السفير الروسي في واشنطن في قلب عاصفة تهدد إدارة ترامب

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 03.03.2017 00:00
آخر تحديث في 03.03.2017 20:18
السفير الروسي في واشنطن في قلب عاصفة تهدد إدارة ترامب

شارك السفير الروسي في الولايات المتحدة، سيرغي كيسلياك، في حفل إلقاء أول خطاب للرئيس دونالد ترامب في الكونغرس، مساء الثلاثاء في مبنى الكابيتول في واشنطن. وقد بدا ودودا وهو يوزع الابتسامات ويتبادل الأحاديث مع دبلوماسيين أجانب آخرين وبرلمانيين أمريكيين.

وتأتي الزيارة في قلب العاصفة السياسية التي تهدد وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز، بعدما أطاحت مستشار البيت الأبيض للأمن القومي مايكل فلين. فقد أقر جيف سيشنز المقرب من ترامب أنه التقى السفير الروسي مرتين عام 2016 خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مناقضا بذلك إفادة أدلى بها تحت القسم أمام لجنة برلمانية.

كذلك أجرى كيسلياك اتصالات العام الماضي مع مايكل فلين، لا سيما اتصال هاتفي في 29 كانون الأول/ديسمبر في الوقت الذي فرض فيه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عقوبات على موسكو وطرد 35 دبلوماسيا وجاسوسا روسيا. وجاءت هذه العقوبات ردا على اتهام موسكو بالتدخل في سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال عمليات قرصنة معلوماتية ونشر أخبار كاذبة.

يبلغ السفير كيسلياك 66 عاما ومنصبه الحالي ختام حياته الدبلوماسية في واشنطن فهو يمثل موسكو منذ 2008. وهو دبلوماسي مخضرم يذكر بنمط الحقبة السوفياتية التي باشر العمل الدبلوماسي خلالها حين انضم في السبعينيات إلى وزارة الخارجية بعد نيله شهادة هندسة. وهو يعرف بشكل معمق الولايات المتحدة إذ باشر عمله في السلك الدبلوماسي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ثم في سفارة الاتحاد السوفييتي في واشنطن طوال الثمانينيات.

يقر كيسلياك أن روسيا والولايات المتحدة "لم تكونا على الأرجح قادرتين على بناء سلام ما بعد حقبة الحرب الباردة". والتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو تحديدا الهدف الذي يسعى دونالد ترامب إلى تحقيقه، ولو أنه بات أكثر تكتما بهذا الشأن في الأيام الأخيرة.

وتدور التساؤلات في مثل هذا الوضع غير المسبوق بين الولايات المتحدة وروسيا، عن الدور الذي قد يكون لعبه ممثل موسكو في واشنطن.

من جانبه، أكد الكرملين أنه لم يكن على علم حصري بلقاءات بين سيشنز وكيسلياك، مشددا على أن "عمل السفير يقتضي منه عقد أكبر قدر ممكن من اللقاءات".

بينما ذهبت شبكة "سي إن إن" إلى اتهام كيسلياك بأنه "الجاسوس المسؤول عن تجنيد عناصر" في واشنطن لحساب جهاز الاستخبارات الداخلية الروسي. وهي مزاعم نفتها المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بصورة قاطعة معلنة "هل يمكن لوسائل الإعلام الغربية أن تنحدر إلى مستوى أكثر تدنيا من ذلك؟" وقالت ساخرة: "سأبوح لكم بسر عسكري: الدبلوماسيون يعملون وعملهم يقتضي بإجراء اتصالات في البلدان التي يخدمون فيها".

لكن السفير الأمريكي السابق في موسكو مايكل ماكفاول قال: "يجب ألا نكون ساذجين". وكتب على تويتر: "كيسلياك التقى سيشنز بالتأكيد لأنه يحتل موقعا هاما في عالم ترامب، هذا يندرج ضمن عمله".

ويقول بعض الدبلوماسيين الأجانب في أحاديثهم الخاصة إن السفير الروسي مسرور بالفضيحة السياسية التي تهز واشنطن بسبب اتصالاته مع مقربين من ترامب.