مشروع مسجد أثينا يصطدم بالتطرف والبيروقراطية رغم موافقة السلطات

وكالة الأناضول للأنباء
أثينا
نشر في 31.10.2016 00:00
آخر تحديث في 31.10.2016 22:51
مشروع مسجد أثينا يصطدم بالتطرف والبيروقراطية رغم موافقة السلطات

رغم تمرير البرلمان اليوناني، مؤخرًا، مشروع قرار يسمح بإنشاء أول مسجد كبير بأثينا، إلا أن السلطات لم تتخذ أي خطوة في هذا الاتجاه حتى اليوم.

وتواصل مجموعة من اليمين المتطرف في اليونان، منذ نحو 3 شهور، احتلال المساحة التي خصصتها الحكومة لإنشاء المسجد بأثينا، التي تُعد العاصمة الأوروبية الوحيدة الخالية من وجود مساجد تتسع لعدد كبير من المصلين، وإن احتضنت زوايا ومصليات متفرقة.

وكانت الحكومة اليونانية قد قررت تحويل بناء قديم عائد للقوات البحرية في منطقة "اليوناس" في ضاحية "فوتانيكوس" في أثينا، إلى مكان عبادة للمسلمين.

وأعلن مسؤولون يونانيون أن البناء، الذي من المنتظر أن يتسع لـ 350 شخصاً، لن يحتوي على مئذنة.

وتسببت العوائق القانونية والبيروقراطية والاعتراضات في تأخير إنشاء المسجد، الذي صدر قرار الحكومة بإنشائه قبل نحو 10 أعوام.

كما أن البرلمان في البلاد، أقرّ في أغسطس/ آب الماضي مشروع قرار يقضي بإنشائه، وخصصت له ميزانية قدرها 887 ألف يورو تتكفل الدولة بتأمينها.

وفي حديث للأناضول، قال "يانيس يوانيديس" (74 عامًا)، الذي يقود المجموعة اليمينية المتطرفة، إنهم لن يسمحوا بإنشاء المسجد وسيستمرون في احتلال الأراضي المخصصة لإنشائه، والتي تبلغ 17 دونمًا.

وتتكون المجموعة اليمينية المتطرفة من 30 شخصًا يواصلون احتلالهم لقطعة الأرض المخصصة لإنشاء المسجد الأول في العاصمة، منذ نحو 3 أشهر، بدعوى مساعدة المشرّدين وتقديم الخدمات لهم في تلك المنطقة.

وأوضح يوانيديس أنه كان أحد عناصر الكوماندوز في الجيش اليوناني وأن لا صلة لهم بأي مجموعة سياسية، وبيّن أن السلطات لم تحاول إخراجهم من الأراضي التي يستخدمون المبنى المخصص لبناء المسجد، لإيواء المشردين.

واعتبر أن إنشاء المسجد، وسط قاعدة تابعة للقوات البحرية اليونانية، "أمر لا يُصدّق"، وادّعى أن هناك جهات ترغب في تحويله إلى مركز لـ "المهاجرين غير الشرعيين المتطرفين"، على حد قوله.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أعلنت وزارة البنية التحتية اليونانية، أن مناقصة بناء المسجد رست على مجموعة مقاولات مكونة من 4 شركات.

ولم يتم البدء بأعمال إنشاء المسجد حتى الوقت الراهن، رغم وجود اتفاق بين الجهات المعنية وشركة المقاولات بهذا الخصوص منذ أكثر من 3 شهور.

وترى الحكومة اليونانية، برئاسة "أليكسيس تسيبراس"، أن إنشاء المسجد يأتي في إطار حقوق الإنسان تجاه المسلمين في البلاد.

ومؤخرًا استنكر وزير التربية والشؤون الدينية اليوناني "نيكوس فيليس"، عدم وجود مساجد كبيرة للمسلمين في أثينا، معتبرًا المساجد الصغيرة الموجودة فيها "وصمة عار لحقوق الإنسان".

وشدد على أن إنشاء المسجد الكبير من شأنه أن يحول دون انتشار التطرّف.