دليل الأجانب لمصاهرة عائلة تركية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 17.11.2021 12:03
shutterstock shutterstock

قد يكون اجتياز التقاليد والفروق الاجتماعية لعروسٍ أجنبية أو عريسٍ في عائلة تركية أمراً صعباً، لكن بعض النصائح التي يقدمها هذا المقال تكون ضرورية أحياناً لبناء علاقات قوية مع الأصهار الأتراك. منذ البدايات الأولى إلى أن تصبح جزءاً من العائلة، يعد كونك أجنبياً في زواج تركي مكانة مرموقة بالرغم من بعض التحديات. وقد يسعفك الحظ بمغتربين خاضوا تلك التجربة قبلك يمكنهم مساعدتك للاندماج مع عائلتك التركية الجديدة. وتعد العائلات التركية عموماً خلية اجتماعية متماسكة تتوغل فيها العلاقات الممتدة من الجيل الأكبر نحو الأحفاد. ما يعني أنه منذ اللحظة الأولى، قد تتم معاملتك جيداً كفرد ينضم إلى عائلة أكبر عليها احتواؤه وتخفيف ارتباكه وغربته، حتى لو بدا ترحيبهم مضخماً كونك أجنبياً. وبغض النظر عما سيحدث، تقتضي الحكمة دائماً أن تتصرف بأفضل سلوك، لأن أي شيء تقوله أو تفعله سيتم مشاركته كأخبار مثيرة في الشبكة العائلية. مراسم الطلب بالنسبة للعديد من الأجانب، قد تكون المرة الأولى التي يلتقون فيها بأصهارهم المحتملين في حفل طلب يد الفتاة أو ما يسمى باللغة التركية "kız isteme"، وهي عادة تقوم فيها عائلة العريس بزيارة منزل العروس لطلب يدها للزواج. وكمثل العديد من العادات الأصيلة في تركيا، فإن الخطوبة تبدأ أيضاً بفنجان من القهوة التركية. وتتركز مهمة العروس في تحضير القهوة التركية وفقاً لميل كل ضيف على حدة فيما يتعلق بالسكر. ويشترط في هذه المناسبة ألا تحضر القهوة بشكل آلي على الإطلاق لأن تحضير العروس للقهوة وتقديمها للضيوف تقليد راسخ يتم فيه اختبار العروس من قبل عائلة العريس لمعرفة ما إذا كان بإمكانها إنجاز هذه المهمة الرمزية بشكل صحيح في دلة خاصة يسميها الأتراك "cezve".وما قد لا يعرفه الكثير من الأجانب هو أن هناك أيضاً اختباراً يجب على العريس اجتيازه حيث تحضر العروس قهوته خصيصاً بالملح بدلاً عن السكر. ومن المفترض أن يقوم العريس بشربها دون أن تظهر عليه أية علامة سلبية كي يثبت أنه قادر على تحمل مصاعب الحياة الزوجية القادمة.

أم وأب بأسماء أخرى

بعد مرحلة شهر العسل، تبدأ الزيارات العائلية الحميمة والتي لا بد للمرء فيها أن يعرف بماذا عليه أن يسمي الحماية والعم، حيث ينادي الأتراك على أنسبائهم بأسماء محددة مثل "kaynana" و "kayınvalide" للحمات و "kayınpeder" للأب أو العم. ويستحب العديد من الأصهار الأتراك تسمية"anne" أي أمي و"بابا" للعم. وقد يشير الأجانب إلى أصهارهم بأسماء محببة مثل أمي العزيزة أو "annecığım" وأبي العزيز أو"babacığım".ويُشار إلى العروس التركية أو الأجنبية بـ "gelin" وللعريس بإسم "damat". وقد تبقى هذه التسميات مرافقة للعروس والعريس بدلا عن أسمائهم فترة طويلة بعد انقضاء مراسم العرس ويستمر أفراد العائلة والمجتمع أيضاً باستخدامها. القيام بالواجبات الاجتماعية التماسك العائلي سمة واضحة من سمات العائلات في تركيا ويقدّر أهل الزوج أو الزوجة قيام العروس أو العريس بزيارتهم أو دعوتهم كثيراً. ومن المعتاد أن يقوم فرد العائلة الجديد، سواء كان عروساً أو عريساً بإجراء مكالمات هاتفية منتظمة إلى الأصهار بغض النظر عن الإبن الفعلي للعائلة. ومن المحبذ أيضاً أن تكون هذه المكالمات الهاتفية منتظمة ويتخللها زيارات ودية تجعل الفرد الجديد إبناً باراً لأبوين أتراك .ويحب الأصهار الأتراك أيضاً القيام بزيارات عرضية، والتي يمكن أن تكون في كثير من الحالات مبيتاً. ووفقاً للعادات التركية لا يُسأل الأصهار أبداً عن المدة التي يخططون للبقاء فيها ويمكن أن ينطبق الأمر نفسه على الأصدقاء المقربين الذين يزورون بتذاكر مفتوحة. وتعتبر الزيارات العفوية أو في أفضل الأحوال تلك التي تم التخطيط لها في اللحظة الأخيرة حدثاً معتاداً في تركيا وقد تجد نفسك فجأة مضطراً لإلغاء كل المواعيد والأعمال الضرورية أو تأجيلها لاستضافة والدي زوجك الزائرين. ومن الأفضل ألا تزعج شريك حياتك التركي بشأن المناسبات المذكورة لأن الاتصال الاجتماعي والعائلي جزء لا يتجزأ من الحياة في تركيا وخاصية رائعة للأتراك. وإذا حاولت تغير الموقف بأي شكل من الأشكال فهذا يعد تدخلاً حرفياً في قيم الزوج التركي وطريقة عيشه الأصيلة. علاوة على ذلك، تقتضي العادات الراسخة بعمق في مجال الضيافة، ألا يُسأل الضيوف عن موعد مغادرتهم. وقد يشكل الزائرون غير المنتظمين أحد المجالات المحرجة للعلاقات الحميمة مع الأتراك. لكن مما يخفف أثر الارتباك أن تستمتع باللحظة وتقوم بصب سيل من الأسئلة على أهل زوجك كأن تسألهم عن وطنهم وأجدادهم وطفولتهم وتربيتهم، وعلى الأرجح سيروون لك كل أنواع القصص الرائعة، بالإضافة إلى أنهم سينقلون تراثهم شفهياً والذي قد ينتهي بك الأمر بمشاركته مع الأجيال اللاحقة. ومن ناحية أخرى، يتمثل دور الزوج الأجنبي في الاندماج مع البيئة والمساعدة بسعادة وكرم في تسهيل أي تجمع عائلي.كما أن العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة وثيقة جداً في تركيا بحيث لا تتضمن مصطلحات يستخدمها الناس مع الغرباء مثل عبارات "من فضلك" أو "شكراً لك" أو "آسف" وحتى لو قالها أحد الأصهار الأتراك ذات مرة لن يكررها بمجرد أن تصبح جزءاً من العائلة في تركيا.لكن السمات الهامة مثل الأصالة والرحمة والخدمة الصامتة حرفياً هي من ترسم ملامح العلاقات في تركيا. فإذا كانت حماتك في المطبخ تغسل الصحون، فمن المعتاد أن تقفز لمساعدتها وإذا لزم الأمر قم بسحب الطبق من يدها. وسواء كنت توافق على المفهوم أم لا فمن المنطقي القفز لمساعدة كبار السن في تركيا بأي حال من الأحوال. وبصفتك عريساً أو عروساً، ستحصل على نقاط إضافية لإظهار قدرتك على تجاوز الأدوار النمطية للجنسين وعلى استعداد المساعدة في المطبخ وخارجه. وبعد أن ترزق بطفلك الأول ستنهال عليك الآراء والنصائح إذ قد تعتقد حماتك أنها أعلم بما يخص طفلك واختيار ملابسه. أو لفه بالقماط أو عدم التقميط وهو السؤال الذي يدور في أذهان العديد من الأمهات الأجنبيات ويمكن أن يكون أحد تلك الموضوعات التي قد تضطر إلى التوسل بشأنها مع زوجك .ف

قط كن لطيفا و ممتنا

وبالرغم من كل ما سبق، فإن القاعدة الأساسية الأولى عندما يتعلق الأمر بدعم العلاقات القوية مع أهل الزوج هي التأكد من عدم إهانة أي منهم تحت أي ظرف من الظروف. فالإهانات عموماً وإهانة الأصهار خصوصاً أمر غير مقبول في تركيا ويمكن أن يتسبب في إبعادك عن الأسرة والمجتمع. والأصهار هم أكبر سناً وبالتالي يقدم لهم بالفعل أقصى درجات الاحترام ووفقاً للعادات التركية يُعتبرون جزءاً مكوناً للأسرة الكبيرة التي لن يرغب أحد في الانفصال عنها.

وخلاصة القول هي: كن لطيفاً وحافظ على هدوئك واذهب مع التيار وحاول تحقيق أقصى استفادة من أي موقف يشمل الأصهار الأتراك وأظهر أنك ممتن لوجودهم وستكون على يقين من الاستمتاع مدى الحياة بشراكة رومانسية مع زوج تركي!