الرئيس الفرنسي يزور الجزائر وسط دعوات لطي "صفحة الماضي"

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 06.12.2017 00:00
آخر تحديث في 07.12.2017 00:08
ساحة الشهداء في الجزائر العاصمة من الأرشيف ساحة الشهداء في الجزائر العاصمة (من الأرشيف)

يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر اليوم الأربعاء في زيارة هي الأولى له وتستغرق يومًا واحدا سيبحث خلالها ثلاثة ملفات أساسية هي التعاون الاقتصادي والوضع الأمني في الساحل وليبيا إلى جانب مسألة الذاكرة الشائكة بين البلدين.

وسيعقد الرئيس الفرنسي لقاءات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى جانب رئيسي الوزراء أحمد أويحي، ومجلس الأمة (الغرفة الأولى للبرلمان) عبد القادر بن صالح .كما يلتقي ماكرون في "زيارة الصداقة" كما سميت رسميا، أعضاء من المجتمع المدني الجزائري وممثلين عن الجالية الفرنسية بمقر سفارة بلاده بالجزائر إلى جانب جولة في شوارع العاصمة.

* الشراكة والتعاون الاقتصادي والأمني:
أكدت الرئاسة الجزائرية أن "الزيارة تندرج في إطار الشراكة الاستثنائية التي ما فتئت الجزائر وفرنسا تعملان على بنائها وتعزيزها".

ووفق نقس المصادر فإن فرنسا التي فقدت صفة الشريك التجاري الأول للجزائر خلال سنوات الأخيرة لصالح الصين تسعى إلى تكثيف وجودها الاقتصادي من خلال البحث عن شراكات جديدة .

وفي الشقين السياسي والأمني ذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيبحث خلال وجوده بالجزائر ملفي مكافحة الإرهاب في المنطقة خاصة بالساحل الإفريقي وكذا الأزمة الليبية.

هذا وحدثت خلافات بين الجانبين الجزائري والفرنسي بشأن الأزمة الليبية، إذ عارضت الجزائر التدخل العسكري هناك لإطاحة معمر القذافي بقيادة فرنسا، كما رفضت الانضمام إلى قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل بقيادة باريس.

* ملف "الذاكرة المشتركة":

ويعد ملف "الذاكرة المشتركة" أحد أكثر القضايا الشائكة التي تطبع زيارة ماكرون حيث تتمسك الجزائر باعتذار رسمي فرنسي عن جرائم الاستعمار (1830/1962) وتدعو باريس إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.

وأمس أول الاثنين قال وزير المجاهدين (قدماء المحاربين الجزائريين) الطيب زيتوني، إن بلاده متمسكة بمطلب الاعتذار عن جرائم الاستعمار ولن تتنازل عنه. وذكر أن هناك أربعة ملفات عالقة بين البلدين، هي "الأرشيف الجزائري خلال مرحلة الاستعمار المحتجز في فرنسا، وقضية المفقودين خلال نفس المرحلة، والتفجيرات النووية الفرنسية في الجنوب الجزائري والتعويض عنها، وجماجم المقاومين الجزائريين المحتجزة بباريس، وهي ملفات لن نقبل المساومة عليها أو طيها".

وأوضح زيتوني: "بدأنا العمل على هذه الملفات، لكن المفاوضات توقفت بسبب الانتخابات في فرنسا خلال العام الجاري ونعمل حاليا على إعادة تفعيلها".

من جانبها ذكرت الرئاسة الفرنسية أن مسألة الذاكرة سيتم التطرق إليها أثناء الزيارة. والأمر يتعلق بالنسبة إلى ماكرون، وهو أول رئيس للجمهورية الخامسة الفرنسية مولود بعد مرحلة استعمار الجزائر،