أهل غزة يعربون عن امتنانهم لتركيا بسبب جهودها في تخفيف الحصار

محمد صولماز
غزة
نشر في 02.07.2016 00:00
آخر تحديث في 03.07.2016 14:04
أهل غزة يعربون عن امتنانهم لتركيا بسبب جهودها في تخفيف الحصار

رحب فلسطينيون في غزة بالاتفاق الذي توصلت إليه تركيا مع إسرائيل، يوم الإثنين الماضي، والذي ساهم في تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع من قبل إسرائيل. وستتمكن تركيا بعد الاتفاق من إرسال المساعدات الغذائية بسهولة إلى أهل القطاع، إضافة حل مشكلتي الكهرباء والمياه اللتان يعاني منهما قطاع غزة منذ فترة طويلة

بعد قطيعة دبلوماسية دامت ست سنوات بين أنقرة وتل أبيب، أعلن الجانبان التوصل إلى اتفاق بينهما يوم الإثنين الماضي. وساهم هذا الاتفاق في تخفيف الحصار الشديد المفروض على قطاع غزة من قبل إسرائيل منذ سنوات. وبموجب الاتفاق ستممكن هيئات الإغائة الإنسانية التركية من إرسال المساعدات إلى قطاع غزة بحرية، كما ستدفع إسرائيل تعويضات تقدر بـ 20 مليون دولار لأهالي ضحايا سفينة "ماوي مرمرة".

وخلال حديثهم مع صحيفة "ديلي صباح" بعد يوم واحد من إعلان الاتفاق بين أنقرة وتل أبيب، عبر فلسطينيون من داخل قطاع غزة عن تقديرهم للموقف التركي وثقتهم في تركيا لدعم قضيتهم ومساندتها لهم على مدار سنوات وقفت خلالها في وجه إسرائيل.

وعلى الرغم من أن الحصار لن يتم رفعه نهائياً إلا أن الاتفاق التركي الإسرائيلي سيتيح الفرصة لتركيا لحل مشاكل يعاني منها قطاع غزة باستمرار مثل مشكلتي مياه الشرب وانقطاع التيار الكهربائي.

بعد ساعات من توقيع الاتفاق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أول سفينة مساعدات ستُرسل إلى قطاع غزة قبل عيد الفطر، كما أعلن أن تركيا ستعيد إنشاء شبكات الكهرباء في القطاع، إضافة إلى حل مشكلة مياه الشرب وإرسال المواد الغذائية ومواد البناء والأدوية. كذلك أعلن أن تركيا ستمضي قدماً نحو إنشاء منطقة صناعية في الضفة الغربية.

مؤخراً كشفت وكالة التعاون والتنسيق التابعة لرئاسة الوزراء التركية (تيكا)، النقاب عن مشروع إسكاني بقيمة 13 مليون دولار لبناء 320 وحدة سكنية في قطاع غزة، لمن تهدمت منازلهم أثناء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة عام 2014. وهو مجرد مشروع ضمن مئات المشاريع التي تمولها تيكا في القطاع بدءاً من برامج تأهيل وتدريب المعاقين إلى حفر آبار المياه. كما قامت وكالة تيكا ببناء مستشفى ومدرسة في الضفة الغربية، إلى جانب تقديم مساعدات المساعدات الإنسانية. وبلغت قيمة المشاريع التي نفذتها تيكا في غزة والضفة الغربية والقدس وباقي الأراضي الفلسطينية، نحو 400 مليون دولار خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

خالد محمد (46 عاما)

الاتفاق الذي تم مؤخراً بين تركيا وتل أبيب، سيفيدنا كثيراً. هناك بعض الجهات تسعى لتشوية صورة تركيا. إلا أننا ندرك أن تركيا دولة ذكية جداً. وفي رأيي إن هذا الاتفاق هو الخطوة الأولى في سبيل رفع الحصار تماماً عن غزة.

محمود رمضان (31)

أكثر ما يحتاجه الفلسطينيون في الوقت الراهن هو الكهرباء. وحل مشكلة الكهرباء سيحل الكثير من المشاكل الأخرى. فالمشكلة الأكبر هنا هي في انقطاع التيار الكهربائي. كما أن تزويدنا بالمواد الغذائية يعني أن الحصار قد تم رفعه. أرى أن تلك خطوة إيجابية.

محمد خطيب (37)

مشكلتنا الكبرى هي العثور على الماء. فمصادر المياه ومخازنها في غزة في يد الإحتلال الإسرائيلي. وتركيا قد اتخذت خطوة في سبيل حل تلك المشكلة. فلماذا لا نكون راضين عن الاتفاق (بين تركيا وإسرائيل) إذا كان سيحل تلك المشاكل ويبني منازل جديدة لمن تهدمت منازلهم، وإذا كان سيجعل أهل غزة يتنفسون الصعداء؟ دعونا لا ننسى أن تركيا بذلت جهوداً أكثر من أي دولة أخرى من أجل الفلسطينيين. ولم يبذل أي زعيم مجهوداً من أجلنا مثل الرئيس رجب طيب أردوغان. نحن نشكره كثيراً.

هشام ماجد (29)

نود أن نشكر تركيا كثيراً على جهودها من أجل القضية الفلسطينية. إنه لشيء عظيم أن تقف تركيا دوماً إلى جانب المسلمين، وأن تساعدنا وتدرك ما نمر به. لقد ساعدتنا تركيا كثيراً للتغلب على كل المشاكل التي تواجهنا. وبالمناسبة لا يجب أن نغفل أن تركيا دولة لها سياسة وخارطة طريق من أجل مصالحها الخاصة أيضاً. وهذا أمر طبيعي.

إياد حسن (36)

إن تركيا دولة عظيمة. وتركيا كدولة ضامنة هي أكبر بالنسبة لنا من أي دولة عربية, ما سمعته عن الاتفاق إيجابي جداً. وهو يبشرنا بأن الحصار على القطاع سيخفف إلى حد كبير. إنها خطوة حاسمة في سبيل حل المشكلة. هذا الحل سيحسن أوضاع الفلسطينيين. أنا أرى أن تركيا هي أفضل دولة إسلامية في المنطقة.

دكتور غازي حامد نائب وزير خارجية السلطة الفلسطينية

نحن نعلم جيداً الموقف التركي الإيجابي تجاه القضية الفلسطينية، ومساندتها للفلسطينين سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني. نحن نثق بصدق الموقف التركي وولائه للقضية الفلسطينية، ونثق أن تركيا تعمل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني. فعندما تريد تركيا التحرك لفعل شيء فهي تحاول الاتصال بأطراف مختلفة مثل حماس والسلطة الفلسطينية، حتى تضعهم في الصورة ولكي تفهم الوضع جيداً، مما يبرهن على أن تركيا تعمل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، وليس من أجل مصلحتها الشخصية فقط.

بعد هذا الاتفاق ربما سنسمع أراءا مختلفة بين الناس. تركيا دولة لديها حسابات واعتبارات خاصة بها في سياساتها الخارجية. إلا أن الأهم بالنسبة لنا هو النقطة الخاصة بغزة في الاتفاق. نحن ندرك أن تركيا تعمل بكل جهد من أجل رفع الحصار عن غزة ومساعدة الفلسطينيين من خلال المشروعات التي تنفذها مؤسستي تيكا وإدارة الإسكان الجماعي التركي، ومن خلال المسؤولين الأتراك الذين يأتون لزيارة غزة. وربما يكون الاتفاق جزء من الجهود التركية المتواصلة لمساعدة الفلسطينيين ولرفع الحصار عن قطاع غزة.