تفسير قرار تركيا بشأن فنلندا والسويد

إسطنبول
نشر في 18.05.2022 11:17

كل ما تريده أنقرة التي تؤيد الأهداف الرئيسية للناتو من الحلف، معالجة مخاوفها الأمنية

أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان مؤخراً أن تركيا ليس لديها "أفكار إيجابية" بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو. ونعلم بالفعل أن هاتين الدولتين اللتين حافظتا على الحياد حتى أثناء الحرب الباردة، أعربتا عن اهتمامهما بالانضمام إلى الحلف في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وسيكون قبول فنلندا والسويد سريعاً وبدون مشاكل كما قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، وهناك فرصة جيدة لأن تكون عضوية هاتين الدولتين على جدول أعمال قمة مدريد في 30 يونيو/حزيران بالرغم من الاعتراضات الروسية، وبالإضافة إلى أزمة أوكرانيا فإن توسع الناتو الجديد يغذي التوترات بين الغرب وروسيا، بل إن قبول فنلندا والسويد الذي من شأنه أن يبدأ فصلاً جديداً في الهندسة الأمنية الأوروبية، يمثل كابوساً لموسكو.

وتواجه روسيا الآن وهي التي صرحت بأن غزوها لأوكرانيا كان يهدف إلى منع توسع الناتو، تحدياً أكبر بكثير، حيث قال الكرملين بالفعل إن قبول فنلندا والسويد سيعتبر تهديداً مطلقاً، ومع ذلك، لم يصرح المسؤولون الروس فقط بأن قبول هذه الدول في الناتو لن يفشل فقط في جعل أوروبا أكثر أماناً، بل حذروا من أن عضوية الناتو ستحول تلك الأماكن إلى مناطق صراع وتضفي عليها صفة العدو، ما ينطوي على مخاطر كبيرة. كما هددوا بأمور اخرى كثيرة من بينها "الانتقام" على شكل "احتياطات عسكرية تقنية".

ومن المتوقع أن تحاول روسيا التي ترى أنه سيتم احتواؤها من الشمال أيضاً، نشر صواريخ نووية في بحر البلطيق، وفي الوقت الذي أيدت فيه كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة طلبات عضوية فنلندا والسويد، أبدت تركيا مخاوف فعلية ومحسوسة.وفي هذا السياق، أدلى الرئيس التركي بتصريحاته ذات الصلة التي أصبحت موضوعاً ساخناً في السياسة العالمية، وأوضح سبب قلق تركيا قائلاً:"أخطأ أسلافنا فيما يتعلق باليونان وحلف شمال الأطلسي. ومعروف كيف تعاملت اليونان مع تركيا بدعم من الناتو. لا نريد أن يحدث ذلك. لكن الدول الاسكندنافية لسوء الحظ ، تشبه بيت ضيافة للمنظمات الإرهابية. ولا تزال مجموعات دموية مثل بي كا كا وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري د ه ك ب – ج، متمركزة في السويد، وقد أصبح بعض أعضائها نواباً في برلماناتهم".

ولعل بيان أردوغان تسبب في بعض الانزعاج في العواصم الغربية إذ قد يقول البعض إن الموقف التركي يقوض تضامن الناتو ويخدم المصالح الروسية. لكن هذا التفسير سخيف لأن تركيا في الحقيقة لا تزال واحدة من أقوى المدافعين عن تضامن الناتو.الدول الاسكندنافية تتخذ موقفاً غير مقبوللا يزال من غير الواضح ما إذا كان افتقار أنقرة إلى "الأفكار الإيجابية" يعني أن الدولة ستستخدم حق النقض ضد طلب العضوية المقدم من فنلندا والسويد. لكن ما هو واضح أن تركيا تجد نهج الدول الاسكندنافية غير مقبول تجاه تنظيم بي كا كا وحتى جماعة غولن الإرهابية، بطريقة تنتهك روح التحالف.ومن المؤكد أن تركيا لديها مشاكل مع سياسة السويد أكثر من سياسة فنلندا. وخصوصاً بعدما أشار بعض المعلقين السويديين إلى المادة 5 أثناء النقاش العام حول عضوية الناتو، متسائلين بسخرية ما إذا كان من المفترض أن يدافع السويديون عن تركيا، وخلصوا إلى أنه ليس لديهم مثل هذا الالتزام.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.