التبادل التجاري بين تركيا والمملكة المتحدة يتصاعد نحو 24 مليار دولار

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 29.07.2022 14:27
ميناء تكيرداغ الأناضول ميناء تكيرداغ (الأناضول)

صرح "كنان بوليو" القنصل العام البريطاني في إسطنبول ووكيل التجارة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، أن التجارة الثنائية بين تركيا والمملكة المتحدة بلغت 21.9 مليار دولار بنهاية عام 2021 بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة.

وفي معرض حديثه مع الإعلام المحلي قال "بوليو" إن هذا الرقم الذي يمثل زيادة بنسبة 20.2% مقارنة بالعام السابق، يعد علامة جيدة توضح مدى مرونة التجارة بين البلدين بعد جائحة كوفيد-19.

وأضاف واصفاً تركيا بشريك لا غنى عنه للمملكة المتحدة: "بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت تركيا والمملكة المتحدة في وضع دولتين أوروبيتين كبيرتين ليستا أعضاء في الاتحاد الأوروبي. بينما نولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا مع المؤسسات الأوروبية مثل الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا، فإننا نشارك في عمل مكثف في أجزاء أخرى من العالم".

وأكد أن المملكة المتحدة تسعى جاهدة لتقوية الشراكة مع تركيا وجعل كلا البلدين أكثر أماناً وازدهاراً. وأشار "بوليو" إلى أن التجارة الثنائية قد تصل إلى 24 مليار دولار.

وقال: "هذا يعني أننا بحاجة إلى العمل معاً من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين، وأن نصبح شركاء في مكافحة الإرهاب، إضافةً إلى زيادة علاقاتنا التجارية والاستثمارية الثنائية".

وتعليقاً على التجارة الثنائية، قال الدبلوماسي البريطاني إن الطلب على السلع التركية الصنع مرتفع في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن البلاد تأتي في المرتبة الثانية في قائمة الدول الـ20 التي تصدر تركيا إليها أكثر من غيرها.

كما أزالت اتفاقية التجارة الحرة الجديدة حالة عدم اليقين بشأن ما سيحدث بعد الاتحاد الجمركي، والذي أثار قلق الشركات في كلا البلدين.

وشدد "بوليو" على أنهم يريدون الآن المضي قدماً في هذا الأمر، وأنهم قرروا بالفعل إضافة قطاعات جديدة إلى اتفاقية التجارة الحرة بما في ذلك قطاع الخدمات والزراعة والاستثمارات والاقتصاد الرقمي، والتي لم يتم تضمينها في التبادل التجاري بموجب اتفاقية الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي.

الاستثمار والتعاون

وفي إشارة إلى وجود فرص هائلة للعلاقات التجارية بين المملكة المتحدة وتركيا، قال "بوليو" إنه في هذه الفترة، بلغ إجمالي الصادرات من المملكة المتحدة إلى تركيا 6.5 مليار جنيه إسترليني، مما يجعل تركيا في المرتبة 18 بين أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة.

مؤكداً أنه إلى جانب التجارة الثنائية، تستمر الاستثمارات المشتركة بين البلدين في الزيادة.

كما أشار بسرور إلى زيادة عدد المستثمرين الأتراك الذين يحققون أهدافهم العالمية من خلال استثماراتهم الاستراتيجية في المملكة المتحدة.

وقال: "الشركات التي تتقدم بسرعة في التكنولوجيا لا تزال تفضل المملكة المتحدة على توسعاتها العالمية، وأعتقد أن اقتصادنا المنفتح والليبرالي وقاعدة العملاء الكبيرة وسوق العمل المرن والديناميكي ونظام الضرائب الملائم لمكان العمل وسيادة القانون القوية والشفافة، ستشجع المزيد من الشركات التركية على الاستثمار في المملكة المتحدة". مشيراً إلى أن المهارات والخبرات التكميلية للمملكة المتحدة لديها إمكانات غير مستغلة للتعاون في النمو النظيف والطاقة المتجددة.

وشدد "بوليو" على أن التعاون في مجال الصناعات الدفاعية هو فرع هام من فروع العلاقات التجارية قائلاً: "تمتلك تركيا صناعة دفاعية متطورة للغاية وشركاتها المدعومة من الدولة هي من بين أفضل 100 شركة في العالم. كما أن لديها مهندسين شباب ومؤهلين، ضروريين لتطوير هذه الصناعة. وتتمتع صناعة المملكة المتحدة أيضاً بالعديد من الميزات التي تقدمها لاستكمال أهداف تركيا في هذا القطاع المدفوع بالتكنولوجيا".

ومضى يقول: "يعد قطاعا الدفاع والفضاء من بين القطاعات الأخرى حيث يمكن للبلدين التعاون لخلق اقتصاد أقوى وزيادة الميزة التنافسية لبعضهما والاستفادة منها، ويسعدنا أن نرى أنه قد تم بالفعل إقامة تعاون مثمر بين بلدينا في هذا المجال الحيوي. ويعتبر مشروع TF-X الرائد في تركيا أحد أفضل الأمثلة على هذا التعاون".

يذكر أن مشروع TF-X يعمل على طائرة نفاثة من الجيل الخامس لها ميزات مشابهة لطائرة F-35 Lightning IIوان صناعة الدفاع التركية تتعاون مع شركة "رولز رويس" البريطانية من أجل المحرك الذي سيشغل الطائرة.

وسلط "بوليو" الضوء على أن التحول الرقمي يمثل أولوية مشتركة بين الحكومتين البريطانية والتركية كما ينعكس في الوثائق الإستراتيجية رفيعة المستوى لكلا البلدين، مثل استراتيجيات الذكاء الصناعي الوطنية الخاصة بهما، وأكد أن النظام البيئي التكنولوجي في المملكة المتحدة هو أحد أكثر الأنظمة البيئية الواعدة في العالم.

وأوضح بالقول: "موقع تركيا الاستراتيجي الذي يجمع بين النفوذ الأوروبي والآسيوي، يجعل تركيا قاعدة رائعة للشركات الناشئة الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات. إنه مركز ضخم يحتوي على بيانات ديموغرافية لدعم هذا التطور وتركيا لديها عدد كبير من السكان، ولديها مجموعة واسعة من البنية التحتية للنطاق العريض السلكي واللاسلكي، وهناك سياسات حكومية تدعم كل هذا. ونأمل أن تؤدي هذه العوامل عند اقترانها بدعم وتعاون المملكة المتحدة، إلى تطوير قطاع التكنولوجيا التركي بسرعة كبيرة".