مجلس النواب الروسي يقر تعيين مرشح بوتين الجديد لمنصب رئيس الوزراء

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 16.01.2020 15:14
آخر تحديث في 16.01.2020 15:50
بوتين مستقبلاً ميخائيل ميشوستين المرشح المقترح لمنصب رئيس الحكومة رويترز بوتين مستقبلاً ميخائيل ميشوستين المرشح المقترح لمنصب رئيس الحكومة (رويترز)

وافق مجلس النواب الروسي (الدوما) اليوم على تسمية ميخائيل ميشوستين المرشح المقترح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنصب رئيس الحكومة غداة الاستقالة المفاجئة للحكومة والإعلان عن سلسلة إصلاحات دستورية، فيما أيد حزب "روسيا الموحدة" الحاكم المقترح.

وينظر لهذه التغييرات على أنها لتمهيد الطريق لعام 2024، موعد نهاية ولاية بوتين الذي لا يحق له إعادة الترشح وفق التشريعات الحالية.

واختار الرئيس الروسي ميشوستين غير المعروف كثيرا، لخلافة رئيس الحكومة الوفي له ديميتري مدفيديف.

من هو مرشح بوتين الجديد:

ميخائيل ميشوستين من سكان موسكو ويبلغ 53 عاما. وأعقب دراسته للهندسة مسار مهني طويل كموظف رفيع المستوى في عدة وكالات حكومية قبل أن يرأس صندوقا استثماريا ثم يكلف عام 2010 بإدارة مصلحة الضرائب التي أدخل عليها تغييرات عميقة.

ويحظى ميشوستين بتقدير بوتين، وهو مولع مثله بهوكي الجليد، كما أنه من دعاة تحديث روسيا وإدخالها العالم الرقمي.

وسيبقى مدفيديف على رأس حزب "روسيا الموحدة"، في مؤشر على عدم إخراج الرجل الوفي لبوتين من النظام.

ولم يدل ميشوستين منذ اختياره الأربعاء بأي تصريح إعلامي ولم ينشر الكرملين سوى صورا له وهو يرتدي بدلة سوداء جالسا مع بوتين على انفراد. وقد أسس الرجل الأصلع ذو الوجه الممتلئ سمعة لنفسه بأنه موظف فعّال.

وجاء اختياره بعد الاستقالة المفاجئة للحكومة في أعقاب خطاب لبوتين أعلن فيه عن إصلاحات دستورية تمنح صلاحيات أوسع للبرلمان مع الحفاظ على الطابع الرئاسي للنظام الذي يقوده منذ 20 عاما.

ودون إضاعة وقت، سيجتمع الخميس فريق عمل مكلف بإعداد التغييرات الدستورية. ومن بين الشخصيات الـ70 الحاضرة في الفريق، تظهر بعض الأسماء المثيرة للمفاجئة على غرار الكاتب زاخار بريليين المعروف بقتاله في شرق أوكرانيا، أو نجمة القفز بالزانة يلينا ايسبانييفا.

هشاشة اقتصادية:

عيّن الرئيس الروسي، أثناء ولايتيه بين عامي 2000 و2008، عدة مسؤولين غير معروفين على رأس الحكومة، على غرار ميخائيل فرادكوف عام 2004 الذي كان حينها سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي.

لكن يعتبر محللون ومعارضون تصريحات بوتين الأربعاء دليلا لاستعداد الرئيس لما بعد 2024، تاريخ انتهاء ولايته الحالية. ويراوغ بوتين حتى الآن بخصوص نواياه، ولم يسم قط خليفة له.

لكن بوتين اعتبر الأربعاء أن روسيا تتعطش لإحداث "تغييرات"، وأنها صارت "ناضجة" لنظام يحظى فيه البرلمان بثقل أكبر.

وتهدف اقتراحات الإصلاح التي أعلنها بوتين إلى تقوية حكام الأقاليم ومنع أعضاء الحكومة والقضاة من الحصول على إقامة في الخارج وفرض أن يكون جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية قد أمضوا الأعوام الـ25 الأخيرة في روسيا.

وسيحافظ رئيس الدولة على حق إقالة أي عضو في الحكومة وتسمية قادة جميع الأجهزة الأمنية.

ويأتي رحيل ديمتري مدفيديف في وقت انحصرت فيه شعبيته في نسبة تتراوح بين 30 إلى 35 بالمئة ـ مقابل حوالي 70 بالمئة لبوتين ـ على خلفية هشاشة اقتصادية وتراجع مستوى المعيشة.

وواجه الكرملين الصيف الماضي أكبر حملة احتجاجية، قمعت بقوة، منذ عودة يوتين إلى الرئاسة عام 2012. ثم تلقى مرشحو السلطة في أعقابها صفعة خلال الانتخابات المحليّة في موسكو.