قصة نجاح تركي يعمل في صباغة الخيوط بمواد طبيعية منذ 50 عاماً

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 11.12.2020 15:55
قره آغاج يمارس هذه الحرفة منذ 55 عاماً الأناضول "قره آغاج" يمارس هذه الحرفة منذ 55 عاماً (الأناضول)

لا يزال الحرفي "علي إحسان قره آغاج" البالغ من العمر 68 عاماً، يستخدم نبات "الفوّة" الصبغي الطبيعي لتلوين الخيوط التي يسوقها لزبائنه داخل تركيا وخارجها منذ 55 عاماً في ورشته وسط ولاية "أقسراي"، بالرغم من التحول الكبير الذي اجتاح هذه المهنة بدخول الاصباغ الكيميائية والمصابغ التكنولوجية الحديثة إليها.

وقد بدأ "قره آغاج" تعلم هذه الحرفة في سن 13 عاماً عندما درّبه والده في ورشة صباغة "الفوة" في منطقة بور بولاية "نيغدة" الوسطى.

ويفتتح "قره آغاج" الذي أصبح الآن حرفياً ماهراً، ورشته في "اقسراي" كل صباح بحماس يشبه حماسه عندما ابتدأ في ممارسة هذه المهنة قبل حوالي نصف قرن من الزمن.

وفي مقابلة له مع وكالة أنباء الأناضول قال "قره آغاج" أنه انتقل إلى هنا عام 1978 بعد أن أتقن حرفة صباغة الخيوط باستخدام نبات "الفوّة". مشيراً إلى أنه لم يتوقف عن ممارسة عمله منذ ذلك الحين باستثناء فترة وجيزة فقط قام خلالها بأداء الخدمة العسكرية.

وأضاف: "أفتح ورشتي بعد أداء صلاة الفجر كل يوم"، لافتاً إلى أنه يبدأ يومه بإشعال موقد الغاز، ثم يقوم بترتيب الأصباغ وفقاً للطلبات التي يتلقاها. وبعد أن تصل مراجل الأصبغة لدرجات الحرارة المطلوبة يقوم ينقع الخيوط فيها لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات أو أكثر للحصول على لون أكثر ثباتاً. وفي المرحلة الأخيرة يقوم بتجفيفها بأشعة الشمس.

وأوضح قائلاً: "بالنسبة لبعض الألوان، نضع الحبال أو الخيوط في الصباغ ليلاً ونخرجها في الصباح. فكلما طالت فترة بقاء الخيوط مغمورةً بصباغ الفوّة في المرجل كلما اكتسبت لوناً أفضل. وبعد عصر الحبال والخيوط المصبوغة، نضعها في الشمس حتى تجف، ثم نرسلها لعملائنا".

ويقوم "قره آغاج" بتسويق منتجاته من الحبال والخيوط المصبوغة بنبات الفوّة الطبيعي، إلى الدول الأجنبية وكذلك إلى ورش النسيج المحلية داخل البلاد.

وقال: "اعتدت فيما مضى على صبغ أطنان من الحبال والخيوط. وكان لدي حوالي 15 عاملاً. لكن عملنا تراجع كثيراً في السنوات الأخيرة إلى أن صرت أعمل بمفردي وأحاول تلبية الطلبات بنفسي".

وأوضح "قره آغاج" أن الطلب على الحبال المصبوغة بالفوّة يأتي في الغالب من ولايات إسطنبول وإزمير وأضنة وقيصري وسيواس وطوقات، مشيراً إلى أنه يقوم بصباغة خيوط البسط والحصير في الوقت الحاضر. وأن لديه أيضاً عملاء في أفغانستان وباكستان وإيران.

وقال: "يريد البعض في كلٍ من أفغانستان وباكستان وإيران ممارسة هذه المهنة. ويتصلون بي لأخبرهم كيف يقومون بذلك، فأنا آخر حرفي مختص بهذا العمل، وإذا استقلت فلن يعمل أحد به".