رغم تجاوزه الثمانين.. فنان فلسطيني يوثق الحياة اليومية منذ عام 1940

ديلي صباح
غزة
نشر في 05.12.2021 12:44
الفنان الفلسطيني محمد الأسطل وكالة الأناضول الفنان الفلسطيني محمد الأسطل (وكالة الأناضول)

بالفن تستطيع أن تنصر قضيتك، وتوثق تاريخ بلادك المهدد بالمحو من قبل الاحتلال، هكذا يرى الفنان الفلسطيني محمد الأسطل، والبالغ من العمر 84 عاماً، حيث قرر أن يفتتح معرضاً فنياً داخل منزله ليوثق مشاهد من الحياة الفلسطينية بين عامي 1940 و1999.

فعلى جدران منزله ستجد لوحات للسكة الحديد، والقطار، وأسواق قديمة، وحقول الحمضيات والخضروات الساحلية، إضافة إلى مباني وحقول وأسواق وطيور وعادات وتقاليد، ودبكة وأفراح وصيادون وخبز الطابون والصاج، وبالتأكيد رسمة المرأة الفلاحة الفلسطينية.

الأسطل الجد والذي كرس حياته للفن والتصوير وعمله الصحفي، بين مسقط رأسه بمحافظة خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، والكويت، وأخيراً الولايات المتحدة حيث استقر وأكمل حياته.

وخلال زيارات الأسطل الأخيرة والمتكررة لقطاع غزة قرر أن ينفض الغبار عن لوحاته الجميلة، وينقلها معه، ليخرجها إلى العلن على شكل معرض فني يحتوي على حوالي 250 لوحة.

من جانبه قال الأسطل: "منذ طفولتي كنت موهوبا في الرسم ومتفوقا في مدرستي بهذا الجانب، ومارست الرسم منذ أن كنت في عمر العاشرة".

وأضاف: "في عام 1956 ذهبت لمصر لدراسة الفنون الجميلة ومكثت خمس سنوات، بعدها عدت لغزة وافتتحت استوديو تصوير ومرسما استمر من عام 1960إلى 1967".

وأردف: "بعدها غادرت للكويت سنة 1967، حيث بقيت فيها 24 عاما، وافتتحت كذلك استوديو ومرسما، كما عملت مصورا صحفيا ورساما لمجلات، منها: (العربي)، و(المعلم)، ومجلة الجامعة الكويتية (أفاق)".

وأفاد الفنان الفلسطيني: "خلال حرب الخليج انتقلت للعيش في أميركا، وطيلة تلك الفترة وما سبقها وتلاها لم أنقطع عن الرسم، ركزت على اللوحات التراثية، ولم أبع أو أتصرف في لوحة، وجلها واقعية، رأيتها بعيني وحفظتها في ذهني ورسمتها".

وتابع: "قررت خلال زيارتي المتكررة للأهل في غزة نقل جزء من لوحاتي وتحويل منزلي الفارغ لمعرض فني خاص بي بشكل دائم، يتردد عليه الجميع في أي وقت، ويصبح مزارا، حتى يتعرف الناس على التراث وحياتنا القديمة".

وأوضح أن معظم مشاهد الحياة التي استطاع رسمها في لوحاته اندثرت، وبقيت فقط داخل تلك اللوحات، لذلك تعتبر أرشيفا تراثيا مهما، وثقت حقبة زمنية تزيد عن خمسين عاما، بجمالها وبساطتها، التي يتمنى الجميع أنه لو عاشها أو تعود عجلة الحياة للوراء.

ولفت إلى أن لوحاته رسمها على ورق "الكانفس" الذي يقاوم عوامل الزمن ويحافظ على جودة ولون اللوحة على مر السنين، وألوان زيتية وأكريليك، موضحاً أنه يمتلك ما يزيد عن 450 لوحة، وما زال مستمرا في الرسم رغم كبر سنه.

ويذكر الأسطل أن بعض اللوحات كانت تسافر معه ساعة وأخرى أياما وأشهرا، حسب طبيعة المشهد، ووقت الفراغ الذي يتاح له الرسم خلاله، مشيرا أنه كان يفضل الليل والصباح في الرسم.

ويتمتع الأسطل بصحة جيدة جعلته قادرا على متابعة تدشين معرضه خطوة بخطوه، واختيار إنارة مناسبة له، فيما يعبر عن سعادته الغامرة لتحقيق حلمه في تحويل منزله لمعرض، يمكن من خلاله تحقيق الفائدة العلمية والتاريخية، يحمل اسمه واسم بلده فلسطين.