمى "سيف الطوب"، بجوار قصر "السيف"، في الكويت العاصمة، قبل أن ينتقل عام 1953 إلى قصر "نايف"، بعد أن تسلم الأمن العام الكويتي المسؤولية عنه عام 1951.

من جانبها، تقول الباحثة في التراث الشعبي الكويتي، غنيمة الفهد، لـ"الأناضول"، إن "شبابا وأطفالًا يتجمعون يوميا قبيل غروب الشمس لرؤية إطلاق مدفع الإفطار، فلحظة إطلاقه من الذكريات المحببة في شهر رمضان لدى أهل الكويت".

وتضيف "الفهد"، "كان الكويتيون الذين يجتمعون حول المدفع في الماضي، يطلقون صيحات التكبير والتهليل عند إطلاقه وقت الغروب".

ومضت تقول "الكويتيون اعتادوا معرفة وقت الإفطار منذ ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال سماع صوت مدفع رمضان، ولا زالوا يحافظون على هذا التقليد التراثي".

ومدفع رمضان، تقليد كان متبعا في معظم الدول الإسلامية، بحيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية خلال شهر رمضان، لحظة غروب الشمس، وفي موعد الإمساك، إيذانًا بدخول وقتي الإفطار والصوم.