المتظاهرون الجزائريون يغزون الشوارع "رفضاً للتمديد"

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 16.03.2019 00:46
المتظاهرون الجزائريون يغزون الشوارع رفضاً للتمديد

عادت مظاهرات حاشدة إلى شوارع عدة ولايات جزائرية، للجمعة الرابعة على التوالي للمطالبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في أول اختبار لحجم التعبئة بعد قرارات من السلطة الحاكمة بتأجيل الانتخابات والدعوة إلى مؤتمر "جامع للحوار".

وخرج مئات آلاف الجزائريين بعدة ولايات وبشكل أكبر بالعاصمة بعد صلاة الجمعة، للمطالبة "برحيل نظام الرئيس بوتفليقة"، الذي يحكم البلاد منذ 20 عاماً.

ورغم عدم وجود تقديرات رسمية لعدد المتظاهرين إلا أن وسائل إعلام محلية ومراسل للأناضول أكدوا أنه فاق حجم الحشود خلال الجمعات الثلاثة السابقة للحراك.

وتعد هده الجمعة الأولى بعد حزمة قرارات أصدرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الاثنين الماضي، بإقالة الحكومة وسحب ترشحه لولاية خامسة وتأجيل انتخابات الرئاسة التي كانت مقررة في 18 أبريل/ نيسان.

واعتبرت المعارضة وناشطون من الحراك القرارات بمثابة "تمديد غير دستوري لحكم بوتفليقة، والتفاف على الحراك الشعبي الذي يطالب برحيله".

وفي أغلب الولايات كما في العاصمة، احتشد مئات الآلاف في الشوارع الرئيسية، والساحات في مسيرات سلمية كان أهم شعاراتها "قلنا ارحلوا يعني ترحلو"، "لا للتمديد" لولاية الرئيس بوتفليقة الرابعة، و"لتدوير وجوه النظام" دون تسجيل حوادث.

وفور انتهاء صلاة الجمعة تدفقت سيول بشرية غير مسبوقة من أحياء العاصمة إلى درجة ان الشوارع الرئيسية وسط العاصمة مثل: ديدوش مراد، وحسيبة بن بوعلي، والعربي بن مهيدي، ومحمد الخامس، لم تسع هذه الحشود.

وقال مراسل الأناضول إن من بين الشعارات المرفوعة مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ماكانش (لا توجد) دقيقة يا بوتفليقة (بمعنى نرفض أن تبقى دقيقة واحدة في الحكم يا بوتفليقة)"، و"ماكانش التمديد يا بوتفلبقة"، و"جيش شعب إخوة إخوة" و"لا تمديد لا تأجيل لا ترميم.. الشعب يريد الرحيل".

وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في هتافات المتظاهرين بالعاصمة مثل "فلسطين الشهداء"، كما شوهدت عائلات توزع الكسككي ومأكولات على متظاهرين وسط العاصمة فيما استمرت محال ومطاعم في العمل حتى خلال بداية التظاهر بشوارع المدينة.

كما لوحظ بأهم الشوارع بالعاصمة، سحب قوات الشرطة خلال مرور المسيرات، عكس المرات السابقة، وتجسد مرة أخرى الطابع السلمي للحراك، وتجنب المتظاهرون الاحتكاك بقوات مكافحة الشغب التي طوقت مقار حكومية، في مقدمتها قصر الرئاسة بالعاصمة، الذي توالت دعوات لعدم السير نحوه تحت شعار "لهم القصور ولنا الشوارع".

في تصريح غير مسبوق لحزب يمثل واجهة الحكم في الجزائر، دعا حسين خلدون، عضو الهيئة القيادية في حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم) إلى الوقوف في صفوف الحراك الشعبي، الذي يطالب منذ أسابيع برحيل الرئيس بوتفليقة.

ولمح إلى أن مرحلة حكم بوتفليقة انتهت، قائلا إن "هذه المرحلة أصبحت من التاريخ، ويجب النظر إلى الأمام".