الولايات المتحدة تغير سياستها حيال تنظيم "ي ب ك" الإرهابي

نشر في 22.01.2019 00:00
آخر تحديث في 22.01.2019 12:01

كانت زيارة السيناتور الأمريكي "ليندسي غراهام" إلى أنقرة هامة على عدة مستويات. وكما هو معروف فإن غراهام يمثل صوتاً بارزاً في الشؤون الخارجية في واشنطن، وهو حليف قوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وبالتالي فإن سبب مجيئه وما أدلى به من تصريحات يعتبر شديد الأهمية.

بادئ ذي بدء، لم تكن زيارته بالتأكيد رحلة شخصية. إنما جاء كجزء من الحوار بين تركيا وإدارة ترامب، وناقش القضايا الحاسمة بدقة كبيرة.

وأحد أهم الأسباب التي دفعته للمجيء هو الفهم الأفضل لموقف تركيا ومخاوفها بشأن خطة ترامب للانسحاب من سوريا. لقد شددت تركيا منذ فترة طويلة على أن الولايات المتحدة يجب أن تتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم "ب كا كا" الإرهابي، والتي تستخدم أسماءً مختلفة في الأراضي السورية. ومن المعروف أن تركيا منزعجة من حقيقة أن هذه الجماعات الإرهابية والانفصالية يتم تقديمها "كمقاتلين من أجل الحرية" من قبل بعض الدوائر في الغرب، بما في ذلك في وسائل الإعلام.

وللحقيقة، فإن جميع الحكومات المعنية تعلم جيداً أن "ب كا كا" والجماعات المرتبطة به هم منظمات إرهابية أيديها ملطخة بدماء الأبرياء. كما يعرفون الدول التي توفر لهم الأسلحة وتساعدهم بطرق أخرى كثيرة. وهم يدركون أيضاً أن هذه المنظمات الإرهابية هي العوامل الرئيسية التي تعيق الإصلاحات الديمقراطية الضرورية التي يحتاج إليها المواطنون من أصل كردي في مختلف البلدان.

جميعهم يعلمون أنهم لا يفعلون شيئاً حيال ذلك، لأن لديهم أهدافاً إستراتيجية ومصالح وتنافسات وتوقعات أخرى.

السيناتور غراهام يعلم كل ذلك أيضًا، وهو على دراية كبيرة بتركيا. بعبارة أخرى، فإنه لم يكتشف للتو في أنقرة أن "ي ب ك" هي منظمة إرهابية تابعة لتنظيم "ب كا كا" وهي تمثل قلقاً أمنياً لتركيا. ربما لم يعرف ترامب كل هذا لأنه كان يتم إعلامه بشكل مختلف، من يدري. ربما قال في النهاية لنفسه، "لكن لماذا تبدو تركيا في الواقع حانقةً على الولايات المتحدة؟".

ربما اكتشف ترامب أن "ب ي د" و"ي ب ك" وداعش ليست سوى أجزاء من لغز أكبر بكثير. لقد تعلم أن هذه المنظمات لا تخدم المصالح الأمريكية على المدى الطويل وأنها تلعب دورا في إستراتيجيات العديد من الدول الأخرى.

لعله اكتفى من تلاعب هذا النوع من المنظمات بالولايات المتحدة، أو أنه فهم أن خسارة بلد حليف من أجل جماعة إرهابية لا معنى له على الإطلاق. وربما أدرك ترامب أيضًا أن فكرة دعم ميليشيات مثل "ب ي د" و"ي ب ك" كانت أصلاً فكرةً للرئيس باراك أوباما.

لقد أرسل ترامب أحد أنصاره المقربين إلى تركيا للاستماع إلى كافة الحجج والشروحات التركية. وأظهرت تركيا للسيناتور أدلة قوية حول طبيعة هذه المنظمات وارتباطاتها، وشرحت له كيف يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا ومحاربة كافة الجماعات الإرهابية في وقت واحد. ربما كان غراهام راضيًا عما سمعه، حيث أدلى بتعليقات واضحة وضوح الشمس بعد اجتماعه.

وأكد أن "ي ب ك" ليس سوى جناح لتنظيم "ب كا كا" الذي تم تصنيفه كجماعة إرهابية على قائمة الولايات المتحدة. لقد أدرك أنه من الخطأ دعم منظمة إرهابية، وهو تحذير غير مباشر للدول الغربية التي ما زالت تدعمها، مثل فرنسا.

علاوة على ذلك، فقد عبر عن إدراكه لأهمية الانسحاب دون الإضرار بأمن تركيا. يمكننا أن نخمن أن الولايات المتحدة قد تقوم الآن بتهديد "ي ب ك" بنفسها.

من الواضح أن الولايات المتحدة بدأت بغير موقفها من دعم الجماعات الإرهابية، هذا بالطبع، إذا كان ترامب يحترم المسار الحالي. وهذا أمر إيجابي للغاية بالنسبة لمخاوف تركيا الأمنية، كما أنه سيضغط على الدول الأخرى التي تصر على دعم هذه الجماعات لأسباب مختلفة.

قد يقول المرء أشياء كثيرة عن ترامب، وأن ينتقده، ولكننا نعترف له بأمر واحد، وهو أمر واضح للجميع، فترامب يغضب بشدة من الانتهازيين ويتخذ إجراءات ضدهم.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.