سنة 2017: باق على نهاية العالم دقيقتان و57 ثانية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 01.02.2017 00:00
آخر تحديث في 01.02.2017 21:44
سنة 2017: باق على نهاية العالم دقيقتان و57 ثانية

تيك، تاك... تيك، تاك... بووووم!

إنها 11:57:30 قبل منتصف الليل. مع الساعات الأولى لاستلام الرئيس ترامب منصبه في البيت الأبيض، اقتربت نهاية العالم 30 ثانية، فأصبحنا على بعد دقيقتين وثلاثين ثانية.

فما هي الآلية التي تحدد هذا الرقم الرهيب؟ إنها ساعة تدعى "ساعة يوم القيامة" (Doomsday Clock)؛ وهي نظام طوره سنة 1947، العاملون في مجلة "نشرة علماء الذرة" الصادرة في أمريكا. وفيها أنه متى دقت الساعة منتصف الليل، فإن نهاية العالم ستكون تلك اللحظة. وكان الهدف من تصميم الساعة دق الجرس من أخطار نشوب حرب نووية بين القوتين النوويتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، أثناء الحرب الباردة.

وقال الفيزيائي لورنس كراوس في إشارة إلى أهمية الساعة: "للساعة ميزة رائعة؛ أنها تلمس مشاعر الناس مباشرة".

هذا وكل حركة لعقارب الساعة مرتبطة بتوتر ما أو توقع توتر دولي أو دبلوماسي. ففي عام 1953، اخترع الأمريكيون والسوفييت في الوقت نفسه القنبلة الهيدروجينية، الأقوى بكثير من سابقتها القنبلة الذرية. وقد كتبت المجلة وقتها أن القنبلة الأمريكية الأولى بوسعها مسح جزيرة في المحيط الهادئ بالكامل. ثم حدثت أزمة الصواريخ الكورية، سنة 1962، حينما نشر الاتحاد السوفييتي في كوبا منظومة صواريخ نووية موجهة نحو أمريكا. لكن العلماء لم يقدموا عقارب الساعة إذ تم يومها احتواء الأزمة واختراع ما يعرف باسم "التلفون الأحمر" بين الكرملين والبيت الأبيض لتجنب أزمات مشابهة. ومع ذلك، العلماء لم يؤخروا عقارب الساعة، وبرروا الحفاظ على الوقت كما هو أن التوتر لا يزال قائماً.

بعد انهيار جدار برلين سنة 1989، ثم انهيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991 والانتهاء الرسمي لـ45 سنة حرب باردة، تفاءل العلماء وقرروا إرجاع عقارب الساعة إلى منتصف الليل إلا عشر دقائق ثم إلى منتصف الليل إلا 17 دقيقة.

ومنذئذ، لم تبلغ البشرية ذلك المستوى من التفاؤل ثانية أبداً. إذ ما لبثت الأزمات أن اشتدت من جديد. وإن كان الخطر النووي هو الشغل الشاغل للقائمين على الساعة، إلا أن الوضع البيئي بات من الخطورة بمكان مما دفعهم إلى إدراج الاحتباس الحراري على قائمتهم، عام 2007.

* وماذا عن عام 2017؟

عام 2016 كان عاماً حافلاً بالصراعات والأزمات، وليس غريباً أن يعمل العلماء على تقديم عقارب الساعة. ومع ذلك، فقد قدموها ثلاثين ثانية "فقط"، وهو تقديم صغير. وهدف العلماء من هذه الحركة هو لفت انتباه العالم إلى القرارات التي اتخذها الرئيس الجديد للولايات المتحدة، لا سيما إغفاله لخطورة الاحتباس الحراري. وقد حثّ البروفسور دافيد تيتلي، أستاذ علوم المناخ في جامعة بنسيلفانيا، الإدارة الجديدة على "الاعتراف بوضوح أن التغير المناخي سببه النشاط الإنساني"، دون أن ينسى التوجه بالكلام إلى الرئيس الروسي، بوتين، مشيراً أن بوسع الرجلين "الاختيار إما العمل سوية أو التصرف كالصبية، فيفسدا مستقبل الكرة الأرضية جمعاء".