تبرؤ البرادعي من الانقلاب على مرسي يثير جدلاً واسعاً بمصر قبل أيام من دعوات التظاهر

وكالة الأناضول للأنباء
القاهرة
نشر في 02.11.2016 00:00
آخر تحديث في 03.11.2016 00:43
البرادعي أثناء توليه مهام منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية عدلي منصور عقب الإنقلاب على محمد مرسي    أسوشيتد برس (البرادعي أثناء توليه مهام منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية "عدلي منصور" عقب الإنقلاب على محمد مرسي (أسوشيتد برس)

جدد السياسي المصري، محمد البرادعي، نائب الرئيس الأسبق، الجدل في مصر ببيان له وصفه بـ"التوضيح الموجز" للفترة التي تلت أحداث إطاحة محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، في 3 يوليو/تموز 2013.

بيان البرادعي، الذي أعلن فيه تبرؤه من إطاحة مرسي ودعوته إلى مستقبل يقر العدالة الانتقالية، زاد من الجدل حوله توقيت نشره قبل أيام من دعوات للتظاهر ضد النظام في مصر في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وأمس الثلاثاء، كشف البرادعي، نائب الرئيس المصري الأسبق، في بيان له، أن انسحابه من المشهد السياسي باستقالته من منصبه جاء بسبب فض اعتصام "رابعة العدوية" المؤيد لمحمد مرسي، بالقوة.

وقال البرادعي إن اجتماع القوات المسلحة مع ممثلي القوى السياسية يوم 3 يوليو/تموز 2013، كان "لبحث الوضع المتفجر على الأرض نتيجة مطالب الجموع الغفيرة المحتشدة فى كل أنحاء مصر منذ 30 يونيو (من العام نفسه) لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة".

وأضاف في بيانه الذي تضمن 13 نقطة أنه "فوجئ في بداية الاجتماع بأن رئيس الجمهورية قد تم احتجازه من قبل القوات المسلحة دون أي علم مسبق".

وتابع: "رئيس محتجز وملايين محتشدة في الميادين... أصبحت الأولوية بالنسبة إلي هي العمل على تجنب الاقتتال الأهلي، والحفاظ على السلمية وتماسك المجتمع من خلال خريطة طريق تمت صياغتها على عجالة".

خريطة طريق بُنيت كما قال: "على افتراضات مختلفة بالكامل عن تطورات الأحداث بعد ذلك. رئيس وزراء وحكومة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية".

ردود فعل الإدانة جاءت من مؤيدي النظام الحالي، والترحيب والتحفظ من المعارضين والمستقلين، مع غياب التعليق من النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين.

"التوقيت غير مريح"، هكذا عبر أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق ورئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب على بيان البرادعي، في إشارة إلى التظاهرات المرتقبة.

وأوضح هيكل، في تصريحات صحفية، أن فكرة التعامل مع الإخوان مرفوضة من المصريين، وإذا كان البرادعي يقدمها بالنيابة عن الإخوان، فهو أمر غير جيد.

بينما وصف محمد عبد العزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي) وأحد شباب "حركة تمرد" التي تزعمت المظاهرات ضد مرسي، بيان البرادعي بـ "الكاذب"، مشيراً إلى أن "البرادعي كان مصراً على العزل المباشر وليس استفتاءً على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة

وربط عبد العزيز الذي كان أحد المشاركين في إلقاء بيان 3 يوليو تموز2013 (وقت إطاحة مرسي) في بيانه بين ما أثاره البرادعي وبين تظاهرات 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبلة، متسائلاً: "إذا كان البرادعي لديه كل هذه الحقائق من وجهة نظره، فلماذا لم يكتبها في نص استقالته (وقعت عقب فض رابعة في 14 أغسطس/آب 2013) ولماذا تذكرها فجأة في الأول من نوفمبر 2016!.. خاصة قبل دعوات 11-11 مثلاً.. هل يمكن اعتبار هذا الأمر طبيعياً إذا فكرنا بالعقل وبدرجة بسيطة من المنطق"؟

وتنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقطاعات من المصريين خلال الفترة الأخيرة، تطالب بالتظاهر يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحت عنوان "ثورة الغلابة (الفقراء)" ضد الغلاء، دون أن تتبناها أية جهة معارضة بارزة.

وسائل الإعلام المحلية المحسوبة على النظام المصري، شنت هجوماً واسعاً ضد البرادعي عقب بيانه الأخير، وخرجت صحيفة اليوم السابع (خاصة) بعنوان "مفاجأة.. البرادعي يصدر بيان طلب السماح والغفران من جماعة الإخوان".

أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة" المعارض من الخارج، رحب ببيان البرادعي، قائلاً عبر حسابه على تويتر: "يثمن غد الثورة ما ورد من حقائق هامة في بيان الدكتور محمد البرادعي، آملين تفهم الجميع لأهمية الاصطفاف الوطني ولم شمل شركاء يناير".

وأضاف: "شهادة البرادعي حول الخداع وتعمد العنف واختطاف الثورة تؤكد أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي. مصر بحاجة إلى الجميع".

وقال الكاتب المصري جمال سلطان: "تبرئة البرادعي لموقفه مما جرى بعد 3 يوليو، فعله السيسي نفسه أكثر من مرة. ثمة إدراك لدى الجميع بأن "الخراب" الذي تعيشه مصر بدأ من تلك اللحظة".

ورحب حازم عبد العظيم، المستشار السابق بحملة ترشح السيسي للرئاسة، والمعارض حالياً له ببيان البرادعي عبر حسابه على تويتر قائلاً: "قليل من الرجال يستطيع أن ينشر شهادته وهو حي، ورغم تأخرها شكراً للدكتور البرادعي وأرجو ان تتقبل اعتذاري عن فترة ضبابية اختلط فيها الحق بالباطل".