باحثون يطورون تقنية لتحديد هوية مستخدم الإنترنت

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 15.02.2017 00:00
آخر تحديث في 15.02.2017 22:22
باحثون يطورون تقنية لتحديد هوية مستخدم الإنترنت

غالباً ما يترك المستخدم للإنترنت على جهازه أثراً أو بصمة على كل متصفح يستخدمه على حدة (غوغل كروم، أوبرا، فايرفوكس...).

وللكشف عن البصمة أو هوية المستخدم؛ تؤخذ بالاعتبار مواصفات المتصفح ودقة الشاشة والألوان والساعة واللغة والخطوط المستخدمة والكوكيز... يتم تحليل كل هذه الأمور لتكوين هوية المستخدم. طبعاً، النتائج نسبية إذ يحدث أن يلجأ أكثر من مستخدم للإعدادات نفسها.

تستخدم هذه البصمة لأهداف كثيرة، بعضها جيد وبعضها سيئ. فالمواقع "الجدية" كالبنوك مثلا، يمكنها بفضل هذه البصمة لمعرفة إن كان الزبون يستخدم جهازاً آخر للدخول إلى حسابه. فيمكنه، عندها، تطبيق إجراءات أمان كأن يطلب من الزبون بعض المعلومات الشخصية المتممة لعملية دخول آمن إلى حسابه.

لكن المجال الأوسع لاستخدام تلك البصمة هو الدعاية والإعلان. فمهما حاول بعضنا إفراغ الذاكرة المؤقتة، يبقى بوسع برامج الإعلانات الاعتماد على "آثارنا" التي لن تمحى ما لم نعمد إلى تعيير بعض الخيارات في جهازنا. ومن ثم، فالمستخدم للإنترنت ملاحق خطوة بخطوة، بل إن بعض العلامات التجارية لا تتردد في تجميع كل عادات التصفح لأجل تكييف محتوى إعلاناتها وفقاً لها.

مع ذلك، كان بوسع المستخدم التنصل من الملاحقة في حال غيَّر المتصفح الذي يدخل من خلاله إلى عالم الإنترنت. وهنا كان تدخل الباحثين من جامعة لهيغ وسانت لوي. فعوضا عن الاعتماد على مواصفات المتصفح، قرر هؤلاء الاعتماد على واجهة برمجة التطبيقات أو الـAPI لنظام التشغيل، أو الولوج إلى المصادر المادية للجهاز المستخدم. عندها، لم تعد البصمة متعلقة ببرنامج التصفح بل بمجموع موصفات الجهاز نفسه؛ من مواصفات بطاقة العرض المرئي (غرافيك كارد)، إلى عدد المعالجات وبطاقة الصوت... إلخ.

في المجموع، يلزم تحليل 36 وظيفة لحساب هوية المستخدم، بمعزل عن المتصفح الذي يستخدمه. فمن طريقة معالجة جهاز الكمبيوتر لتلك الوظائف، يمكن تحديد الهوية التي لا تتغير بتغيير المتصفح. على الأقل نظرياً.

وفي تجاربهم، نجح الباحثون في تحديد هويات 3615 مستخدم من أصل 1903 متطوع شاركوا في التجربة لمدة ثلاثة أشهر.

وبينت التجارب أن بوسع المواقع على الإنترنت استخدام هذه التقنية بكل سهولة وتعقب المستخدم مهما كان المتصفح الذي يدخل منه.

ويقول الباحثون إن الهدف من دراستهم ليس فتح الطريق أمام تعقب الأشخاص، بل لفهم مجموع العناصر التي يمكن لموقع ما أن ينتجها مما يسمح لخلق بصمة للمستخدم، ولفت الانتباه إلى ما يمكن تحقيقه واكتشافه عن الشخص الجالس خلف شاشته، دون أن يشعر.

كما لم يعلنوا إن كانت مواقع الدعاية والإعلان ستلجأ، عاجلاً أم آجلاً، إلى هذه الآلية. لكن هذا لا يمنع أن تقتبس تلك الشركات بعضا من الأفكار التي درسها هؤلاء الباحثون وتطويرها لصالحهم.