بدء محاكمة أخطر رجل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 13.03.2017 00:00
آخر تحديث في 13.03.2017 15:57
بدء محاكمة أخطر رجل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي

43 عاما مرت منذ الاعتداء على مقهى "دراغستور بوبليسيس" في باريس الذي أسفر عن قتيلين وعشرات الجرحى سنة 1974، واليوم تبدأ محاكمة الفنزويلي كارلوس أمام محكمة خاصة للجنايات بتهمة ارتكاب "عمليات قتل مرتبطة بمنظمة إرهابية".

فقد قتل شخصان وجرح 34 آخرون في انفجار قنبلة يدوية رميت على مطعم "دراغستور بوبليسيس" الواقع في قلب باريس، بعد ظهر 15 أيلول/سبتمبر 1974

وسيحاكم ايليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس (67 عاما) الذي كان يجسد الإرهاب الدولي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لثلاثة أسابيع في باريس أمام محكمة اختير لها قضاة متخصصون لأقدم اعتداء تتهمه به فرنسا. وسيستمع القضاء لـ17 شاهدا وخبيرين في هذا الملف الضخم.

كارلوس الفنزويلي مسجون في فرنسا منذ اعتقاله في السودان على يد الاستخبارات الفرنسية في 1994، ثم صدر عليه حكمان بالسجن المؤبد لقتله ثلاثة أشخاص بينهم شرطيان في 1975 في باريس، وأربع عمليات تفجير اسفرت عن سقوط 11 قتيلا ونحو 150 جريحا في 1982 و1983 في باريس ومارسيليا وفي قطارين. لذلك سيكون الرهان الأساسي في هذه المحاكمة ما ستقدمه من توضيحات تاريخية وتلبية تطلعات الضحايا.

المحامي جورج هولو الذي يمثل 18 من أطراف الادعاء المدني الثلاثين في المحاكمة وبينهم أرملتا ضحايا الاعتداء على المقهى في باريس، قال: "وأخيرا ستجرى محاكمة!" وأضاف: "الضحايا ينتظرون الحكم على كارلوس".

بينما يعترض الدفاع على إجراء هذه المحاكمة بحد ذاتها؛ فتقول ايزابيل كوتان-بير محامية كارلوس متسائلة: "ما أهمية إجراء هذه المحاكمة بعد مرور هذا الوقت الطويل على الوقائع. إنه أمر غريب". لكن المحكمة رفضت هذه الحجة معتبرةً أن التقادم قد توقف لأمور استجدت في ملفات أخرى لكارلوس وأن الوقائع تندرج في إطار "الاستمرار في الالتزام بالإرهاب".

كما يندرج الاعتداء، في نظر الاتهام، في سياق احتجاز رهائن في سفارة فرنسا في لاهاي. وكان كوماندوس من الجيش الأحمر الياباني المرتبط بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كان كارلوس عضوا في فرعها "للعمليات الخاصة" يطالب بإطلاق سراح أحد أعضائه أوقف في مطار أورلي بالقرب من باريس قبلها بشهرين. وكان هذا الرجل ينقل وثائق تتعلق بعمليات خطف لطلب فدية لمديري فروع شركات يابانية متمركزة في أوروبا من أجل تمويل الجيش الأحمر.

ويبدو أن كارلوس الذي خطط لعملية احتجاز الرهائن في لاهاي، بادر إلى إلقاء القنبلة اليدوية لإجبار الحكومة الفرنسية على تلبية مطالب المجموعة؛ وقد تمكن فعلاً من تحقيق هدفه وأفرج عن المعتقل الياباني الذي توجه إلى عدن (في اليمن) مع الأعضاء الآخرين للكوماندوس.

ويستند الاتهام ايضا الى شهادات رفاق درب سابقين لكارلوس بينهم الثوري السابق هانس يواكيم كلاين الذي اسر له الفنزويلي بانه "يريد الضغط للإفراج عن الياباني".

ونجح المحققون في كشف مصدر القنبلة اليدوية التي استخدمت في الاعتداء إذ تبين أنها من أسلحة سرقت من ثكنة عسكرية أمركية في 1972، استخدم بعضها محتجزو الرهائن في لاهاي وعثر على أخرى في منزل صديقة كارلوس في باريس.