أصدرت لجنة أبحاث تكنولوجيا المعلومات التابعة للبرلمان التركي عدة توصيات هامة لمساعدة الآباء على إبقاء أطفالهم في مأمن من الآثار السلبية للتكنولوجيا.
ولفت الخبراء عبر هذه التوصيات انتباه الأولياء إلى حقيقة أن الإنترنت الذي أصبح متاحاً للأطفال بسهولة، يمكنه أن يسبب لهم إدماناً بالسهولة نفسها.
الأستاذ "أوزهان يالجين" المشارك في الأبحاث، قال في حديثه إلى اللجنة المعنية، إن الأطفال وخاصة المراهقين، أكثر عرضة لإقامة علاقات اجتماعية عبر الإنترنت بدلاً من التواصل في نطاق العالم الواقعي. وأوضح: "إذا تم استخدام الإنترنت ضمن مجال وظائفه، فهو أداة مفيدة للغاية، ولكن استخدامه للابتعاد عن العالم الحقيقي سيكون أكثر خطورة مما نتخيل. إن الإفراط في استخدام الإنترنت والأجهزة التكنولوجية لا يسبب مشاكل نفسية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى أضرار جسدية، إذ يعاني مدمنو التكنولوجيا والإنترنت من ارتفاع ضغط الدم والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتشوه العمود الفقري، وفي بعض الحالات، قد يؤدي إدمان التكنولوجيا، إلى الوفاة كما حدث في كوريا الجنوبية وتايوان. وكذلك فالأشخاص الذين يجلسون أمام أجهزة الكمبيوتر لفترات متواصلة، ويتناولون الوجبات السريعة باستمرار، يصابون بالسمنة المفرطة كنتيجة حتمية".
ووفقاً لدراسة أجراها "يالجين" حول التكنولوجيا وإدمان الإنترنت في تركيا، تبين أن ما يصل إلى 17 بالمائة من الأطفال في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية مدمنون على الإنترنت. وكشف التقرير أيضا أن 10 في المئة من هذه الفئات العمرية معرضون لخطر أن يتحولوا إلى مدمنين.
وأشار "يالجين" إلى أن أفضل طريقة للحفاظ على أمان أطفالنا من إدمان الإنترنت، هي اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل أن يقع الأطفال في فخ التكنولوجيا. وأوصى "يالجين" الآباء قائلاً: "أخّر شراء الهاتف لأطفالك بقدر ما تستطيع. واشترِ لهم أجهزة كمبيوتر ثابتة بدلا من أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الألواح الالكترونية. ذلك لأن الطفل يمكنه أخذ أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية معه إلى كل مكان، فمن المحتمل أن يزيد ذلك من قابليته على الإدمان عليها ويتعذر عليه الابتعاد عنها. كما أن إنشاء حدود وقواعد للأطفال لكيفية استخدام التكنولوجيا في سن مبكرة، هو أمر بالغ الأهمية أيضاً. يجب أن يتعلم الأطفال متى يجلسون أمام الكمبيوتر ومتى ينهون العمل عليه".
