بي كا كا تنظيم إرهابي وإجرامي

إسطنبول
نشر في 26.02.2019 22:27
آخر تحديث في 07.03.2019 14:10

"بي كا كا" ليس فقط تنظيماً إرهابياً مسلحاً بل هو تنظيم إجرامي دولي يقوم بتهريب البشر وتجارة المخدرات، وخطف الأطفال والفتيات وتجنيدهم. يستغل الفتيات المنضمات إليه جنسياً، ويعدم من يشتبه فيه من عناصره الإرهابية.

تأسيس التنظيم

تأسس تنظيم ب كا كا الإرهابي (حزب العمال الكردستاني) بزعامة عبد الله أوجلان وعدد من رفاقه الشيوعيين المنتمين في تلك الفترة إلى جماعات العنف اليسارية التركية في أواخر 1978.

عمل أوجلان قبل تأسيس التنظيم الإرهابي موظفاً حكومياً في أحد فروع مؤسسة عقارية رسمية في مدينة دياربكر، وكان متأثراً جداً بالأفكار الشيوعية الثورية التي تتبنى العنف سبيلاً للتغيير.

أيديولوجية التنظيم

يتبنى التنظيم الإرهابي الأيديولوجية الماركسية الممزوجة بالقومية الكردية، ويهدف إلى إقامة دولة كردية ماركسية في مناطق جنوب شرق تركيا، والحلم النهائي له إقامة ما يسمى بـ "كردستان الكبرى" في أجزاء من تركيا والعراق وسوريا وإيران وفقا لمواثيق وقرارات التنظيم.

التنظيم محظور ومدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وله أجنحة مستترة بمسميات مدنية ثقافية واجتماعية تنشط في تركيا وأوروبا.

نما التنظيم بدعم ورعاية المخابرات السوفيتية والسورية منذ بداية الثمانينيات وتم تدريب عناصره في معسكرات المخابرات السورية في البقاع بلبنان وذلك لاستخدامه لزعزعة استقرار تركيا.

إضافة إلى الدعم الخارجي، يعتمد التنظيم في تمويل نشاطاته الإرهابية على فرض الأتاوات والتهريب وتجارة المخدرات.

أعمال التنظيم الإرهابية

تسللت العناصر الإرهابية التابعة للتنظيم إلى داخل تركيا وتمركزوا في جبال قنديل الوعرة في الشمال العراقي لشن هجمات إرهابية ضد المدنيين ورجال الأمن على السواء، اعتباراً من عام 1984. لم يفرق التنظيم الإرهابي بين المدنيين والعسكريين أو المواطنين من أصول تركية أو كردية، فكل من يعارض أو يرفض نهجه وهيمنته صار هدفا له.

واصل التنظيم عملياته الإرهابية خلال الثمانينيات والتسعينيات مثيراً مشاعر المواطنين من أصول كردية ومستغلاً مشاكلهم. رغم أن الجيش التركي قضى عدة مرات على نشاط التنظيم المسلح إلا أنه واصل وجوده بسبب الدعم الخارجي وانتشار عناصره الأساسية في جبال الشمال العراقي على الحدود التركية العراقية.

التنظيم الإرهابي مسؤول مباشر عن مقتل ما لا يقل عن أربعين ألف مواطن تركي عسكري ومدني من أصول تركية وكردية.

معاهدة أضنة واعتقال رأس التنظيم:

رغم التحذيرات التركية، واصل النظام السوري في فترة حافظ الأسد دعم التنظيم الإرهابي واستضافة زعيمه في دمشق. وفي أيلول 1998 على الحدود التركية السورية، أعلن قائد القوات البرية الفريق أتيلا أتاش أن صبر تركيا نفد وأنها جاهزة لفعل ما يلزم تجاه النظام السوري الراعي للإرهاب. بعد هذه التحذيرات الشديدة وتدخل الرئيس المصري حسني مبارك في تلك الفترة، أُرغم النظام السوري على قطع دعمه عن التنظيم الإرهابي وإخراج زعيمه من الأراضي السورية بموجب معاهدة أضنة الموقعة بين الجانبين في 1999.

بعد ذلك اعتقل أوجلان الذي تنقل بين روسيا وإيطاليا واليونان وأخيراً كينيا، ونقل إلى تركيا بعملية استخبارية. أدين أوجلان بجرائم متعلقة بالإرهاب وخيانة الوطن وحكم عليه بالإعدام، وبعد إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد تحولت عقوبته إلى السجن المؤبد.

مشروع تحقيق السلم والمصالحة الداخلية لحكومة العدالة والتنمية

خططت الحكومة التركية لإنهاء مشكلة إرهاب "ب ك ك" وتحييد الجهات الخارجية من استغلال التنظيم كورقة ضغط ضد البلاد. تم إقرار حزمة من الإصلاحات الديمقراطية، بتعزيز وتوسيع الحريات وإزالة العراقيل من الحياة السياسية.

عبر إجراء لقاءات مع زعيم التنظيم بالسجن، قبل التنظيم بإنهاء أعماله الإرهابية والانسحاب إلى خارج البلاد مقابل تحقيق مزيد من الإصلاحات الديمقراطية والعفو العام عن عناصره المسلحة.

وفي مارس 2013 أعلن التنظيم وقف إطلاق النار والانسحاب إلى خارج البلاد مع إيقاف الجيش عملياته ضد عناصره. ولكن مع مرور الوقت لم يسحب التنظيم عناصره وبدأ يصعّد سقف مطالبه عبر الحزب المرتبط به وعملياته التخريبية ضد البلاد. وبدلا من تحقيق السلم في البلاد كثف التنظيم الإرهابي تركيزه على الشمال السوري، فتحالف أولا مع النظام السوري ثم مع الولايات المتحدة لإقامة كانتونات انفصالية على الحدود التركية السورية وأراد نقل هذه التجربة إلى داخل تركيا، وعاد من جديد إلى نهج العنف والإرهاب في تركيا.

حاول التنظيم عبر أجنحته المسلحة وكوادره المختلفة السيطرة على بعض القرى والبلدات الحدودية عبر حفر الخنادق وإقامة حواجز والتمرد المسلح. وبالتوازي مع هذا صعد أعماله الإرهابية في المدن الكبيرة ضد أهداف أمنية ومدنية. فقدت تركيا في هذه الموجة الإرهابية المئات من أبنائها معظمهم من المدنيين.

عمليات تركيا ضد الإرهاب

الدولة التركية تحركت من جديد وبقوة لإنهاء إرهاب التنظيم بشكل نهائي. وخلال عمليات أمنية، تم دفن كثير من الإرهابيين في الحفر التي حفروها وأماكن تمركزهم. وحُيّد آلاف منهم داخل تركيا وخارجها في الشمال السوري والعراقي. العمليات التركية التي بدأت منذ عام 2015 مستمرة إلى يومنا هذا بحيث تم القضاء على النشاط الإرهابي داخل البلاد بشكل شبه نهائي. وما زالت العمليات ضد بؤر الإرهاب في داخل تركيا وخارجها مستمرة بكل نجاح.

ب ك ك تنظيم إجرامي دولي

"ب ك ك" ليس فقط تنظيماً إرهابياً مسلحاً بل هو تنظيم إجرامي دولي يقوم بتهريب البشر وتجارة المخدرات، وخطف الأطفال والفتيات وتجنيدهم. يستغل الفتيات المنضمات إليه جنسياً، ويعدم من يشتبه فيه من عناصره الإرهابية.

كما قام فرع التنظيم في سوريا عبر التحالف مع الولايات المتحدة بارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين والتهجير القسري للسكان العرب والتركمان، وعمل على التغيير الديمغرافي في مناطق سيطرته في الشمال السوري وحتى في الشمال العراقي. هذه الجرائم موثقة بتقارير لمنظمات مستقلة والأمم المتحدة.

تركيا تقوم باستخدام حق الدفاع المشروع ومحاربة الكيانات الإرهابية دون التفريق بين هذه الكيانات، وعلى المجتمع الدولي دعم تركيا في هذه الجهود. أما محاولة تبييض بعض هذه المنظمات الإرهابية والدعاية لها فجريمة يعاقب عليها القانون الدولي.

نماذج لمجازر ب ك ك ضد المدنيين

قتل التنظيم الإرهابي آلاف المدنيين دون التفريق بين الأطفال والنساء والشيوخ. على سبيل المثال في هجوم على قرية بينارجك في ولاية ماردين تم قتل 30 مدنيا 16 منهم أطفال و6 نساء وذلك في 20 حزيران 1987.

19 آب 1987 مذبحة قرية قليتش كايا، قتل فيها 14 طفلا و11 رجلا وامرأة.

5 تموز 1993 مذبحة باشباغلار قتل فيها 33 مدنياً.

21 كانون الثاني 1994 مذبحة صاوزر قتل فيها 21 شخصاً 11 منهم أطفال.

17 شباط 2016 مذبحة مراسم في أنقرة قتل فيها 20 شخصا وجرح 87 آخرون.

13 آذار 2018 مذبحة حديقة غوان في أنقرة قتل فيها 36 شخصا وجرح 349 آخرون.

هذه نماذج قليلة فقط من آلاف الأعمال الإرهابية التي استخدم فيها التنظيم جميع وسائل القتل والإرهاب بما في ذلك الهجمات الانتحارية ضد المدنيين والعسكريين.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.