هل تكون تركيا هي الرابحة من الحرب التجارية بين بكين وواشنطن؟

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 11.07.2018 00:00
آخر تحديث في 11.07.2018 12:50
هل تكون تركيا هي الرابحة من الحرب التجارية بين بكين وواشنطن؟

ستكون للحرب التجارية المندلعة بين الصين والاتحاد الأوروبي بوتيرة أقل، من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، تبعات إيجابية على بعض الاقتصادات العالمية، من ضمنها تركيا.

رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك والأمريكان "تابا-أم تشام"، علي عثمان أقات، يرى أنه بإمكان تركيا الخروج رابحة من الحرب التجارية الدائرة.

يقول "أقات"، إنه عند مقارنة الأزمة بأرقام التجارة الخارجية للدول العظمى المنخرطة فيها، يتبيّن أن تركيا من أقل الدول تأثراً منها.

وتطرق الخبير التركي، إلى أن القوى العظمى، تخلت في الوقت الراهن عن الحروب التقليدية كوسيلة لإلحاق الضرر بالطرف الآخر، وباتت تلجأ إلى الحروب التجارية التي تتم عبر تطوير استراتيجيات تحيّد الأسلحة ووضع مشاريع تخلق الفرص المختلفة.

وأشار إلى أن الحروب التجارية حلت في الوقت الحالي، محل الحروب التقليدية.

** طرفان متضرران:

فيما يتعلق بنتائج الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن كلا الطرفين سيتضرران نتيجة هذه الحرب.

وتابع: "أضرار حرب تجارية عالمية بهذا الحجم، لن تقتصر على الاقتصاد فقط، بل ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغييرات سياسية، وثقافية وديمغرافية لدى جميع الأطراف (...) لذا يجب عدم قياس تكلفة الرد بالمثل بالأرقام فقط؛ فالأرقام تبقى عاجزة عن تصوير آثار حرب وأزمة كهذه".

وأعرب عن أمله في أن تدرك الإنسانية وجوب بقاء المنافسة ضمن حدود السلام، قبل أن تدفع أثماناً باهظة وتنخرط في حرب تجارية كهذه.

"الضرائب الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة والصين، ستؤثر على كل شيء حولهما".

** قطاعات مترابطة:

وقال "أقات" إن "جميع القطاعات في زماننا باتت مرتبطة ببعضها البعض، وليس هناك قطاع مستقل بحد ذاته أو غير مرتبط بقطاعات أخرى".

"فالزراعة تنعدم في حال غياب الجرارات، والجرارات معتمدة على وجود الحديد، والحديد يعتمد على التكنولوجيا والمواد الخام، أي أن جميع القطاعات مرتبطة ببعضها، وتضرر أحدها ينعكس على الآخر في المرحلة التالية".

وتوقّع رئيس جمعية "تابا-أم تشام"، أن تخرج تركيا رابحة من الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، موضحاً أن جميع الأزمات تتضمن فرصاً في الوقت ذاته.

وشدد على إمكانية إيجاد العديد من الفرص في حال تمت قراءة التطورات والمستجدات بشكل جيد، وأعدت التحضيرات المناسبة لذلك.

وأكد على أن تركيا قادرة على خلق العديد من الفرص ونيل المزيد من المكاسب في هذا الخصوص، مبيناً أن جمعيتهم ومنذ ظهور بوادر الحرب التجارية، قامت بمراجعة جميع مشاريعها ذات القيمة المضافة، وأكسبتها زخماً كبيراً.

ويعتقد الخبير الاقتصادي، أن بإمكان تركيا تقليص التأثر سلباً من هذه الأزمة، وذلك نظراً للفارق الكبير بين صادراتها للولايات المتحدة ووارداتها منها.

واقترح إنشاء مناطق صناعية تركية على الأراضي الأمريكية، لتجنب الضرائب الأمريكية على البضائع القادمة من خارج البلاد.

ودعا "أقات" رجال الأعمال والمستثمرين والصناعيين، أصحاب شركات واستثمارات صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم، الراغبين في تجنب أضرار هذه الأزمة والخروج بمكاسب منها، للانضمام إلى المشاريع "الهامة والكبيرة" التي تنفذها الجمعية التي يرأسها.

يُشار إلى أن السلطات الأمريكية فرضت المزيد من الرسوم على المنتجات الصينية في العام الثاني من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وردت بكين بإجراءات مماثلة، وسط تحذير محليين اقتصاديين من مخاطر اندلاع حرب تجارية شاملة بين البلدين قد تعصف بالشركات وأسواق المال في أنحاء العالم.