يوم مفصلي لانتخابات الرئاسة الجزائرية.. والشارع ينتفض لإنهاء حكم بوتفليقة

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 03.03.2019 19:41
يوم مفصلي لانتخابات الرئاسة الجزائرية.. والشارع ينتفض لإنهاء حكم بوتفليقة

تشهد الجزائر منذ 22 فبراير/ شباط الماضي احتجاجات ووقفات في أغلب محافظات البلاد، أكبرها بالعاصمة، حيث يتظاهر عشرات الآلاف بشكل غير مسبوق، مطالبين بعدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للانتخابات المقررة في 18 نيسان/ أبريل، فيما يعد يوم الأحد 3 مارس/ آذار يوماً مفصلياً كونه آخر أيام مهلة تقديم أوراق المرشحين.

وتولى بوتفليقة أول ولاية رئاسية له بعد انتخابات 1999 بعد حقبة ما يعرف في الجزائر بالعشرية السوداء، وانتخب بعدها رئيساً للبلاد 3 مرات إضافية آخرها عام 2014 في انتخابات أثارت الجدل حول ترشحه لأول مرة بسبب وضعه الصحي المتدهور وقاطعتها المعارضة.

وكسر المتظاهرون قانوناً لحظر التظاهر في العاصمة، تم سنه في 2001، حيث لم تشهد مدينة الجزائر احتجاجات بهذا الحجم منذ ذلك الحين.

وفي أول تعليق رسمي للسلطة على التظاهرات، قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، في كلمة له بالمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) إنه من حق الجميع الاعتراض على أي مترشح لانتخابات الرئاسة، لكن الفصل يكون في الصندوق يوم الاقتراع.

وخرج آلاف الطلبة الجامعيين في الجزائر، اعتباراً من الثلاثاء الماضي في مظاهرات عمت الجامعة المركزية بالعاصمة وجامعات العلوم التكنولوجية بباب الزوار، وبوزريعة، وجامعة مدينة بجاية (شرقي الجزائر) وجامعة مدينة البويرة، وجامعة مدينة تيزي وزو.

وأعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، غداة التظاهرات الحاشدة، إقالة مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال، وهو رئيس وزراء سابق، وأدار الحملات الانتخابية الثلاث السابقة لبوتفليقة، واستبدله ببوزير النقل الحالي عبد الغني زعلان.

ويوجد الرئيس بوتفليقة في سويسرا منذ أيام أيام رسميا، لاجراء "فحوص طبية دورية"، ولم يعلن موعد عودته الى البلاد، فيما أشارت تقارير إلى عودة طائرته الرئاسية إلى البلاد بدونه.

وحتى الآن قدم أربعة مرشحين ملفات ترشحهم للمجلس الدستوري المخول النظر في أهلية المرشحين، في حين تبدو ثلاث شخصيات من المعارضة متريثة.

وأبرز هؤلاء الأربعة وزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة رئيس "حركة البناء".

كما أعلنت شخصيات سياسية أخرى عزمها خوض السباق، منهم رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، والجنرال المتقاعد، علي غديري.

أما في معسكر المعارضة، فقد أعلن حزب "حركة مجتمع السلم" أكبر حزب إسلامي ترشيح رئيسه عبد الرزاق مقري للانتخابات الرئاسية، وأكد مقري أنه لا يستبعد التخلي عن الترشح لصالح مرشح موحد للمعارضة، قبل أن يعلن مجلس شورى الحركة العدول عن تقديم مرشح.

وأعلن الرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة(81 عاما)، في 10 فبراير/ شباط الجاري، اعتزامه الترشح، "استجابة لنداءات ومناشدات" من أنصاره، كما قال في رسالة إلى الجزائريين.

وحظيت المسيرات المناهضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة بزخم وتجاوب غير مسبوقين في الجزائر، عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي غصت بصور وفيديوهات وبث مباشر، خاصة على "فيسبوك".

ولأول مرة، قام التلفزيون الرسمي وشبكات تلفزة خاصة تابعة لرجال أعمال مقربين من السلطة، الجمعة الماضي، بتغطية التظاهرات دون ذكر مطالبها، فيما اعتصم عشرات العاملين في التلفزيون الرسمي احتجاجاً على التعليمات التي تردهم من المستويات العليا لتقييد تغطية الأحداث.