إنقاذ إدلب

إسطنبول
نشر في 20.09.2018 00:00
آخر تحديث في 20.09.2018 12:50

الجهود التركية المكثفة لإيجاد مخرج لعقدة إدلب انتجت هذا التوافق الذي يعكس إلى حد كبير الرؤية التركية للحل مع الأخذ بالاعتبار مصالح الأطراف الأساسية المعنية بالأزمة

إلى أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين توصلهما الى اتفاق يجنب إدلب عملية عسكرية، كانت الأجواء متشائمة حول مصير هذه المنطقة التي أصبحت المعقل الأخير للمعارضة السورية.

الجهود التركية المكثفة لإيجاد مخرج لعقدة إدلب أنتجت هذا التوافق الذي يعكس إلى حد كبير الرؤية التركية للحل مع الأخذ بالاعتبار مصالح الأطراف الأساسية المعنية بالأزمة.

يقضي الاتفاق بإنشاء شريط منزوع السلاح بعمق ما بين 15 و20 كم بين طرفي النظام والمعارضة، وسحب الأسلحة الثقيلة من الشريط الأمني وإخراج عناصر المجموعات المتطرفة منها مع احتفاظ المعارضة المعتدلة بمواقعها وضمان روسيا عدم مهاجمة تلك المناطق. كما وسيتم رسم حدود المنطقة عبر اجتماعات فنية تقنية تجري بين الطرفين التركي والروسي.

وسيتم تعزيز وتقوية نقاط المراقبة التركية المنتشرة حول إدلب، ويقوم الجيشان التركي والروسي بتسيير دوريات متزامنة حول الشريط الآمن لمراقبة وتأمين مقتضيات اتفاق سوتشي.

وفقاً للاتفاقية، ستتم المحافظة على حدود إدلب، ولن يجري تغيير معالمها وسيبقى الجميع في أماكنهم كما سيتم فتح الطريقين الدوليين حلب - حماة وحلب - اللاذقية قبل نهاية العام الجاري، حيث يتم تطبيق الاتفاقية اعتباراً من 15 أكتوبر المقبل.

الاتفاقية استقبلت بالترحيب من سكان إدلب ومن المعارضة والنظام ومن المجتمع الدولي، لأنها جنبت المنطقة صراعاً دموياً وكوارث إنسانية وموجات نزوح جديدة.

ويحفظ الاتفاق متطلبات الأمن القومي التركي والمصالح التركية في المنطقة، كما يحافظ على وجود المعارضة السورية المعتدلة. وهو خيب آمال النظام بفرض الحل العسكري الذي كان يريده. كما يوفر الاتفاق بالنسبة للنظام وروسيا، الأمن لمناطق سيطرة النظام وكذلك للقواعد الروسية القريبة من المنطقة، ويزيل الضغوط الدولية عليهما بسبب تهديدهما بالقيام بعمل عسكري واسع.

تحقق ما كنا نشير إليه وهو أن حجم المصالح التركية الروسية وعمق علاقاتهما سيدفعهما إلى إيجاد حل وسطي لعقدة إدلب.

الاتفاقية كما أنقذت المنطقة من الكوارث الإنسانية، كذلك أنقذت علاقات البلدين ومسار أستانا، أما إيران ورغم عدم إشراكها في الاتفاق فهي لم تجد بداً من الترحيب به.

كما أكد الرئيس التركي أردوغان ان أولوية تركيا في سوريا هي وقف إراقة الدماء وتأمين الحل السياسي بما يضمن وحدة البلاد ويفضي إلى الانتقال السياسي.

وبعد تأمين استقرار غرب الفرات في سوريا، ستركز تركيا جهودها على شرق الفرات حيث يوجد التنظيم الانفصالي المدعوم أمريكياً، ويهدد وحدة سوريا وتركيا معاً.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.