يوم تاريخي لبريطانيا.. لندن توقع وثيقة الخروج من الاتحاد الأوروبي

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 29.03.2017 00:00
آخر تحديث في 29.03.2017 20:27
يوم تاريخي لبريطانيا.. لندن توقع وثيقة الخروج من الاتحاد الأوروبي

وقعت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، رسمياً اليوم الأربعاء، على وثيقة إطلاق إجراءات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من خلال تفعيل المادة الـ 50 من معاهدة لشبونة.

وفي ما يلي أهم المراحل التالية من هذه العملية:

* الجدول الزمني:

أمام بريطانيا والاتحاد الأوروبي مهلة عامين لإنهاء مفاوضات الخروج، إلا في حال تصويت بالإجماع على تمديد هذه المهلة. وستعقد الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعا من دون بريطانيا في 29 نيسان/ابريل في بروكسل لتبني خط المفاوضات مع بريطانيا. من المرجح أن تبدأ هذه المحادثات في غضون شهرين، فقد شدد كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكست، ميشال بارنييه، على ضرورة التوصل إلى اتفاق قبل تشرين الأول/أكتوبر 2018 لإنهاء الإجراء ضمن المهلة المحددة مما لا يترك عمليا سوى 15 أو 16 شهرا للتفاوض.

* المفاوضات "أريد استرجاع أموالي":

يريد الأوروبيون أن يستهلوا المفاوضات بتقديم فاتورة الخروج إلى بريطانيا والمقدرة بنحو 60 مليار يورو، بما فيها التزامات قطعتها لندن في إطار الموازنة الأوروبية حتى عام 2020، وأيضا تسديد رواتب التقاعد لموظفي الإدارات الأوروبية.

وقال بارنييه: "علينا تصفية الحسابات لا أكثر ولا أقل". لكن وزير بريكست البريطاني، ديفيد ديفيس، رد الاثنين أنه "لم يكن يتوقع دفع مثل هذا المبلغ".

* بريكست "متشدد" والخروج من السوق الموحدة:

كانت ماي قد دعت في أواسط كانون الثاني/يناير إلى انفصال "واضح وقاطع" أي بريكست "متشدد".

من المقرر أيضا أن تخرج بريطانيا من السوق الموحدة ومن محكمة العدل الأوروبية. إلا أن ماي تأمل بالاحتفاظ "بأكبر منفذ ممكن" إلى السوق الموحدة، من خلال "اتفاق جديد للتبادل الحر، جريء وطموح" لا يزال مجهولا.

* السيطرة على الهجرة:

أكدت ماي أن "بريطانيا بلد منفتح ومتسامح لكن رسالة الشعب كانت واضحة جدا: الخروج من الاتحاد الأوروبي يجب أن يتيح السيطرة على عدد الأوروبيين القادمين إلى بريطانيا وهذا ما سنقوم به". وستسعى ماي في الوقت نفسه إلى ضمان حقوق نحو 1,2 مليون بريطاني يقيمون في دول أوروبية من خلال المقايضة حول شروط إقامة أكثر من ثلاثة ملايين أوروبي على أراضي بريطانيا.

* اتفاق مرحلي:

لا تشمل المادة الـ 50 سوى ما يتعلق بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. أما العلاقات المستقبلية، خصوصا التجارية والقضائية، فيجب أن يتم تحديدها في إطار محادثات أخرى قد تستغرق سنوات. ولذلك طرحت فكرة اتفاق مرحلي لتفادي خروج مفاجئ جدا خصوصا بالنسبة إلى الشركات، بانتظار التوصل إلى اتفاق نهائي.

وقد أعربت ماي عن أملها في أن تتم عملية الخروج "على مراحل" لكنها استبعدت في الوقت نفسه "وضعا انتقاليا غير محدود" زمنيا.

* ماذا لو فشلت المفاوضات؟

في هذه الحالة، ستجد بريطانيا نفسها ملزمة بالاتفاقات التجارية الموقعة في إطار منظمة التجارة العالمية والتي تفرض رسوما وحواجز جمركية بين الدول دون أن تمنح وضعا تفاضليا.

وقد بقي الاقتصاد البريطاني حتى الان صامدا، مسجلا نموا بنسبة 1,8% في عام 2016 ونسبة بطالة بمستوى 4,7% في أواخر كانون الثاني/يناير، وهي الأدنى منذ 41 عاما. لكن فشل المفاوضات سيشكل ضربة قوية يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ كبير بما أن نصف المبادلات التجارية للمملكة المتحدة تتم مع الاتحاد الأوروبي.

هذا وقد تصدر خبر توقيع تيريزا ماي على الوثيقة جميع الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم، بعناوين مختلفة، مثل "اليوم، بريطانيا تخطو نحو المجهول" و"عيون التاريخ تنظر إلينا" و"عزيزنا الاتحاد الأوروبي، نحن مغادرون".