لماذا ينام الإنسان؟ حتى ينسى.. يقول العلماء

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 22.02.2017 00:00
آخر تحديث في 22.02.2017 22:57
لماذا ينام الإنسان؟ حتى ينسى.. يقول العلماء

لطالما حاول العلماء الإجابة عن السؤال: لماذا تنام الكائنات الحية وبالأخص الإنسان؟

فقال بعضهم هي طريقة لتوفير الطاقة، وبعضهم قال إنها فرصة للدماغ لكي ينظف بعض الخلايا الميتة. بينما قال أهل المثل إن كلام النهار يمحوه الليل، ويبدو أن الأمر صحيح.

إذ بينت دراسة حديثة نشرت في المجلة العلمية أن الليل ينسينا ما فعلناه بالأمس. ففي سنة 2003، قام الباحثان في علوم البيولوجيا، غيليو طونيني وكيارا تشريللي، بأبحاث أبرزت ازدياد عدد الاتصالات، أو التشابكات العصبية بين العصيبات لدرجة التسبب في اضطراب الدورة الدماغية وتشويشها.

وأظهرت دراساتهم الأخيرة أن الدماغ يدمر، ليلاً، بعض الاتصالات التي حدثت بين العصيبات خلال النهار حتى يستخرج الرسائل المرسلة "خالصة" بدون شوائب.

كما أظهر باحثون من جامعة ويسكنسون-ماديسون، أن بوسع العصيبات أن "تخفض من إشاراتها العصبية" أثناء النوم العميق.

ففي تجاربهم على الفئران، تبين لهم أن التشابكات العصيبة عند الفأر النائم أصغر بنسبة 18% منها عند الفأر المستيقظ. ما جعل الدكتور طونيني يستنتج أن في ذلك دليلا على حدوث تغيير كبير ومثير جداً.

ثم قام الباحث غراهام ديرنغ، من جامعة جون هوبكنز، بتجربة ثانية أثبتت النتائج أعلاه. فقد تمكن هو وفريقه من إثبات أن للبروتين هومر1أ، المرتبط إنتاجه بالإحساس بالتعب، تأثيراً حاسماً على ازدياد أو نقصان حجم التشابكات العصبية. ولهذا الغرض، أجروا تجارب على ذاكرة الفئران.

فقد وضعوا فئرانا في غرفة، وكان الباحثون كلما تحرك فأر منها إلى مربع معين، عرضوه لشحنة كهربائية.و توقفت كل الفئران عن الحركة خوفاً من تلقي الصدمة الكهربائية. ثم حقن الباحثون بعض الفئران بمادة تمنع إنتاج البروتين المذكور.

وفي اليوم التالي، وضعوا الفئران في غرفة أخرى، خالية من التيار الكهربائي. فبقيت الفئران التي مُنعت من إنتاج البروتين بلا حراك، خشية الصدمات الكهربائية التي تلقتها بالأمس. لقد تجمدت في مكانها وكأنها لم تميز بين الغرفتين ولم تتذكر تفاصيل الغرفة السابقة. بخلاف الفئران التي تُركت على طبيعتها.

فبغياب التخفيض الليلي لنشاط التشابكات العصبية، أصبحت ذاكرة الفئران "فضفاضة".

وقد أبدى بعض العلماء أملاً بنتائج الاختبارات؛ إذ يمكن للدراسة منذ الآن أن تساعدنا في فهم التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية على ذاكرتنا، مثل المنومات.