للمرة الثالثة.. ناسا تحاول إطلاق صاروخها الجديد إلى القمر

وكالة الأنباء الفرنسية
فلوريدا
نشر في 15.11.2022 16:08
آخر تحديث في 16.11.2022 12:16
تواصل ناسا استعداداتها لإطلاق إس إل إس،وهو أقوى صاروخ صنعته وكالة الفضاء الأميركية على الإطلاق، ومن المقرر أن ينطلق صباح الأربعاء في الساعة 06,04 بتوقيت غرينتش من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا، فلوريدا. AFP تواصل ناسا استعداداتها لإطلاق "إس إل إس"،وهو أقوى صاروخ صنعته وكالة الفضاء الأميركية على الإطلاق، ومن المقرر أن ينطلق صباح الأربعاء في الساعة (06,04 بتوقيت غرينتش) من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا، فلوريدا. (AFP)

في ثالث تجربة للصاروخ العملاق الجديد من ناسا، من المقرر أن تنطلق المهمة "أرتيميس 1" ليل الثلاثاء - الأربعاء من ولاية فلوريدا، وسط توقعات إيجابية هذه المرة لإطلاق ناجح للبرنامج الذي أطلق عليه اسم "العودة الأميركية إلى القمر".

ومن المقرر أن يُقلع "إس إل إس"، وهو أقوى صاروخ صنعته وكالة الفضاء الأميركية على الإطلاق، في الساعة 1,04 من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي (06,04 بتوقيت غرينتش)، على أن تبقى نافذة الإطلاق متاحة له لمدة ساعتين.

ويبدو أنّ الطقس سيكون مناسباً مع احتمال 90% أن يكون مستقراً، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال مدير المهمة مايك سارافين، الاثنين، إنّ "عملية الإطلاق ستحدث ونأمل أن تتم الأربعاء"، مشيداً بـ"مثابرة فرقه التي واجهت محاولتين فاشلتين لإطلاق الصاروخ خلال الصيف المنصرم ثم إعصارين حالا دون إتمام المهمة".

وبعد خمسين عاماً على مهمة أبولو الأخيرة، يُفترض أن يطلق الصاروخ كبسولة غير مأهولة إلى القمر من دون أن تحطّ على سطحه، والتحقق من أنها آمنة لنقل طواقم بشرية مستقبلاً، ومن المقرر أن ينقل الصاروخ نفسه إلى القمر أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة في مهمات مستقبلية.

ومع أنّ عملية إطلاق الصاروخ المقررة الأربعاء ستُجرى ليلاً، إلا أنّ مئة ألف شخص يتوقَع أن يتابعوها من الشواطئ المحيطة، فيما انتقل عدد من رواد الفضاء إلى المنطقة لمشاهدة عملية الإطلاق ومنهم الفرنسي توما بيسكيه.

وبحسب ناسا، ينبغي أن تبدأ بعد ظهر الثلاثاء المهمة المعقّدة لتزويد الصاروخ بالوقود من مركز كينيدي الفضائي، بعد أن تعطي الضوء الأخضر لذلك تشارلي بلاكويل تومسون، وهي أول امرأة تتولى إدارة إطلاق أحد البرامج لدى ناسا.

وسيجري ملء الجزء الرئيسي من الصاروخ ذي اللون البرتقالي بما لا يقل عن 2,7 مليون لتر من الأكسجين السائل والهيدروجين، بحسب ناسا.

وخلال الصيف المنصرم، أدى تسرب للهيدروجين إلى إلغاء محاولة إقلاع ثانية في اللحظات الأخيرة.

وعدّلت ناسا مذاك الإجراءات المتعلقة بهذا الخصوص ولاقت اختبارات التحقق من فعاليتها نجاحاً، أما أول عملية إقلاع، فأُلغيت بسبب عطل في أحد أجهزة الصاروخ.

وأكد المسؤولون في ناسا مرات عدة أنّ هذه المشكلات عادية كون المركبة جديدة كلياً، مشددين على أنّ فرق الوكالة تتعلّم كيفية فهم كل الأعطال والتعامل معها.

وفي حال نجحت عملية إقلاع الصاروخ الأربعاء، يُفترض أن تستمر المهمة 25 يوماً ونصف اليوم، على أن تهبط الكبسولة العائدة في المحيط الهادئ في 11 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

حقبة جديدة

وبعد صاروخ "ساتورن 5" الخاص بمهمات أبولو ثم المركبات الفضائية، يُفترض أن ينقل "إس إل إس" وكالة ناسا إلى حقبة جديدة من الاستكشاف البشري المرتبط في هذه الحالة بالفضاء السحيق.

وعام 2024، يتوقّع أن تنقل مهمة "أرتيميس 2" رواد فضاء إلى القمر من دون الهبوط عليه، أما أول هبوط لمهمة مأهولة فسيحصل لطاقم "أرتيميس 3" في العام 2025 على أقرب تقدير.

وتسعى ناسا إلى إطلاق مهمة واحدة سنوياً بعدها، لإنشاء محطة فضائية "غايتواي" في مدار حول القمر بالإضافة إلى قاعدة على سطحه.

وترغب الوكالة في استخدام هذه المحطة لإجراء اختبارات على معدات جديدة من بينها بزات فضائية ومركبة مضغوطة ومحطة طاقة كهربائية صغيرة واستخدام الماء المثلج الموجود على القمر، وكل ذلك بهدف ترسيخ وجود بشري دائم على سطحه.

ويُفترض أن تسبق هذه الاختبارات رحلة مأهولة إلى المريخ ستجري ربما في نهاية عام 2030. وستستغرق العملية كاملةً عامين أقلّه.