بفنانين مثل زكي موران وموزيين سنار وأورهان كنجباي، وصلت الموسيقى الكلاسيكية التركية إلى ذروتها في السبعينيات، إلا أن تاريخها يعود للدولة العثمانية، لذلك يأخذنا موقع ذا كلتشر تريب في رحلة عبر الزمن لاستكشاف أصول الموسيقى التركية الكلاسيكية والشعبية، إضافة إلى وضعهما في القرن الحادي والعشرين.
من المعروف أن الحقبة العثمانية كانت من أكثر فترات تركيا ازدهارًا في الفن، فبالنسبة إلى الموسيقى، شكَّل القرن الثالث عشر بداية تنظيم الموسيقى، إذ أخذ الأتراك المقامات من آسيا والأناضول، وحلَّقوا بها في سماء الإبداع، أما أواخر القرنين الرابع عشر والخامس عشر فقد بدأت الأبحاث في الموسيقى العثمانية ونُظمها في البزوغ، ما أدى لاحقًا إلى تدريس الموسيقى، خاصةً في المعهد الموسيقي الملحق بالقصر. وكانت الموسيقى العثمانية الكلاسيكية تعتمد في الأساس على الطنبور، والناي، والعود، والقانون، والكمنجة والكمان (وهما آلتان مختلفتان في الحقيقة، فالكمنجة آلة وترية أشبه بالربابة اليوم)، وكانت تعكس كل جوانب الحياة الطبيعية والاجتماعية آنذاك.
وحتى القرن العشرين، انتشرت الموسيقى التركية عبر حوض البحر المتوسط بأشكال مميزة، تختلف حسب المناطق القروية والحضرية. وبعيدًا عن الموسيقى العثمانية الكلاسيكية، انتشرت تلك الموسيقى الشعبية داخل الأناضول، وتطورت على يد الفنانين المحليين.
وفي الربع الأول من القرن العشرين، أخذت الموسيقى التركية منحًى جديدًا مع تغير المناخ السياسي، إذ ساد التأثير الغربي في تلك الفترة، وعايش الأتراك الحضارة الغربية مباشرةً دون وسيط، وخاصة الموسيقى الغربية، وتركت فرق الأوركسترا، والكورال، والأوبرا، والباليه بصمتهم على المشهد الموسيقي تحت راية التحديث.
وكان مفكرو التنوير الغربي في القرن التاسع عشر أصحاب التأثير الأكبر على الموسيقى التركية، إذ شَجَّعَ الموسيقيون الذين جمعوا أغاني الأناضول على ظهور حركة جديدة بين طلاب الموسيقى الغربية الحديثة، ما أدى إلى خلط الأغاني والألحان التركية التي جمعت مع ألحان غربية حديثة، كما نتج من تنوع تركيا العرقي ظهور مشهد موسيقي حيوي، تؤثر فيه الموسيقى اليونانية، والأرمينية، والكردية، والألبانية، والأذربيجانية.
وما زالت الموسيقى الشعبية، حتى اليوم، أحد أهم فروع الموسيقى التركية، إضافة إلى تدريس الموسيقى التركية الحديثة في المعاهد الموسيقية.
