الثورة السورية تنعي "حارسها" الذي سقط في معارك ريف حماه

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 08.06.2019 15:00
عبد الباسط الساورت واحد من أكبر رموز الثورة السورية من الأرشيف عبد الباسط الساورت واحد من أكبر رموز الثورة السورية (من الأرشيف)


سقط لاعب كرة القدم والمعارض السوري البارز عبد الباسط الساروت الملقب بـ "حارس الثورة السورية" و"بلبل الثورة" السبت خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام السوري في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقبل اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، كان الساروت (27 عاماً) حارس المرمى لسابق للمنتخب السوري للشباب لكرة القدم ونادي الكرامة الحمصي.

ومع بدء حركة الاحتجاجات، سارع الساروت إلى الانضمام إليها واضحى أحد ابرز الأصوات التي تقود التظاهرات بالأناشيد، قبل أن يحمل السلاح ويلتحق بالفصائل المعارضة لقتال قوات النظام.

ونقلت المصادر أن الساروت أصيب قبل يومين خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي وقد توفي اليوم السبت متأثراً بإصابته.

ويُعد الساروت أحد قيادات فصيل "جيش العزة" المعارض، الذي ينشط في ريف حماة الشمالي ويضم مئات المقاتلين.

ونعى قائد "جيش العزة" جميل الصالح على حسابه على تويتر الساروت، وكتب "في سبيل الله نمضي ونجاهد الله يرحمك ويتقبلك من الشهداء"، وأرفق تعليقه بفيديو قديم للساروت ينشد فيه أغنية مردداً "راجعين يا حمص (...) راجعين يا الغوطة" الشرقية.

ويشهد ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي منذ نهاية شهر نيسان/أبريل تصعيداً عسكرياً عنيفاً لقوات النظام وحليفتها روسيا. وتستهدف الطائرات الحربية بلدات وقرى في المنطقة، كما تدور اشتباكات عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.

وإثر اندلاع حركة الاحتجاجات في سوريا، قاد الساروت تظاهرات في مدينته حمص (وسط)، التي يعدها ناشطون "عاصمة الثورة" ضد نظام بشار الأسد.

ومع تحول التظاهرات إلى نزاع مسلح، حمل الساروت السلاح وقاتل قوات النظام في حمص قبل أن يغادرها في العام 2014 إثر اتفاق إجلاء مع قوات النظام بعد حصار استمر عامين للفصائل المعارضة في البلدة القديمة.

وفي العام 2014، روى فيلم "عودة الى حمص" للمخرج السوري طلال ديركي، والذي نال جائزة في مهرجان ساندانس الاميركي للسينما المستقلة، حكاية شابين من حمص أحدهما الساروت.

كما تضمن ألبوم غنائي جمع أناشيد راجت خلال التظاهرات في العام 2012، أغنية "جنه" بصوت الساروت. وطُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في العام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.

ونعى ناشطون معارضون وقياديون على صفحات التواصل الاجتماعي الساروت. وكتب الباحث والمعارض أحمد أبازيد على حسابه على تويتر "عبد الباسط الساروت شهيداً حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية شهيداً".

وقال المعارض في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة على تويتر "الشاب عبد الباسط الساروت، سيبقى حياً، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين".