ب ي د - بي كا كا تواصل سعيها لإنشاء كيان إثني إرهابي شرق الفرات

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 13.12.2018 00:00
آخر تحديث في 13.12.2018 17:49
ب ي د - بي كا كا تواصل سعيها لإنشاء كيان إثني إرهابي شرق الفرات

تواصل منظمة "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابية مساعيها لإنشاء دولة في منطقة شرق الفرات، التي أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية لتحريرها من المنظمة المذكورة.

ويشكل سيطرة المنظمة على هذه المنطقة التي تضم أهم موارد سوريا من الطاقة والزراعة والمياه، بالإضافة إلى مئات المسلحين التابعين لها، خطراً يتزايد يوما بعد يوم.

وبعد إعلان أردوغان أمس الأربعاء، عزم تركيا إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام لتخليص منطقة شرق الفرات في سوريا من منظمة "بي كا كا" الإرهابية الانفصالية، توجهت الأنظار إلى المنطقة.

وتمتلك منطقة شرق الفرات المحتلة من "ب ي د" حدودا مع تركيا يبلغ طولها 480 كيلو مترا، تفصلها عن ولايات "أورفا" و"ماردين" و"شرناق" جنوبي تركيا.

و تبلغ مساحة المنطقة الممتدة من الضفة الشرقية لنهر الفرات في سوريا حتى حدود العراق 45 ألف كيلو متر مربع.

وبحسب قياسات خريطة الأناضول، فإن المساحة المذكورة الخاضة لسيطرة التنظيم تشكل نحو ثلث مساحة سوريا الإجمالية.

وبدأ انتشار "ب ي د/ بي كا كا" في شرق الفرات في عام 2014 من خلال الدعم الجوي وكميات السلاح الكبيرة، الذي قدمته الولايات المتحدة للمنظمة في معاركها مع تنظيم داعش الإرهابي.

وعكف التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة شرق الفرات إلى تهجير سكانها العرب بشكل أساسي، إلى جانب بقية المكونات من تركمان وأكراد وسريان، حيث بلغ عدد من هجرتهم المنظمة من مدنهم وقراهم

وبلداتهم مليون و 700 ألف شخص بحسب أرقام المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية.

وتهدف المنظمة من خلال هذا التهجير إلى تسهيل السيطرة على المنطقة وبالتالي تسهيل سعيه لإنشاء دولة فيها قائمة على أساس الكيان الإثني، كما تمنع عودة الناس في المناطق التي انسحب منها داعش.

و تشكل عين العرب والرقة وتل أبيض والطبقة والحسكة و قامشلي، وعامودا ورأس العين، والأجزاء الشمالية من محافظة دير الزور، أهم المناطق الآهلة التي يسيطر عليها التنظيم، حيث ما زال العرب يشكلون 70 % من إجمالي عدد السكان.

*ب ي د يسيطر على أغنى موارد الطاقة في سوريا:

استولت منظمة "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابية على أغنى موارد الطاقة في سوريا، بدعم من الولايات المتحدة تحت مسمى الحرب على داعش.

وكانت المنظمة قد سيطرت في 23 أيلول/ سبتمبر 2017 على حقل كونكو أكبر مصنع للغاز في ريف محافظة دير الزور الغنية بالنفط، كما سيطرت على حقل جفرة للنفط في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2017،

في 22 من نفس الشهر سيطرت على أكبر حقل للنفط في سوريا وهو حقل العمر النفطي.

وفي بعض المناطق تتعاون المنظمة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستخراج وبيع النفط.

*المنظمة تسيطر على 60 بالمئة من الأراض الزراعية في سوريا:

بحسب حسابات خريطة الأناضول، فإن "ب ي د" تسيطر على 30 ألف كيلو متر مربع من الأراض الزراعية، وهو ما يشكل نسبة 60 بالمئة من الأراض الزراعية.

كما أن توفر المياه سيمكن المنظمة من الوقوف على قدميها في حال تمكنت من إنشاء الدولة التي تسعى إليها.

وسيطرت "ب ي د" خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني/ ديسمبر 2015 و حزيران/ يونيو 2017 على أكبر 3 سدود في سوريا.

والسدود هي: سد تشرين شرقي حلب، وسد الطبقة، وسد البعث غربي الرقة، حيث توفر هذه السدود 70 بالمئة من احتياجات البلاد من الكهرباء، بالإضافة للموارد المائية الهائلة.

*داعش انتهت لكن مشروع بي كا كا لم ينته:

بالرغم من حصر تنظيم داعش الإرهابي في مساحة صغيرة جدا في دير الزور شرقي سوريا، واقتراب نهايته إلا أن الدعم الأمريكي للمنظمة يتصاعد، حيث بدأت بتنفيذ خطة لإنشاء جيش نظامي كمظلة للمنظمة.

وكانت قيادة أركان الجيش الأمريكي أعلنت في وقت سابق، أنها دربت 20 بالمئة من قوة يرونها ضرورية، عددها المحتمل بين 35 إلى 40 ألف عنصر في المنطقة المحتلة من قبل ب ي د.

كما أعلنت وزراة الدفاع الأمريكية قبل أشهر عن نيتهتا تشكيل ما يسمى "حرس حدود" من عناصر المنظمة.

ومؤخرا، قامت الولايات المتحدة بإنشاء نقاط مراقبة في منطقة شرق الفرات، لحماية المنظمة مما وصفوه بـ"التحرش" التركي، حسب قول مسؤوليين أمريكيين.

وأفادت مصادر أمنية تركية للأناضول أن الولايات المتحدة أسست نقاط المراقبة لحماية المنظمة ضد تركيا مضيفةً "بهذا الشكل تهدف الولايات المتحدة إلى حماية "ب ي د/ بي كا كا" من تركيا، على المدى

القصير، عبر هذه النقاط، وعلى المدى الطويل تقوم بإنشاء جيش نظامي من عناصر المنظمة و جعلها قوة باقية بشكل دائم في المنطقة".