توقعات بتطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية قريباً

إسطنبول
نشر في 02.04.2021 12:16

شجعت رئاسة جو بايدن على البحث عن تحالفات إستراتيجية جديدة في مناطق مختلفة حول العالم. ومن أبرز التغييرات التي وقعت أخيراً في سياق التحالفات الجديدة التحول في العلاقات بين تركيا وإسرائيل، بعد أن شهدت الدولتان خلافات عميقة لأكثر من عقد من الزمان.

وقد أشار كلا الجانبين إلى مرونة متبادلة. وذكرت صحيفة "هيوم" الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، نقلاً عن "مسؤول تركي رفيع" أن "تركيا أبلغت إسرائيل يوم الاثنين 29 مارس/آذار بأنها مستعدة لإرسال سفير إلى تل أبيب بمجرد التزام الحكومة الإسرائيلية بالرد بالمثل في نفس الوقت".

كما أن بوادر التطبيع الأخرى التي ظهرت بين الطرفين منذ ديسمبر/كانون الأول تستحق التحليل والدراسة. ولعل تذكر ما حدث في البداية بين الدولتين مفيد للتأمل في جوهر الصراع.

أزمة دافوس

ربما يكون الشاهد الأكثر إثارة هو إدلاء رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان بتصريح لمدة "دقيقة واحدة" في قمة دافوس عام 2009. تلك كانت اللحظة التي هزت العلاقات التركية الإسرائيلية لأول مرة، حين رد أردوغان على الرئيس السابق شيمون بيريز بقسوة أمام الكاميرات مباشرة وأعلن مقاطعته لمؤتمر دافوس مؤكداً أنه لن يأتي إليه مرة أخرى وقد أوفى بكلمته بالفعل.

وفي عام 2010 اندلعت أزمة سفينة "مافي مرمرة" حين قتلت قوات الأمن الإسرائيلية 9 ناشطين أتراك مدنيين كانوا على متن السفينة المتجهة نحو فلسطين. وسحبت تركيا سفيرها من إسرائيل بعد أن وصفت هذا العمل بأنه "إرهاب دولة"وقامت بتخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.

وفي يونيو/حزيران 2016، توصلت الدولتان إلى اتفاق مرة أخرى وبحلول نهاية العام، تولى السفراء المعينون حديثاً مناصبهم في كل من أنقرة وتل أبيب.

لكن تركيا عادت وسحبت سفيرها من تل أبيب في ديسمبر 2017 عندما لقي 52 فلسطينياً مصرعهم في احتجاجات نظمها الشعب الفلسطيني رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث تم افتتاح السفارة الأمريكية فيها في مايو/أيار 2018.

واستدعت إسرائيل بدورها مبعوثها إلى أنقرة وانتهت فترة عمل السفير الاسرائيلي في تركيا في وقت لاحق. ومنذ ذلك الحين، حافظ البلدان على علاقاتهما مع القائم بالأعمال في السفارتين.

وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، صرح أردوغان قائلاً: "نود أن نصل بعلاقاتنا مع إسرائيل إلى نقطة أفضل" وأضاف أن البلدين يتعاونان بالفعل في مجال الاستخبارات.

كما عينت إسرائيل "إيريت ليليان" في منصب القائم بالأعمال في سفارة أنقرة في فبراير/شباط فيما اعتبره موقع

"I24news" الإخباري الإسرائيلي رسالة هامة من وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أردوغان لكون "ليليان" خبيرةً في الشؤون التركية.

وقال الموقع الإخباري إن "تعيين مثل هذه الشخصية المتمرسة هو انعكاس لرغبة تل أبيب في استعادة الدفء القديم مع أنقرة".

وبناءً على هذا التسلسل الزمني للأحداث يمكن القول إنه لا يوجد حالياً "تضارب في المصالح" بين تركيا وإسرائيل. بل إن مصادر الأزمة تندرج ضمن ردود فعل دورية ومواقف مضادة، كما أن الادعاءات والمزاعم التي تشبه مقولة دعم أنقرة للإخوان المسلمين هي من القضايا التي يمكن حلها بسلاسة.

بالاضافة إلى أن التطورات الأخيرة مثل التحالفات التي أقيمت لتقاسم الثروات الطبيعية في شرق البحر المتوسط من شأنها أن تجعل الحفاظ على العلاقات الثنائية المبنية على أرضية عقلانية أمراً ليس ممكناً فحسب بل وضرورياً أيضاً. ويعتبر تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أهمية المحادثات مع تركيا بشأن احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط، مؤشراً آخر على تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأخيراً فإن تركيا مصممة على الانتصار في سياسة شرق المتوسط. كما أن الخطاب الشعبوي الذي كان موجهاً ضد تركيا قد تلاشى في إسرائيل. ولن يكون تطبيع العلاقات بين البلدين بسرعة أكبر من المتوقع ووصولها إلى نقطة تعاون، مفاجئاً لأحد.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.