سأشرح الحب..

جري سالم الجري @jerisaljeri_
نشر في 16.02.2018 00:00
آخر تحديث في 16.02.2018 21:27

الحب هو تآلف تروس النفوس بكل الظروف، هو إندماج نغم العقول، هو تزامن نبض القلوب، و توافق شرايين العواطف، أليس هو إستكمال إنسانيتا الغير كاملة؟ ألم يعتبره العارفون بأنه منعش النفوس؟

سأفسر سبب شعورنا بالراحة بحالة وجود الحبيب، تفسيراً سيكولوجياً ثم فسيولوجياً.

إننا نفسياً نحرص على مساحة إرادتنا من أي دخيل، لأن الحرية هي أغلى وأخطر شيء، ولكن بالنسبة لحبيبنا، فإن إمضاء إرادته هي غايتنا. لما لا وقد كلت أعيننا عن عيوبه؟ ألهذا أنشد الشافعي قائلا:

وعينُ الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ

وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا.

أما فسيولوجياً، فهرمون الجنس يهدئ بحالة الغرام ليرتفع بدله هرمون الأوكسيتوسين، ليذهب التأهب العصبي والعضلي، فينصرف بذلك التوتر وتبقى السكينة المبهجة، التي يصفها البعض بالرومانسية. الأوكسيتوسين يرفع المناعة، ينمي السعادة، يحسن المزاج، و يرخي الأطراف التي من ضمنها مفاصل الفك. مما يفسر "الكلبظة" بالأسماء، فعبدالله اذا أحبته مريم يصير "بودبود" و مريم تصير "منمن". ناهيك ان هذا الهرمون يُمدد العمر البيولوجي، مما يصدق الحديث النبوي (صلة الرحم تزيد العمر).

الحب غاية خلق قلوبنا و وسيلة رغد عيشنا بالدارين. فالمحبين يتمتعون بشهية للإنجاز نهمة و للإبداع مفتوحة، لأنهم يعملون لمن يحبون، و يهنأون بأنفس سعيدة، فكيف لا تفوح أنفَاسَهم إلا بأعطر الكلمات بحضرة من يحبون؟ و هم الأهدى لسواء الفطرة، والأبعد عن الإنحراف، فالمحبين لا يرون لحوم، بل يبصرون أرواح. ومن يضن ان هذا كله يكفيه يوم بسنة، فإنه لم يَحب الحُب!