الحساسية الغذائية دفاع مناعي شرس يؤثر على الأطفال أكثر من البالغين

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 13.12.2019 15:02
الحساسية الغذائية دفاع مناعي شرس يؤثر على الأطفال أكثر من البالغين

الحساسية الغذائية تميل إلى الانتشار في العائلات، إلا أنه من المستحيل التنبؤ بما إذا كان الأطفال سيعانون منها بشكل وراثي، وما إذا كان الأشقاء متماثلون بالاستجابة لها. ومع ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن الأشقاء الأصغر سناً من الطفل المصاب بحساسية الفول السوداني يمكن أن يعانوا كذلك من نفس الحساسية".

يمكن أن تحدث الحساسية الغذائية في جميع الأعمار، ووفقاً للأبحاث فإن معظم الحساسية الغذائية تظهر في عمر الطفولة وقد تؤدي إلى أمراض أخرى في وقت لاحق من العمر. لكنها تعتبر واحدة من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً بين الأطفال في تركيا، وهي تختلف بحسب المنطقة الجغرافية. ففي منطقتي بحر إيجة ومرمرة، يكون الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بحساسية الحليب، بينما في المناطق المتوسطية والبحر الأسود والأناضول الوسطى والأناضول الشرقية، غالباً ما تظهر حساسية البيض عند الأطفال، حيث يتفاعل جسم الطفل مع الطعام أكثر من البالغين. وتؤثر الحساسية الغذائية على 6 إلى 8% من الأطفال دون سن 3، و على 3% من البالغين. وإذا لم يتلقَ الأطفال العلاج المناسب، فإن الحساسية الغذائية تتزايد أحياناً مع تقدم العمر. حتى أنها يمكن أن تتطور بسرعة كبيرة وتخلف عواقب وخيمة.

هل الحساسية وراثية؟

أشار الدكتور "بيرول سايغي" الباحث في أمراض الحساسية في جامعة "بيكوس" التركية، إلى أن الحساسية الغذائية تميل إلى الانتشار في العائلات، إلا أنه من المستحيل التنبؤ بما إذا كان الأطفال سيعانون منها بشكل وراثي، وما إذا كان الأشقاء متماثلون بالاستجابة لها. ومع ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن الأشقاء الأصغر سناً من الطفل المصاب بحساسية الفول السوداني يمكن أن يعانوا كذلك من نفس الحساسية".

هل هناك أطعمة خالية من مسببات الحساسية؟

وفقاً للدكتور "بيرول سايغي"، فإن سوق الأطعمة الخالية من مسببات الحساسية ينمو. لأن منتجي الأغذية يعملون على السيطرة عليها ومنعها في المراحل الأولى بسبب إدراكهم بخطورتها على الصحة العامة، وكذلك تأثيرها على قوة تسويق المنتجات، كما بدأ الوعي بها يتنامى لدى المستهلكين حيث نصحت السلطات الصحية الآباء بتقليل استخدام مسببات الحساسية المحتملة مثل البيض والحليب والفول السوداني في وجبات أطفالهم. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن إدراج كميات صغيرة من هذه الأطعمة منذ سن مبكرة جداً قد يكون له تأثير وقائي قوي. يقول الدكتور "سايغي": "وجد أن الاستهلاك المبكر والمتكرر لزبدة الفول السوداني يؤدي إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بالحساسية من هذه المادة الغذائية مقارنة بالتجنب الكلي لها".

ضرورة قراءة المكونات المكتوبة على الملصقات

نصح البروفيسور "سايغي" المستهلكين الذين يعانون من الحساسية الغذائية بقراءة الملصقات الغذائية بعناية، مع العلم أن هذه الملصقات تدرج عادةً 14 مكوناً من شأنها أن تتسبب بالحساسية الغذائية الشائعة، بما في ذلك الفول السوداني والجوز وفول الصويا والخردل والبيض والحليب والأسماك والغلوتين والسمسم وغيرها. وأضاف:"بالنسبة للمنتجات التي لا تحتوي على مسببات الحساسية، فإنه من الأفضل للمستهلكين الذين يعانون من فرط التحسس الغذائي، التحري عن مكوناتها بالتفصيل لتجنب التعرض لمخاطر الحساسية".

الحساسية المفرطة هي الأخطر!

الحساسية الغذائية هي رد فعل غير طبيعي يبديه نظام المناعة في الجسم تجاه الطعام. ووفقاً للدكتور "سايغي"، فإن الحساسية الشديدة أو ما يسمى بالحساسية المفرطة هي التي تحدث بعد دقائق قليلة من تناول الأغذية المسببة لها، وهي شديدة الخطورة لأنها يمكن أن تكون قاتلة. يقول "سايغي": "تحدث الحساسية تجاه الطعام عندما يتفاعل جهاز المناعة في الجسم مع الطعام أو المواد الغذائية، ويصنفه على أنه عنصر خطر، ويدفع الجسم بشكل فوري للاستجابة الوقائية منه. في هذه الحالة تحدث الحساسية المفرطة، التي تهدد الحياة والتي يمكن أن تسبب اضطراباً في التنفس، وانخفاضاً كبيراً في ضغط الدم، وتؤثر على معدل ضربات القلب. وينبغي علاجها على الفور عن طريق الحقن بالأدرينالين".