مع استمرار الحرب على الغوطة.. تحرك فرنسي باتجاه روسيا وإيران

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 21.02.2018 00:00
آخر تحديث في 21.02.2018 21:39
استمرار استهداف المدنيين في الغوطة الفرنسية استمرار استهداف المدنيين في الغوطة (الفرنسية)

يعتزم وزير الخارجية الفرنسي زيارة روسيا وإيران خلال الأيام المقبلة لبحث الأزمة في سوريا.

وصرح جان إيف لو دريان، أمس الثلاثاء، مخاطبًا الجمعية الوطنية الفرنسية: "في الأيام المقبلة سأزور موسكو وطهران بأمر من الرئيس إيمانويل ماكرون، لأن هناك حاجة ملحّة إلى بحث الوضع في سوريا"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس".

وأوضح أن بلاده تعتقد أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يساعد في إعلان هدنة إنسانية مبكرة في سوريا، مما يمكن من تجنب أشدّ المخاطر. وتابع: "هذا ما يعمل عليه مجلس الامن حاليا".

ودعا الوزير الفرنسي لاستئناف محادثات جنيف بعد فشل محاولات روسيا في مؤتمر سوتشي بالتوصل إلى نتائج.


وقال لو دريان: "لهذا السبب قدمت فرنسا مبادراتها الخاصة بشأن الدستور السوري والانتخابات ونهج غير متحيز إزاء الوضع خلال الفترة الانتقالية". وأضاف أن "عددًا من الشركاء الفرنسيين قد دعموا هذه المبادرات، لذا ترى باريس أنه من المهم بحثها مع جميع الجهات الإقليمية الفاعلة". وتابع موضحًا: "هذا هو سبب زيارتي القادمة لموسكو وطهران".

واعتبر لودريان أن "الوضع في سوريا يتدهور بشكل ملحوظ" وحذر من أنه "إذا لم يطرأ عنصر جديد فإننا نتجه نحو فاجعة إنسانية".

الغوطة والمجتمع الدولي:

هذا ومع استمرار الحرب على الغوطة الشرقية، يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن تبني موقف موحد يضع حدا للقصف الذي يطال المدنيين.


وأعربت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء عن "بالغ قلقها" ازاء الوضع وقالت المتحدثة باسمها هيذر نويرت للصحافيين ان "وقف العنف يجب أن يبدأ الآن"، منتقدة ما وصفته "بسياسة الحصار والتجويع" التي يمارسها النظام السوري.


بينما اعتبرت موسكو على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة أن "الهدنة الإنسانية" لمدة شهر التي اقترحها منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس "غير واقعية"، معطيا بذلك دمشق الضوء الأخضر لمواصلة قصفها للغوطة بالطائرات والمدفعية.


في حين صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاثنين، أن تجربة مدينة حلب التي جرى فيها إخلاء المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة لصالح النظام السوري، يمكن أن تستخدم في الغوطة الشرقية، بحسب وكالة إنترفاكس الروسية، مستخدماً مصطلح "إرهابيين" للكلام عن المعارضة والمدنيين.

المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روث، يقول: "لا يجوز الادعاء، في حين يحاصر الأسد المدنيين في الغوطة الشرقية ويقصفهم بلا هوادة ويقصف مستشفياتهم، أن هذه حرب: إنها مجزرة. وبوتين يجعل ذلك ممكنا". ثم تساءل روث في تغريديتين على تويتر "هل إيران شريكة في جرائم الحرب هذه؟".

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011 استخدمت روسيا عشر مرات حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع ممارسة ضغوط دولية فعلية ضد النظام السوري الذي تدعمه بقوة على الارض، إلى حد جعله يترقب في الأسابيع او الأشهر المقبلة تحقيق انتصار تام على الفصائل المعارضة.

ويقول الأستاذ الجامعي الفرنسي جان بيار فيليو المحاضر في العلوم السياسية في باريس إن "سكوت المجتمع الدولي اكثر فدحا لأن المجازر في الغوطة تحصل على بعد بضعة كيلومترات من مكاتب الأمم المتحدة في دمشق".

وقال فيليو لفرانس برس "اما بالنسبة إلى الرئيس ماكرون، الذي كان أعلن أنه لن يساوم في مسألة وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع، فإن عدم تحركه يدعو على اقل تقدير إلى القلق".