الكومبير التركي في غزة.. كيف يراه الغزيون؟

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 22.09.2019 13:44
آخر تحديث في 22.09.2019 22:57
الكومبير التركي في غزة.. كيف يراه الغزيون؟

يلفت انتباهك عند دخولك إلى مطعم صغير في مدينة خانيونس، جنوب غزة، أن وجباته تحمل اسما واحدا وهو الطبق التركي الشهير "كومبير" الذي يستخدم في تحضيره البطاطس كمكون رئيسي ويضاف إليه أنواع من الجبن والخضروات واللحوم.

وجذبت هذه الوجبة الغريبة على المطبخ الغزي الكثير من الزبائن الذين يرغبون في تذوق نكهتها المميزة، خاصة أن سعرها زهيد وفي متناول اليد فثمن الوجبة الواحدة يراوح ما بين 4-10 شواكل (1-3 دولارات)، حسب نوع الحشوة التي تضاف إلى حبات البطاطس.

ذلك المطعم المتواضع الذي تديره الفلسطينية عبير الحصيني (30 عاما) وزوجها بلال ويعمل فيه ثلاثة عمال، أعلن افتتاحه قبل نحو أسبوع فقط، إلا أنه حقق نجاحا كبيرا وبات واحدا من أشهر المطاعم جنوبي قطاع غزة.

وعملت عبير على التسويق لمطعمها ووجبته التركية الشهيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات في وسائل الإعلام، قبيل افتتاحه رسميا، الأمر الذي كان له دور كبير في نجاح المطعم.

ويقدم الطعم أصنافا متنوعة من وجبة "الكومبير" منها المحشو بالنقانق، وأخرى بقطع الدجاج، وثالثة بالخضروات والزيتون.

ووزعت عبير وزوجها بشكل هندسي جذاب صورا متنوعة لوجبات "الكومبير" على جدران المطعم، وتحمل كل صورة اسم الوجبة ومكوناتها.

ويفتح المطعم في الساعة التاسعة صباحا، وتباشر عبير بنفسها تجهيز مكونات الوجبات وتسلميها للعمال لديها الذين بدؤوا يتعلمون طريقة تحضيرها تدريجيا.

وتبدأ عبير عملها صباحا بوضع كمية كبيرة من البطاطس في فرن حراري مخصص لهذه الوجبة التي تحتاج إلى نار هادئة حتى تنضج بشكل جيد.

وبعد نضجها تقوم الطاهية الفلسطينية بفتحها بشكل طولي وتضيف إليها الجبن قبل أن تمزجها مع البطاطس بشكل جيد لتضيف في النهاية الحشوة بناء على رغبة الزبون من الخضروات أو النقانق أو قطع الدجاج.

وتعلمت الشابة الغزية صنع وجبة "الكومبير" على يد شيف تركي حضر إلى قطاع غزة، مؤخرا، ونفذ ورشة تدريبية عملية لتعليم فن الطهي.

وخلال عملها في المطعم تحاول عبير شرح وإيضاح طبيعة كل وجبة ومكوناتها للزبائن الذين لم يسبق لهم تناولها بأسلوب شيق يجذب الزبائن ويشجعهم على تجربة وجبتها.

واستطاعت خلال أسبوعها الأول أن تحقق نجاحا مهما حيث تبيع يوميا ما يزيد على 80 وجبة، وهو رقم كبير نسبيا مقارنة بفترة عملها القصيرة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة.

ولصنع وجبة "الكومبير" نوع مخصص من البطاطس اسمه "سبونتا" يتحمل درجة الحرارة العالية ويحافظ على قوامه حتى يتمكن الطاهي من إضافة الجبن وبقية المكونات بسهولة.

وحصلت عبير على تمويل لتأسيس مطعمها عبر مبادرة ريادية مولها مركز العمل التنموي "معا" (غير حكومي)، ليتحول طموحها الذي كان حلما إلى حقيقة.

وتتمنى الشابة الفلسطينية أن يستمر نجاح مشروعها ويتطور خلال السنوات القادمة ليستوعب أعدادا اكبر من العمال.

عبير أنهت دراستها الجامعية بتخصص "تدريس العلوم" لكنها لم تجد فرصة عمل ضمن تخصصها بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

وعملت بعد تخرجها في الجامعة على افتتاح روضة أطفال لكنها لم تحقق نجاحا كبيرا، فتوجهت للعمل الطوعي في مؤسسات أهلية متنوعة، قبل أن تفكر في إنشاء مطعمها الجديد.