هل الحرب في شبه الجزيرة الكورية قاب قوسين أو أدنى؟

وكالات
إسطنبول
نشر في 11.08.2017 00:00
آخر تحديث في 11.08.2017 20:32
هل الحرب في شبه الجزيرة الكورية قاب قوسين أو أدنى؟

أشاعت التهديدات المتبادلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة أجواء حرب في شبه الجزيرة الكورية ومخاوف في جزيرة غوام الأمريكية التي هددت بيونغ يانغ بضربها بالصواريخ، في حين قالت صحيفة صينية إن بكين ستقف على الحياد إذا بادرت حليفتها الشيوعية بالهجوم.

وزادت المخاوف من نشوب مواجهة عسكرية في شبه الجزيرة الكورية بعد إعلان بيونغ يانغ أمس خططا قد تنفذها منتصف الشهر الجاري لضرب جزيرة غوام التي تقع في المحيط الهادئ وتضم قاعدتين أمريكيتين جوية وبحرية بأربعة صواريخ بالستية عابرة، وتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم تأكيد واشنطن أنها لا تزال تغلب الخيار الدبلوماسي.

واليوم الجمعة قالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية إن على الصين أن توضح أنها ستلزم الحياد في حال بادرت كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ تهدد الأراضي الأمريكية وردت الولايات المتحدة.

لكنها أضافت أنه في حال نفذت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ضربات عسكرية وحاولتا إطاحة النظام الكوري الشمالي وتغيير النموذج السياسي في شبه الجزيرة الكورية، فستمنعهما الصين من القيام بذلك.

واليوم الجمعة دعت الخارجية الصينية كل أطراف الأزمة إلى الحذر في الأقوال والأفعال، كما دعتهم للمساعدة في تخفيف التوتر.

من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تورنبول اليوم إن بلاده ستساعد الولايات المتحدة في حال تعرضت لهجوم كوري شمالي، وذلك بموجب معاهدة مبرمة عام 1951.

وكانت طوكيو قالت أمس إن قواتها ستعترض أي صاروخ كوري شمالي متجه صوب جزيرة غوام الأمريكية، لأن أي تهديد لتلك الجزيرة يعتبر تهديدا لليابان ووجودها. وقال كبير أمناء الحكومة اليابانية إن طوكيو وواشنطن متفقتان على تعزيز قوة الردع المشتركة، كما وجهت كوريا الجنوبية تحذيرا متزامنا لجارتها الشمالية.

وزاد التوتر في شبه الجزيرة الكورية مع تواتر التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، وكان أحدثها إطلاق صاروخين بالستيين عابرين للقارات من طراز "هواسونغ 14" في يوليو/تموز الماضي.

وبلغ التوتر ذروته في الأيام القليلة الماضية بعد العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه على كوريا الشمالية، ثم التهديدات المتبادلة التي شملت تلويح الرئيس الأمريكي بالردع النووي.

وقال ترامب أمس إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لن يفلت بتصريحاته "المروعة" وعدم احترامه أمريكا، وحذره من أن ضرب جزيرة غوام سيعرض كوريا الشمالية إلى "حدث لم ير أحد مثله من قبل". كما قال ترامب إن التحذير الذي أطلقه الثلاثاء من أن بيونغ يانغ ستواجه "نارا وغضبا لم يرهما العالم قط" إن هي شنت هجوما على الولايات المتحدة، ربما لم يكن صارما بما يكفي.

بيد أن الرئيس الأمريكي أكد في الوقت نفسه أن بلاده مستمرة في الخيار الدبلوماسي لحل الأزمة مع كوريا الشمالية. من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن أي حرب بين البلدين ستكون كارثية وإن بلاده مستعدة لحرب محتملة، لكنه أوضح أن الجهود الأمريكية تركز على الدبلوماسية.

وفي ظل التهديدات التي دفعت دولاً مثل فرنسا وروسيا إلى المطالبة بمنع التصعيد، من المقرر أن تنفذ القوات الأمريكية والكورية الجنوبية أواخر هذا الشهر تدريبات عسكرية كبيرة.