قمة عمان.. القادة العرب يطالبون بوقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم

وكالة الأنباء الفرنسية
اسطنبول
نشر في 29.03.2017 00:00
آخر تحديث في 29.03.2017 23:01
قمة عمان.. القادة العرب يطالبون بوقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم

طالب قادة الدول العربية الاربعاء في ختام قمتهم السنوية في السويمة على شاطىء البحر الميت غرب العاصمة الاردنية بوقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم، في اشارة واضحة الى ايران من دون تسميتها.

كما دعا القادة العرب الى "اعادة اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة"، مجددين تمسكهم بحل الدولتين.

واعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استضافة بلاده القمة العربية التاسعة والعشرين في الرياض في آذار/مارس 2018، وذلك بعد اعتذار دولة الامارات العربية المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الاردنية "بترا".

وقال القادة في بيانهم الختامي الذي تلاه امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط "نرفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية".

ودان البيان الذي حمل عنوان "اعلان عمان" المحاولات "الرامية الى زعزعة الامن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تاجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادىء حسن الجوار والقواعد الدولية ومبادىء القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة".

وشارك 15 من زعماء الدول على مستوى الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات، بينما مثلت دول اخرى بمسؤولين آخرين.

واستحوذ الموضوع الفلسطيني على حيز واسع من قرارات القمة، وبدا واضحا أن العرب يسعون الى اعطاء دفع لعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية مع وصول ادارة امريكية جديدة.

ودعا البيان الختامي الى "اعادة اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لانهاء الصراع على اساس حل الدولتين".

وجدد القادة العرب التمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002 والتي تنص على انسحاب اسرائيل من كامل الاراضي المحتلة حتى حدود عام 1967، مقابل اقامة علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية.

كما طالبوا دول العالم "بعدم نقل سفاراتها الى القدس او الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل".

- دعم الدول المضيفة للاجئين -

في الشأن السوري، شدد القادة على ضرورة "تكثيف العمل على ايجاد حل سلمي ينهي الازمة السورية وبما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا ويحمي سيادتها واستقلالها وينهي وجود الجماعات الارهابية فيها".

وكلف مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري "بحث الية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين وبما يمكنها من تحمل الاعباء المترتبة على استضافتهم".

واعرب القادة العرب عن "مساندة جهود التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن وانهاء الازمة اليمنية ".

وفي ما يخص ليبيا، شدد القادة العرب على "ضرورة تحقيق الاستقرار الامني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية ترتكز على اتفاق الصخيرات".

وأكد القادة "دعمهم المطلق للعراق في جهوده القضاء على العصابات الارهابية وجهود اعادة الامن والامان وتحقيق المصالحة الوطنية"، في وقت تخوض فيه القوات الحكومية العراقية قتالا ضاريا لانهاء وجود تنظيم داعش في آخر معاقله في مدينة الموصل.

كما اكد القادة "سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث"، ودعوا ايران الى "الاستجابة لمبادرة دولة الامارات لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة او اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".

ولم تخرج مقررات القمة العربية عن الخطاب العادي للدول العربية منذ سنوات. لكن تميزت بحضور 15 من زعماء الدول الاعضاء، بينما شارك في القمة الاخيرة التي عقدت في موريتانيا سبعة فقط من الرؤساء والملوك.

وغابت سوريا كما هي الحال منذ 2011، بسبب تعليق عضويتها في الجامعة العربية.

وتوقف البيان الختامي عند "الأخطار التي تحدق" بالعالم العربي، و"الظرف العربي الصعب" الذي التأمت فيه القمة، فـ"ثمة أزمات تقوض دولا وتقتل مئات الالوف من الشعوب العربية وتشرد الملايين من أبناء أمتنا... وانتشار غير مسبوق لعصابات إرهابية".

ودعا الى "تكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء" على الارهاب واستئصاله "ضمن إستراتيجية شمولية".

- لقاء سعودي مصري -

وفي مؤشر على تقارب بعد برودة بين مصر والسعودية، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز على هامش القمة.

ووصف الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط اللقاء بأنه "تطور هام جدا".

وجاء اللقاء بعد عشرة أيام من إعلان مصر استئناف تسلم شحنات نفط من المملكة كانت توقفت منذ تشرين الاول/اكتوبر 2016.

وتوقفت شركة ارامكو عن توريد 700 ألف طن شهريا من المشتقات النفطية الى مصر في خضم توتر سياسي بين البلدين حول الملفات الإقليمية، لا سيما منهما السوري واليمني.

وقال بيان من الرئاسة المصرية الأربعاء إن "الزعيمين أكدا أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية بين البلدين".

وأشار البيان الى أن الملك سلمان وجه دعوة إلى السيسي لزيارة المملكة، وأن الرئيس المصري رحب بذلك، ودعاه بدوره لزيارة مصر.

وشددت الكلمات التي القيت في القمة على توحيد الجهود من اجل التصدي للارهاب.

ورأى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي يحضر القمة أن "الخلافات في العالم العربي فتحت الباب للتدخلات الخارجية والتلاعب وخلق عدم الاستقرار والنزاع الطائفي والارهاب".

واضاف "في هذا الوقت الانتقالي واعمال العنف، الوحدة ضرورية جدا".