كيف يمكن لمياه الصرف الصحي أن تساعد في تتبع كوفيد-19 والتنبؤ بالذروة الثانية؟

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 20.05.2020 16:57
آخر تحديث في 21.05.2020 04:46
محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في بافاريا بألمانيا i stock محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في بافاريا بألمانيا (i stock)

بعد أن ثبت دور مياه الصرف الصحي في تتبع كوفيد-19، يتوقع العلماء أن تتم مراقبتها حول العالم لمعرفة انتشار الوباء دون الحاجة إلى الاختبارات الجماعية.

ويقول خبراء علم الأوبئة أنه مع بدء البلدان في تخفيف قيود الإغلاق، فإن البحث عن علامات تدل على وجود فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي، يمكن أن يساعد على مراقبة حالات تفشي المرض والاستجابة لها.

وقد وجدت الدراسات المبكرة التي أجرتها الفرق العلمية في هولندا وفرنسا وأستراليا وأماكن أخرى، علاماتٍ تشير إلى إمكانية اكتشاف فيروس كورونا المستجد في مياه الصرف الصحي.

وقال "دافي جونز" أستاذ علوم البيئة في جامعة "بانغور" البريطانية: "بات من المعروف أن الكثير من الفيروسات تواجد في الرذاذ المنبعث من الجهاز التنفسي والرئتين للشخص المصاب، ولكن ما ليس معروفاً على نطاق واسع هو أن تواجد الفيروسات بالفعل وبكمية أكثر في البراز".

وهذا يشير بدوره إلى أن أخذ عينات من الصرف الصحي يمكّن المختصين من تقدير العدد التقريبي للأشخاص المصابين في منطقة جغرافية ما، دون الحاجة إلى اختبار كل شخص على حدة.

وقال جونز:"يقوم كل مصاب بكوفيد-19، بتسريب الفيروس إلى نظام الصرف الصحي، ويمكن استخدام هذه الحقيقة العلمية في تتبع عينات الصرف الصحي الناتجة من دورات المياه".

وقد تم استخدام هذه الممارسة لرصد التهديدات الصحية والأمراض الفيروسية من قبل، حيث استخدمت كأداة حاسمة في المعركة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، كما استخدمها العلماء في بريطانيا وأماكن أخرى لرصد جينات مقاومة المضادات الحيوية في تربية الماشية.

وقال "أليكس كوربيشلي" عالم الطب البيطري في معهد "روسلين" في إدنبره، والذي يدير مشروعاً تجريبياً لمدة ثلاثة أشهر لتتبع فيروس كورونا: "كانت وبائيات مياه الصرف الصحي جزءاً من مراقبة عدوى شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم، لذا فهي ليست جديدة تماماً ولكن تطبيقها لم يبدأ بعد في تتبع الوباء المستجد، وهي فكرة قابلة للاستخدام كوسيلة رخيصة للكشف عن المناطق المصابة".

مياه الصرف الصحي الملوثة لا تنشر العدوى

يؤكد العلماء الذين يجرون دراسات أولية على مجاري الصرف الصحي التي تظهر وجود كوفيد-19 في أوروبا وأستراليا على أن ما يلتقطونه من عينات المياه ليس فيروساً حياً ولا معدياً، بل هي عبارة عن جزيئات ميتة أو أجزاء غير معدية من المادة الوراثية للفيروس.

وكتب الباحثون في بحث نُشر على الإنترنت على موقع "MedRxiv": "يمكن الكشف عن الفيروس في مياه الصرف الصحي، حتى عندما يكون معدل انتشار كوفيد-19 منخفضاً، وهذا يشير إلى أن مراقبة مياه الصرف الصحي يمكن أن تكون أداة حساسة لرصد وجود الفيروس".

كما نشر باحثون في باريس نتائج في شهر أبريل تظهر أن أخذ عينات من مياه الصرف الصحي في المدينة لمدة شهر تتبع نفس المنحنى للوباء المتصاعد والمتناقص هناك.

إن القليل من البلدان تمتلك الموارد أو القدرة على اختبار كل شخص على حدة، مع قدرة معظمها على اختبار العاملين في مجال الرعاية الصحية أو الأشخاص الذين يعانون أعراضا شديدة تدل على أنهم بحاجة إلى دخول المستشفى. وهذا يعني أن السلطات لديها معلومات محدودة فقط حول مدى انتشار الفيروس المستجد أو ما إذا كان يؤثر على بعض المجتمعات أكثر من غيرها. وبحسب المختصين، يعتبر استخدام هذا النوع من المراقبة بمثابة أداة من أدوات الصحة العامة التي تساعد ليس فقط في معرفة انتشار هذا الوباء حالياً ولكن في تكرار تفشي المرض في المستقبل أيضاً أو في موعد حدوث الذروة الثانية له.