عسل "الأنزر" التركي .. شفاء بسعر الذهب

وكالة الأناضول للأنباء
ريزة
نشر في 07.09.2016 00:00
آخر تحديث في 07.09.2016 10:50
عسل الأنزر التركي .. شفاء بسعر الذهب

ما بين سعره الذي ينافس الذهب وقيمته الغذائية التي تشفي من الأمراض، تأتي شهرة عسل "الأنزر" التركي ذي الصيت العالمي والذي دفع تزايد الطلب عليه إلى تسجيل الزبائن طلباتهم قبل عام من إنتاجه.

وتشتهر بهذا العسل مصايف "أنزر" في قضاء "إكيز درة" في ولاية ريزة شمال شرقي تركيا، علماً أنه يباع بالغرامات إذ وصل سعر الكيلو منه هذا العام قرابة 900 ليرة تركية أي ما يعادل نحو 300 دولار أمريكي، وهو ما جعله ينافس أسعار الذهب.

ويُنتج عسل "أنزر" على سفوح جبال ولاية ريزة التي يصل ارتفاعها ما بين 2300 إلى 3000 متراً عن مستوى سطح البحر، والمطلة على ساحل البحر الأسود.

ويحرص المنتجون الأتراك على تربية نحل من العرق القوقازي، حيث يتم وضع صناديق النحل، داخل أقفاص حديدية مغلقة بأقفال وذلك تجنباً من إلحاق دببة الغابات الضرر بها.

كما أن لحالة الطقس ووضع صناديق النحل في أماكن يسمح بتعرضها لأشعة الشمس بنسبة معينة على سفوح الجبال، تأثيراً كبيراً على جودة العسل، حيث يقوم مربوا النحل بجمع العسل خلال شهري أغسطس/ أب و سبتمبر/ أيلول من كل عام.

ويُعرض عسل "الأنزر" للبيع بعد جمعه من المنتجين من قبل تعاونية "أنزر باللي كوي" للتنمية الزراعية، حيث يتم تسجيل المنتج وختمه عقب إجراء التحاليل اللازمة عليه بمختبرات قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة "هاجات تبة" في العاصمة أنقرة.

وحددت تعاونية "أنزر باللي كوي" سعر كليو غرام الواحد من عسل "الأنزر" لهذا العام بـ900 ليرة تركية (نحو 300 دولار أمريكي)، وكما تقرر بيعه بالغرامات على شكل 250 و500 غرام، وذلك لتلبية لطلبات الزبائن، وإعطاء الأولوية لطلبات المرضى.

عثمان جيفالك، رئيس تعاونية "أنزر باللي كوي" للتنمية الزراعية، قال للأناضول إنهم تسلموا نحو 2.5 طناً من عسل "الأنزر" وبدأوا بالإجراءات اللازمة للتسجيل، مبيناً أنهم يخططون عرض العسل للبيع قبيل حلول عيد الأضحى الذي يوافق الاثنين المقبل.

وأضاف جيفالك أن ظروف الطقس كانت ممتازة هذا العام، مما ساهم في تحقيق رقم قياسي في الإنتاج مقارنة بالسنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن "قرابة ألفي زبون قدموا طلباتهم لشراء عسل الأنزر لهذا الموسم، حيث وصلت الكمية المطلوبة إلى ثلاثة أطنان".

ولفت جيفالك إلى أن الطلب يتزايد بشكل كبير على هذا النوع من العسل، لكنهم لا يستطيعون تلبية كافية الطلبات.

وحذر رئيس تعاونية "أنزر باللي كوي" للتنمية الزراعية من وجود بعض الباعة في الأسواق يبيعون عسلاً مغشوشاً باسم "عسل الأنزر"، موضحاً أن عُلب العسل المغشوش المباع غير مسجلة ولا تحمل ختم المنتج الأصلي، داعياً المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الانخداع.

من جانبه، قال شعبان خطيب أوغلو وهو مربي نحل، للأناضول، إنه يضع سنوياً 150 صندوق نحل في مصايف الأنزر، مبيناً أن إنتاجهم لهذا العام كان وفيراً، وأنهم يُرسلون إنتاجهم إلى تعاونية "أنزر باللي كوي" من أجل إجراء التحاليل اللازمة عليه.

وأضاف خطيب أوغلو أنه ورث تربية النحل من أجداده، إذ كانوا يُرسلون عسل "الأنزر" إلى قصور السلاطين العثمانيين في إسطنبول.

وبيّن أنهم يبدون اهتماما كبيراً للبحوث العملية على العسل، لافتاً إلى أن الدراسات تُشير إلى أن ستة غرامات من حبوب الطلع (اللقاح) يُعادل كيلو غراماً واحداً من العسل. (وحبوب الطلع هي لقاح الأزهار أو البودرة الموجودة في الزهور، التي تعلق في الشعر على جسم النحلة ويوجد في أرجل النحلة الخلفية جيوب تسمى سلة اللقاح).

ولفت خطيب أوغلو إلى أن "البحوث أشارت إلى أن حبوب الطلع مفيدة لمرضى السرطان، وأنهم كمربي النحل يوصون المرضى باستهلاكها".