جزيرة "مادا" التركية خالية من "كورونا" وتنعم بهدوء منقطع النظير

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 05.05.2020 15:52
آخر تحديث في 06.05.2020 03:20
جزيرة مادا بولاية إسبرطه وسط تركيا الأناضول جزيرة مادا بولاية إسبرطه وسط تركيا (الأناضول)

لطالما كانت الحياة لسكان جزيرة "مادا" التركية الواقعة وسط بحيرة "بي شهير" في "إسبرطة" معزولة وساكنة، ولكنها بعد تفشي كوفيد-19 أصبحت أكثر عزلة. وقد يكون الابتعاد عن العالم الصاخب أمراً جيداً، فمن بين 180 شخصاً يعيشون حالياً في جزيرة "مادا"، لم يتم تشخيص أي إصابة بالوباء الجديد.

و"مادا" هي أكبر جزيرة بين الجزر الـ32 الواقعة داخل بحيرة "بي شهير" في "إسبرطة"، ولا يوجد طريقة للدخول والخروج من الجزيرة سوى ركوب القارب الذي تمتلكه كل عائلة مقيمة هناك. ومع ذلك، يعد الوصول إلى البر الرئيسي مهمة صعبة، حيث يتعين على سكان الجزر التجديف لمسافة حوالي 700 متر.

نوع جديد من الابتعاد الاجتماعي

قال "أونور يلماز" قائم مقام منطقة "شاركي قارة آغاج"، إن الحياة في الجزيرة صعبة، وسبل العيش الرئيسية للسكان هي تربية الماشية وصيد الأسماك والزراعة.

وأضاف: "ربما لا يملكون الكثير من المال مثل لاعبي كرة القدم المشهورين لشراء جزيرة، لكنهم يعيشون حياة هادئة وساكنة على واحدة من أجمل الجزر".

وأكد "يلماز" أن جميع الإجراءات اللازمة قد اتخذت لوقف انتشار الفيروس هناك، وقال:"نحن نطلب من السكان المحليين استخدام الأقنعة وتطبيق قواعد المسافة الاجتماعية".

وقال "عبد القادر يلدريم"، مختار قرية "غيديكلي"، إن السكان كانوا يعيشون بعزلة عن العالم الخارجي قبل انتشار الفيروس بوقت طويل.

وأضاف:"لم يتمكن الفيروس من الوصول إلى هنا بالرغم من انتشاره في كل مكان، حيث لا توجد وسائل نقل إلى الجزيرة. سكان الجزيرة محظوظون جدا". موضحاً أنه بينما يشعر العالم بالإحباط، فإن الناس في جزيرة "مادا" ينعمون بالصحة والحياة المريحة.

وحول مشاكل التنقل في فصل الشتاء قال "يلدريم":"تجمد البحيرة في فصل الشتاء، ويواجه السكان مشاكل لمدة ثلاثة أشهر. لا يمكنهم العبور إلى البر الرئيسي ولكن بمجرد حلول الربيع، يعود كل شيء إلى طبيعته".

فرق المساعدات التركية في كل مكان

بالرغم من أمر تركيا مواطنيها بالبقاء في منازلهم في مارس، لم يواجه أولئك الذين تراوح أعمارهم بين 65 عاماً أو أكبر، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، أية مشاكل في الحصول على الإمدادات. أما سكان الجزر النائية فقد أسعفهم الحظ بمجموعة الدعم الاجتماعي "وفا" التي قامت بمساعدتهم على أكمل وجه.

ومازالت فرق المساعدة تقوم بتسليم السكان المحليين المواد الضرورية بانتظام، بما في ذلك الطعام أو الدواء، وتوزيعها من الباب إلى الباب وهم يرتدون الأقنعة الواقية ويحافظون على مسافة الأمان.

وفي المقابل، أظهر السكان المحليون امتنانهم لفرق "وفا" من خلال تقديم بعض الأطعمة والحلويات لهم.