الهند.. خسارة فادحة للحزب الحاكم في انتخابات البرلمان المحلي

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 17.02.2020 11:10
من أنصار رئيس وزراء نيودلهي، آرفيند كيجريوال، يحتفلون بفوزه على حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم. من أنصار رئيس وزراء نيودلهي، آرفيند كيجريوال، يحتفلون بفوزه على حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي الحاكم.

أدت حملة الكراهية التي أطلقها حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي الحاكم في الهند إلى عكس ما يتمناه من نتائج في انتخابات البرلمان المحلي في العاصمة نيودلهي، الأسبوع الماضي، إذ رفض الناخبون برنامج الحزب الانقسامي، وفقًا لمسؤول في الحزب الفائز.

وكانت مفوضية الانتخابات الهندية قد أعلنت خسارة حزب "بهاراتيا جاناتا" للانتخابات في العاصمة، في أول اختبار له منذ اندلاع احتجاجات دامية مناهضة للحكومة قبل نحو شهرين.

وفي ديسمبر/كانون الأول خرجت مظاهرات مناهضة لقانون أقرته الحكومة الهندية بمنح الجنسية لملايين المهاجرين شريطة أن يكونوا "غير مسلمين" من ثلاث دول مجاورة.

فيما حقق حزب "آم آدمي" الليبرالي فوزًا ساحقًا بحصوله على 62 من أصل 70 مقعدًا، بزعامة رئيس وزراء المدينة، آرفيند كيجريوال، مما يضمن فترة ولاية أخرى لكيجريوال، الذي عمل على حشد المجتمع المدني منذ 6 أعوام لخوض الانتخابات، مما يجعلها تجربة فريدة من نوعها في العالم.

وفي مقابلة حصرية مع الأناضول، شرح جاسمين شاه، مساعد كيجريوال، الأسباب الكامنة وراء فوز حزبه الساحق، إضافة لإمكانية نجاح المجتمع المدني أمام القوى السياسية التقليدية القوية.


ويشغل جاسمين شاه منصب نائب رئيس لجنة الحوار والتنمية، تابعة لحزب "آم آدمي"، وكان أيضًا العضو الرئيسي في اللجنة التي صاغت برنامج انتخابات الحزب.

وفيما يلي نص الحوار مع جاسمين شاه:

سؤال: ربما مثّل حزبكم أول تجربة في العالم لاجتماع أعضاء المجتمع المدني ومشاركتهم بالانتخابات، لدرجة أنهم وصلوا للسلطة، بعد مرور خمس سنوات على ذلك، كيف جمع حزب "آم آدمي" بين طبيعته كمجتمع مدني وبين تقلده للحكم؟

جواب: لقد كان هناك فعلا بعض الحركات الطلابية في السابق، فلم يكن حزب "آم آدمي" الوحيد الذي دخل عالم السياسة كمجتمع مدني، ولكننا نعم كنا أول من يفوز.

وبعد مرور خمس سنوات على ذلك، يمكنني أن أقول بكل فخر إننا احتفظنا إلى حد كبير بطابعنا الأساسي ونحن نواصل العمل على الوفاء بالوعود التي قطعناها في فترة الولاية الأولى، أن تبقى أجندتنا كما هي، كما كانت عندما وصلنا إلى السلطة لأول مرة.

س: ما الذي قاد حزبكم إلى الفوز؟ ولماذا صوّت الناس لكم رغم الحملة العنيفة التي قام بها رئيس الوزراء نفسه وأعضاء حكومته وغيرهم في حزب بهاراتيا جاناتا؟

ج: لقد عملنا على موضوع التنمية، وتم تحقيق ما كان يأمله الناس منا في تحسين البنية التحتية والخدمات الحكومية والظروف المعيشية، فيما ركز حزب "بهاراتيا جاناتا" على الاستقطاب والكراهية، فأتت حملتهم بنتائج عكسية وأدت إلى انتصارنا.

إن القومي الحقيقي هو الذي يطمح ويعمل من أجل رفاهية الشعب والدولة ويشجع سياسات التنمية، وإن شعب نيودلهي قوميون بحق لأنهم صوتوا من أجل التنمية، وقد أعاد حزب "آم آدمي" تعريف القومية.

التنمية أمام الاستقطاب:

س: ما هي الخطوة الرئيسية والأولى للحزب في الحكومة القادمة؟
ج: أولويتنا هي تطوير وسائل النقل العام، مع الاستعانة بالابتكارات الجديدة وكذلك تسيير حافلات معتمدة على التطبيقات الرقمية، كما أننا سنركز أيضًا على العمل على تحسين جودة الهواء في نيودلهي.

س: دعايتكم الأساسية قامت على مكافحة الفساد، فإلى أي مدى نجحت في القضاء على الفساد في مدينة نيودلهي؟

ج: إن مكافحة الفساد هو هيكل معقد للغاية، وقد فزنا في الانتخابات بسبب قانون "لوك بال"، الذي يهدف إلى إنشاء سلطة مساءلة عالية القوة، كما مارسنا ضغوطًا من أجل خلق بيئة لمكافحة الفساد وقمنا بإعداد أرقام هاتفية مجانية وطلبنا من الناس تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالفساد وقد أظهرت حكومتنا التزامًا في عملها.

وكانت النتيجة أن الناس ظلت تتذكرنا حتى جاء حزب بهاراتيا جاناتا في عام 2015 واستحوذ على فرع مكافحة الفساد.

س: جاء حزب "آم آدمي" وكله أمل في أن يصبح البديل عن الأحزاب التي تتبع سياسة تقليدية، فلماذا فشل الحزب في التوسع إلى ولايات أخرى؟

ج: لقد قدمنا قانون "لوك بال" أو قانون مكافحة الفساد، وكان التركيز على العاصمة نيودلهي، دون الولايات الأخرى، لأننا حزب جديد وكانت بدايتنا كحزب إقليمي وما زلنا نحاول الإمساك بزمام الأمور، وبالتالي فإن تركيزنا الآن ينصب على نيودلهي وجعلها نموذجا للولايات الأخرى، فكما رأيت فقد انقلب التيار وأصبح الناس الآن ضد شاغلي المناصب من حزب بهاراتيا جاناتا، كما أننا حزب المعارضة الرئيسي في ولاية البنجاب.

س: إن قوة التمويل عامل مهم في نظام الانتخابات البرلمانية الحالية، فما هي مصادر التمويل الخاصة بكم، فنحن نعلم أن نظام التمويل الجماعي لم يعد موجودًا في الهند للأحزاب السياسية؟

ج: من قال إن التمويل الجماعي غير موجود؟ لقد جمع معظم مرشحينا الأموال من خلال التمويل الجماعي، كما نظمنا دائما فعاليات لجمع التبرعات، فبالنسبة لحزب جديد مثلنا يمكن أن يصبح امر التمويل مشكلة ولكن كان هناك سخاء في تقديم الدعم لنا.

إحياء المدارس الحكومية:

س: إحياء المدارس الحكومية كان إنجازًا كبيرًا في نيودلهي، مع عدم القدرة على استقطاب أطفال الطبقة الوسطى، الذين ما زالوا يتنافسون على المدارس الخاصة، لماذا؟

ج: هناك فكرة عامة أو عقلية سائدة مفادها أنه لا يمكنك الحصول على تعليم جيد في المدارس الحكومية، هذه الفكرة تتغير الآن، وما أنجزناه في السنوات الخمس الماضية لا مثيل له.

كما أننا نعمل على توفير البنية التحتية والحوافز للمعلمين للحصول على تدريب جيد، وكذلك إعادة صياغة المناهج الدراسية الآن، فهذه المدارس الأعلى تصنيفا في نيودلهي الآن.

س: يحتاج النظام الانتخابي البرلماني إلى تحالفات وتنازلات، لكن حزب "آم آدمي" لم ينجح في جمع القوى السياسية، فهل يمكنك الاستمرار في النظام السياسي، دون التعاون مع القوى السياسية الأخرى؟

ج: نحن لم نجرب حقًا التحالفات، ولا نتطلع إلى التوسع الآن، فتركيزنا كله منصب على تحقيق الأهداف التي حددناها لأنفسنا، وسوف نستمر في تطوير التعليم والصحة وتطوير وسائل النقل العام.